الخميس، 31 يناير 2013

أهم بنود وثيقة الأزهر لوقف العنف: حرمة الدم.. الالتزام بالحوار الجاد

باسمِ جَمهرةٍ من شبابِ الثورة، وفي رِحابِ مَشيَخةِ الأزهرِ، وباسمِ الأزهرِ الشَّريفِ المؤسَّسةِ العلميَّةِ الوَطَنيَّةِ العريقةِ، وبمُشاركةِ طائفةٍ من هَيْئةِ كِبارِ العُلَماءِ وممثلي الكنائس المصرية، نُعلِنُ التِزامَنا بالمبادِئِ الوَطَنيَّةِ والقِيَمِ العُليَا لثَوْرةِ الخامس والعِشرين من يَناير، التي يحرِصُ عليها كلُّ المشتغِلينَ بالسياسةِ والشأنِ الوَطَنِيِّ من السِّياسيِّينَ وقادَةِ الفِكرِ ورُؤَساءِ الأحزابِ والائتِلافاتِ، وسائر الأطيافِ الوَطَنيَّةِ كافَّةً، دُونَ تمييزٍ.

الموَقِّعونَ على هذه الوثيقةِ يلتَزِمونَ بما يلي:

١) حقُّ الإنسان في الحياةِ مقصدٌ من أسمَى المقاصِدِ في جميعِ الشَّرائِعِ والأديانِ والقَوانينِ، ولا خَيْرَ في أُمَّةٍ أو مجتمعٍ يُهدَرُ أو يُرَاقُ فيه دَمُ المواطنِ، أو تُبتَذَلُ فيه كَرامةُ الإنسانِ، أو يضيع فيه القصاص العادل وفق القانون.

٢) التأكيدُ على حُرمَةِ الدِّماءِ والمُمتَلكاتِ الوَطَنيَّةِ العامَّةِ والخاصَّةِ، والتَّفرِقةُ الحاسمةُ بين العمَلِ السِّياسيِّ والعملِ التخريبيِّ.

٣) التأكيدُ على واجبِ الدولةِ ومُؤسَّساتِها الأمنيَّةِ في حِمايةِ أمنِ المواطنينَ وسَلامتِهم وصِيانةِ حُقوقِهم وحُريَّاتِهم الدُّستوريَّةِ، والحِفاظِ على المُمتَلكاتِ العامَّةِ والخاصَّةِ، وضَرورةِ أنْ يَتِمَّ ذلك في إطارِ احترامِ القانونِ وحُقوقِ الإنسانِ دُونَ تجاوزٍ.

٤) نبذُ العُنفِ بكلِّ صُوَرِه وأشكالِه، وإدانتُه الصَّريحةُ القاطعةُ، وتجريمُه وطنيًّا، وتحريمُه دِينيًّا.

٥) إدانة التحريضِ على العُنفِ، أو تسويغِه أو تبريرِه، أو التَّرويجِ له، أو الدِّفاعِ عنه، أو استغلالِه بأي صُورةٍ.

6) إنَّ اللُّجوءَ إلى العُنفِ، والتَّحريضَ عليه، والسكوتَ عنه، وتشويهَ كلِّ طرفٍ للآخَر، وتَرْوِيجَ الشائعاتِ، وكل صُوَرِ الاغتيالِ المعنويِّ للأفرادِ والكياناتِ الفاعلةِ في العمَلِ العامِّ، كلُّها جرائمُ أخلاقيَّةٌ يجبُ أنْ يَنأَى الجميعُ بأنفُسِهم عن الوُقوعِ فيها.

٧) الالتِزامُ بالوسائلِ السِّياسيَّةِ السِّلميَّةِ في العمَلِ الوطنيِّ العامِّ، وتربيةُ الكوادرِ الناشطةِ على هذه المبادئِ، وترسيخُ هذه الثَّقافةِ ونشرِها.

٨) الالتِزامُ بأسلوبِ الحوارِ الجادِّ بين أطرافِ الجماعةِ الوطنيَّةِ، خاصَّةٍ في ظُروفِ التَّأزُّمِ والخلافِ، والعملُ على تَرْسيخِ ثقافةِ وأدبِ الاختلافِ، واحترامُ التعدُّديَّةِ، والبحثُ عن التَّوافُقِ من أجلِ مَصلحةِ الوطَنِ، فالأوطانُ تتَّسِعُ بالتَّسامُحِ وتضيقُ بالتعصُّبِ والانقِسامِ.

٩) حمايةُ النَّسيجِ الوَطَنِيِّ الواحدِ من الفِتَنِ الطائفيَّةِ المصنوعةِ والحقيقيَّةِ، ومن الدَّعواتِ العُنصُريَّةِ، ومن المجموعاتِ المسَلَّحةِ الخارجةِ على القانونِ، ومن الاختِراقِ الأجنبيِّ غيرِ القانونيِّ، ومن كُلِّ ما يُهدِّدُ سَلامةَ الوطَنِ، وتضامُنَ أبنائِه، ووحدةَ تُرابِه.

١٠) حمايةُ كيانِ الدَّوْلةِ المصريَّةِ مَسؤوليَّةُ جميعِ الأطرافِ، حكومةً وشعبًا ومعارضةً، وشَبابًا وكهولاً، أحزابًا وجماعاتٍ وحركاتٍ ومُؤسَّساتٍ، ولا عُذْرَ لأحدٍ إنْ تسبَّبت حالاتُ الخِلافِ والشِّقاقِ السِّياسيِّ في تَفكيكِ مُؤسَّسات الدولةِ أو إضعافِها.

ونحنُ إذ نُعلِنُ إيمانَنا بهذه المبادِئِ، وما تُعبِّرُ عنه من أُصولٍ فَرعيَّةٍ، وثَقافةٍ دِيمقراطيَّةٍ، ووحدةٍ وطنيَّةٍ، وتجربةٍ ثوريَّةٍ - ندعو كلَّ السِّياسيِّينَ، قادةً أو ناشطينَ، إلى الالتِزامِ بها، وتطهيرِ حياتِنا السياسيَّةِ من مَخاطِرِ وأشكالِ العُنفِ، أيًّا كانت مُبرِّراتُها أو شعاراتُها، وندعو كلَّ أبناءِ الوطنِ، حُكَّامًا ومحكومينَ، في أقصى الصَّعيدِ والواحاتِ، وفي أعماقِ الدِّلتا والباديةِ، وفي مُدُنِ القناةِ وسَيْناء، إلى المصالحةِ، ونبذِ العنفِ، وتَفعيلِ الحوارِ - والحوار الجادّ وحدَه - في أمورِ الخِلافِ، وتَرْكِ الحُقوقِ للقَضاءِ العادِلِ، واحتِرامِ إرادةِ الشَّعبِ، وإعلاءِ سِيادةِ القانونِ، سَعْيًا إلى استِكمالِ أَهْدافِ ثَوْرةِ الخامس والعشرين كاملةً - بإذْن الله.

السبت، 26 يناير 2013

يظنة الظمأن ماء ............


ظن جماعة الإخوان أن وصولهم للسلطة في مصر و تونس و ليبيا بعد الثورات الشبابية أنهم الجيل المختار للتمكين للفرقة الناجية المختارة لتغيير المجتمع .
و بدأ ت مرحلة دئبوا علي إنتظارها و العمل للوصول لها بدون إعداد العدة لها فأصبحت لهم كسراب ظنة الظمأن ماء فبانت سوئاتهم للعيان لكنهم لم يعترفوا بفشلهم و لم يطفقوا عليها من أوراق الشجر ليداروا ما بدا لكنهم تعاملوا بكبر المختار و عناد المجتبي بغير زي صفة .
إن ما نعانية في مصر الأن هو إنخداع العامة الذين توسموا الخير بعد عقود من الفساد و اللصوصية في أناس قرأي فيهم أنهم ( بتوع ربنا ) ليجدهم نسخة غير منقحة من نفس النظام لكنها موشاة بالذقن و السبحة و مطعمة كذبها و لصوصيتها و فسادها بالأيات القرأنية ( عدة الشغل ) للتنكر و الإنكار فأصبح التمكين لعنة و فضيحة تغرق الجماعة لخيانتها المجتمعات بعد غياهب السجون لخيانتها و تأمرها علي الأنظمة .
يخرج علينا رموز الجماعة و المنتمين و المحبين كل حين بنفس النهج و نفس الإسلوب ليزيد القبح قبحا و كان إختيارهم لمرشح رئاسة بديل بعد نفي المشاركة ليكون معول هدم لمشروع الجماعة و كذلك لأحلام التغيير و أمال الشباب الراغبين في العيش و الحرية و المساواة و العدالة الإجتماعية .
تتوالي الأحداث و تزيد الفجوة و الجفوة بين الشعب و الحاكم ليتوجة بإعلانة الديكتاتوري الذي رسخ لحكم الفرد و حصنة و هدم صرح القضاء المتهالك لينقض مؤيدية علي أنقاضة ليدنسوها بحصارهم للمحكمة الدستورية لمنع تداول القضايا المنظورة للحكم في 2-12-2012 .
خرج دستورهم الذي يعبر عن تطلعاتهم بعد إستعداء للكثير من فئات و قطاعات المجتمع مدنسا بقلة المشاركة و ضعف التوافق مغموسا في شكوك التزوير ليكون مفجر لكيانهم و جماعتهم يتناثر حولة الأشلاء و تخضبة الدماء ليهدم الأمال ليكون الشعار الشعب يريد إسقاط النظام .
عادت الميادين لثوارها كما عاد المطلب (عيش حرية عدالة إجتماعية) .

الاثنين، 21 يناير 2013

مـولانـا المفتــي



قصيدة جميلة جدا للشاعر العراقي احمد مطر في هجاء مفتي الناتو يوسف القرضاوي ...

مَولانا الطّاعِنُ في الجِبْتِ
عادَ لِيُفتي
هَتْكُ نِساءِ الأرضِ حَلال
إلاّ الأَربعَ مِمّا يأتي
أُمّي، أُختي، امرأتي، بنتي
كُلُّ الإرهابِ: مُقاومَةٌ
إلاّ إن قادَ إلى مَوتي
نَسْفُ بُيوتِ النّاسِ: جِهادٌ
إن لَمْ يُنسَفْ مَعَها بَيتي
التقوى عِندي تَتلوّى
ما بينَ البَلوى والبَلوى
حَسَبَ البَخْتِ
إن نَزلَتْ تِلَكَ على غَيري
خَنَقَتْ صَمْتي
وإذا تِلكَ دَنَتْ مِن ظَهْري
زَرعَتْ إعصاراً في صَوْتي

وعلى مَهْوى تِلكَ التّقوى
أَبصُقُ يومَ الجُمعةِ فَتوى
فإذا مَسَّتْ نَعْلَ الأَقوى
أَلحسُها في يومِ السَّبتِ
الوسَطِيَّةُ: فِفْتي .. فِفْتي
أعمالُ الإجرامِ حَرامٌ
وَحَلالٌ
في نَفْسِ الوَقْتِ
هِيَ كُفرٌ إن نَزَلَتْ فَوقي
وَهُدىً إن مَرّتْ مِن تَحتي

هُوَ قد أَفتى
وأنا أُفتي
العلَّةُ في سُوءِ البذْرةِ
العِلّةُ لَيسَتْ في النَّبْتِ
وَالقُبْحُ بِأخْيلَةِ الناحِتِ
لَيسَ القُبحُ بطينِ النَّحتِ
وَالقاتِلُ مَن يَضَعُ الفَتوى
بالقَتْلِ..
وَليسَ المُستفتي
وَعَلَيهِ.. سَنَغدو أنعاماً
بَينَ سواطيرِ الأَحكامِ
وَبينَ بَساطيرِ الحُكّامْ
وَسَيكفُرُ حتّى الإسلامْ
إن لَمْ يُلجَمْ هذا المُفتي

الجمعة، 18 يناير 2013

الظلم مفتاح الفوضي !!!!






لست من مشجعي كرة القدم لكن أجبرني حظي العثر أن يكون وقت إذاعة مباراة النادي الأهلي و النادي المصري المذاعة بتاريخ 1-2-2012 متزامنا مع قدوم ضيف فأجبرت علي مشاهدة المباراة و قد لفت إنتباهي بعض الحركات في المدرجات و خلف المرمي بحكم عدم إهتمامي بالكرة .



و تيقنت أن ملاحظتي ذات مغزي حين إنتهت المباراة و ما حدث من مأساة بعد إنتهائها بفوز النادي المصري و أكد لي كون الأحداث مدبرة و الجريمة تم عقد العزم علي تنفيذها .




لكن تحديد هوية المنفذ في نظري وقتها كان المجلس العسكري لمعاقبة الألتراس علي مشاركتة البطولية في كل فعاليات الثورة لكن بعد مضي الوقت و توالي الأحداث تجددت بعض الشواهد علي أن للعسكر شركاء .




هذة الجريمة البشعة سيدفع ثمنها مصر كلها مع أولتراس الأهلي و جماهير بورسعيد أي أن دماء مصرية جديدة ستسيل أي أن مخطط المصريين سيقتلون أنفسهم بأنفسهم مستمر !!!!!!

شاهدت المذبحة المباراة من بدايتها إلى نهايتها وتابعت لجنة تقصي الحقائق و ذهبت لبورسعيد و رأيت البوابة المغلقة باللحام محاولا أن أعرف من قتل المصرين من إخوتي الأبطال شباب مشجعي الأهلي فى بورسعيد .

الجميع يعرف من خطط لقتلهم و من عانى من تصميمهم و إيمانهم بالثورة المصرية .




لكن من هم شركاء الجريمة ؟ من خطط ؟ و من نفذ ؟ ومن تواطئ ؟ و من ساعد ؟




لفت إنتباهي قضية حارس الشاطر و السلاح غير المرخص وكذلك الخطاب الموجة من الشاب الإخوانى (سعيد عبد السلام محمود قنديل ) الذى كان يعمل لدى خيرت الشاطر ومن ضمن طاقم حراسته الخاصة إلى شقيقته سوسن وكشف فيها تفاصيل تورط قيادات الإخوان وحجازى فى مجزرة الإستاد حدد الإخوان إقامتة لإتهام صفوت حجازي لة بسرقة 200 ألف جنية من 8 ملايين كانت موجهة للقادة الأمنين ببورسعيد قبل الأحداث مباشرة .

http://egy-n.com/news/v/1960?v=1#.UPL9Q-TkgeU.facebook

ثم بدأت أسترجع الأحداث .

ذهب جماهير الأهلي الى إستاد بورسعيد بالقطار بعد رفض شركات السياحة تاجير حافلات خوفا عليها من التدمير وتوقف القطار بمحطة قريبة من بورسعيد بعد ورود تهديدات لإستهداف جماهير الألتراس بالقطار و تم نقلهم بحافلات دخلت المدينة في حماية الشرطة من منفذ الجميل و قلة منهم ذهبت بالحافلات مباشرة .

قبل المباراة بيوم تم الإعتداء علي شباك التذاكر و سرقة العديد من دفاتر التذاكر وقبل المباراة بساعة وربع تقريبا وصل الى إستاد بورسعيد خمس حافلات محملين بجماهير يرتدون ملابس خضراء و البعض الأخر بملابس حمراء و قيل أن بعضهم بملامح غير مصرية يرتدون جميعا جواكيت سوداء و بناطيل جينز قامو بالإشتباك مع الأمن خارج االإستاد بالحجارة و الأسلحة البيضاء ثم هجموا على بوابات الدخول للإستاد كأن جاء لقيادات الامن أوامر بان يلتزموا الصمت و الإبتعاد عن الأحداث .

http://www.youtube.com/watch?v=qr6YwZtQ7wg




دخل هؤلاء الإستاد بطريقة كما لو كانوا متفقين عليها مسبقا .

توزعوا في مجموعات مثيرة للإنتباة فمنهم مجموعة خلف المرمي مع جمهور الأهلي و الثانية مجموعة خلف المرمى مع جمهور المصري و الثالثة مجموعة منتشرة فى وسط الملعب .




اثناء تلك الأحداث كان الكثيرون يقومون بالتصوير بهواتفهم النقالة منهم ضابط شرطة في أثناء الأحداث و كأنة ذهب لذلك لا لتأمين الجماهير .




ظن البعض أن تلك الحافلات بمن فيها جاءت للم الشمل بين جماهير الفريقين بسبب ألوان ملابسهم الخضراء و الحمراء التى تشير إلى الزى الرسمي للأهلى و المصري .




إلتقطت أرقام السيارات بالمصادفة إحداهما يحمل رقم251 --- و أخري تحمل رقم 317 --- و ثالثة 437 .

بين الشوطين حاولت تلك الجماهير النزول إلى أرضية الملعب و لكن جماهير المصري وقفت لهم بالمرصاد و رفضت ذلك حتى تستمر المباراه للنهاية .

بعد إنتهاء المباراه نزل الجماهير للملعب و قاموا بالجرى وراء لاعبي الأهلي رغم فوز فريقهم وقبيل الذهاب أو الوصول ألى مدرج الأهلى كانت المجموعة المتواجدة بالقرب من جماهير الأهلي قد بدات الهجوم و حين أردات جماهير الأهلي النزول إلى أرضية الملعب لحماية اللاعبين فوجئوا بغلق البوابة من الجهة الأخري فبدؤا في القفز من السور لكن كانت الجماهير الأخري قد سدت عليهم الطريق وبدأت فى الصعود إليهم لإستكمال المذبحة ..

لاحظوا ان القاتلين كانوا من المجموعات الثلاثة التى نزلت من الحافلات قبيل المباراه بساعة وربع و إعتدوا علي الأمن خارج الإستاد .

لافتة ( بلد باله مافيهاش رجاله ) نلك الشرارة التى خرجت بإستاد بورسعيد بين جماهير الأهلي بتوجيهات لإحداث الفوضي التى ظهرت بالإستاد كانت رفعت في مباراة في 2008 ولم تتطور الأحداث إلي القتل .




فماذ إستجد لإحداث هذة المذبحة البشعة ؟

http://sns.sy/sns/cache/a753af9981748859049f6c0c748d9962-m400.jpg

في جمعة كشف الحساب بالتحرير و إحتلال منصة ثوار بلا تيار و حرق حافلتين لجماعة الإخوان وقف فوق المنصة بلطجية يهتفون لمرسي .

كان من بينهم من فى الصورة المنشورة أعلاة و هم داخل إستاد بورسعيد و هم بلطجية الإخوان و مليشياتها الذين إعتدوا علي المعارضة .

http://cdn.alwafd.org/images/news/20612978424a8gfdw9.jpg

http://www.youtube.com/watch?v=89m_E3tGd6U&playnet=1&list=PL62A735410F51CB0&feature=results_main

للتاكيد على الإخوان مرشحون لإرتكاب المجزرة ماصرح به المهندس جمال هيبة عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية و العدالة ببورسعيد بأن الحافتين اللذين تم حرقهما بميدان عبدالمنعم رياض تابعان لبورسعيد و يحملان رحلات بورسعيد احدهما يحمل رقم 251 .

http://www.el-balad.com/287189

هي أحد الحافلات التى أقلت القتلة فى مذبحة بورسعيد هى ذات الحافلات هي التي أقلتهم من بورسعيد و الأقاليم إلى ميدان التحرير وقت جمعة الحساب .

وهذا يشير بأصابع الإتهام إلي أن من قتل إخوتنا من الألتراس فى بورسعيد من ميلشيات الإخوان و قد فجروا وظهروا على الملأ فى مذبحة الإتحادية .

غياب العدل هو سبب التخبط و عدم الإستقرار فالقاتل مازال حر طليق يعرفة أو لا يعرفة من منوط بة إحقاق العدل و لا يتحراة فمن نائب ملاكي للمخلوع لملاكي أخر للجماعة و تضيع الحقيقة و يتوة العدل فتبقي الفوضي .

بل إنه يستفيد من جريمتة لضرب وحدة الصف الثوري و اليقظة علي تأمرة و فشلة في إدارة البلاد و يتقاتل أبناء الجسد الواحد فى بعضهم البعض من أبناء بورسعيد و ألتراس الأهلي ليجد المبرر للقمع و يتمكن من جسد الوطن بما يخدم أطماعة .




أرجوا من كل الأحرار أن يعرفوا أن أعدائهم توحدوا عليهم بصفقة الإخوان و تأمينهم للعسكر و سيناريوا التصالح مع أذناب النظام البائد تجمعوا في سلة واحدة .

فحذاري أن نكون كباش فداء أو سد خانة فعدونا واحد هو القاتل الظالم عبيد المصلحة و كذلك مطالبنا واحدة هي (عيش - حرية - كرامة إنسانية ).

الأربعاء، 16 يناير 2013



دفعت نعم للإستقرار
لتاكسي يوصل للأخرة
دا النهضة سوسة ومرض
في الجسد ناخرة
خوفوك قالوك إستقرار
قوتنا في وحدتنا
فهمت غلط
و روحت عالأخرة
فهمت و أنا تحت القطر
إن وحدتهم
دي لوحديهم
و أنا عالأخرة
خدت صك الجنة
معاك تمن الكفن
هيسموك شهيد هيدفعوا تمنك
ولا هتقبضوا في الأخرة


الباعة الجائلون !!


يعد الباعة الجائلون هم الرقم الأصعب في حياة المدن لإختيارهم أماكن تكدس المارة من مشاة و راكبين و ذلك لرغبتهم في البيع بأقل سبل الترويج و هو المشاهدة العينية و نظرا لضيق حالهم و رغبتهم في العيش فهم يتنقلون في أغلبهم من القري و النجوع من الصعيد و الدلتا من المناطق الريفية حيث تبلغ نسبتهم 80% من تعداد الباعة الجائلون و هو ما يترتب علية سكناهم في مناطق أكثر عشوائية و لا أدامية .
يبقي البحث عن الحل الضيق هو تحديد أماكن تواجد الباعة الجائلون و تهيئة أماكن سكناهم لتتلائم مع أبسط قواعد الأدامية و هذا حل غير مفيد !!!
لكن الحل الأوسع و الأبقي هو تغيير أسباب نزوحهم من قراهم و نجوعهم بتوفير سبل العيش الكريم المستدام و فتح قنوات للعيش و التربح و ذلك عن طريق :-
1- تيسير القروض و خفض نسبة الفائدة و شروط الإقتراض .
2- التنمية الرأسية عن طريق توجية أموال تنمية العشوائيات لتنمية القري سينتج عنها .
أ- الحفاظ علي الرقعة الزراعية من التأكل ( التبوير لهجرة الفلاحين- البناء ).
ب- فتح باب الرزق و العيش الكريم في القري .
ج- فتح أبواب للإستثمار و التنمية الريفية .
د- الأهم تقليل معدل طرد سكان الريف للمدن .
إن العشوائية هي كل مترابط فالعشوائية في السكن و العشوائية في النزوح للمدن و العشوائية في التجارة و الإستثمار فإذا تم الربط بين كل الجهات بسياسة عامة موحدة لا نجد بنوك وطنية تستثمر في البورصة و بنوك دولية للكسب السريع الذي يستنزف أضعافة الكثير من الأمراض المجتمعية و الأخلاقية .
الحاكم مسئول عن ترضي الأوضاع الإجتماعية بإتخاذة سياسات ضيقة الأفق و التسكين لا الحل المستدام .
حين تكون رؤية الإصلاح واضحة فالسياسات تكون في إتجاة البناء أبقي و أشمل .
في القرية يسرق الفلاح من الكل الحكومة ممثلة في الجمعيات الزراعية و بنوك التنمية الزراعية التي تمولة بالبذور و التقاوي و الأسمدة و المبيدات الأقل كفائة بأسعار مبالغ فيها و كذلك تجعلة نهب للسوق السوداء لقلة ما توفرة .
إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع كما أن إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .
المسؤل الذي يبرر و يتنصل من مسئولياتة و يتعدي علي القانون تنافي فعلة مع سبب وجودة ليكون رئيس أو مدير لينسق الجهود و يراقب التنفيذ و يعاقب علي التقصير فإذا رضي أن يفتح باب التبرير لنفسة فلا ضير من أن تفتح  من الجميع .

الثلاثاء، 15 يناير 2013

الثقة أزمة مرحلة الوكسة ..


وصلنا أرض الشارع الممتد المتمدد لينال من راقات أجسادنا و ينحر برد الشتاء القاسي في جو غريب علي أوطاننا كما الأفكار و التصريحات العبثية من الحكام و من منتسبيهم الرسميين و غير الرسمين .
وصلنا بعض من شباب غيور علي كرامة القضاء و العدوان الإرهابي علي ثالث صرح من صروح المحاكم الدستورية عالميا و التي نال منها عدوان الحزب الحاكم بمحاصرة أنصارة لمنع نظر قضيتي تبحثان في دستورية قانون تم الحكم عدم دستورية مجلس الشعب و بالتالي الحكم ببطلانة و حلة و الثانية هي شرعية التأسيسية الثانية للدستور و اللتان حدد يوم 2 ديسمبر 2012 للحكم .
حال دون إنعقاد جلسات المحكمة و دخول القضاة لساحتها حصار بربري إرهابي من جماعة اليمين المتطرف الممثلة في قصر الرئاسة بمحمد مرسي و في ظل غياب التأمين اللازم .
وجدنا جحافل الأمن المركزي في زيهم المصفح الجديد و مدرعاتهم المكهربة و قادتهم المدثرين في السواد الموشم بالنسور و السيوف و النجوم المذهبة .
قلت بداخلي كل هؤلاء لنا نحن من جئنا للتأمين تخافونا فأين كنتم من المحاصرية ؟؟ !!!!
خيمنا و تظاهرنا و هتفنا و حملنا لوحات الدعم سهرنا و بردنا و جعنا ليأتي لنا خبر حادث البدرشين الأليم تطوع عدد قليل من عددنا القليل للذهاب لموقع الحادث للدعم و المساندة في الحادث اللأليم لسابق علمنا بمدي إهتراء البينة التحتية و الخدمية بدءا بالحي و الدفاع المدني نهاية بالمستشفيات التي لا تصلح سوي مكبات للنفيات العضوية فأصبحت مكبات للأحياء و البشر و أدوات عقابة لا شفائة .
تبقي القليل من القليل فقلنا نحن أمام مستشفي المعادي العسكري المجاورة للمحكمة الدستورية و قد أتي إليها الكثير من عربات الإسعاف فقلنا نذهب للمساعدة و قد يرفضوا لأنها تحوي جسد رأس النظام المخلوع و علي أقل تقدير ليس لدينا غير دمائنا لنتبرع بها لإخوة لنا قضوا بين مصاب و شهيد في خدمة الوطن و زهبنا للإستقبال حتي يماطلون في قبول خدماتنا كما رأينا مماطلة قبول عربات الإسعاف بجرحاها من القائمين علي تأمين بوابة الطوارئ ثم بعد وقت قبلوا أن نتبرع بالدم و دخلنا لنجد بنك الدم لا يفرق كثيرا عن مثيلة في مستواة عن مستشفيات وزارة الصحة المنهوبة المهترئة بة حوائط و رخام وبرد لا يوجد بة سوي سرير (شذلونج) واحد المخصص للتبرع فكان منا من يجلس علي كرسي و الأخرين مجمعين علي كراسي مجمعة و كلنا دمائنا علي الأرض فتزكرت إخوتنا بدمائهم و لحومهم مختلطين بالتراب .
سمعت و قرأت الكثير عن تصريحات من في السلطة و منتسبيها لأتيقن أن ثورتنا ثمارها الوحيدة لم تكن سوي أن إستبدلت و شوة الحكام و منتسبيهم أو ركبت لهم ذقن شاهت الوجوة و العقول هؤلاء لابد أن تعود إنسانيتهم المبتسرة للحضانة لتكتمل و يكتمل معها عقولم و تفكيرهم .
و نحن وقوف لحماية الدستورية زار مرسي في مشهد مباركي هزلي بنطاعة كومبرس المصابين و يجلس قنديل بنطاعة ليلطقت صورة تبرعة بالدم .
رئيس فاشل رئيس كذاب هذا كل ما أجدة مناسبا .
إنتظرنا الحكم من قضاة إرهبوا و حوصروا لأجد الحكم يقول أن الحصار دخل قاعة المحكمة و الإرهاب زرع بداخل ضمير و يقين العدل لأجدني أقول الظالم يزيد من تغطرسة ليجعل المقاوم أشد إستبسالا و تمترسا في خندق الحق إذا تعالى الباطل فإن الحق قرب .

الجمعة، 11 يناير 2013

سعيد رمضان ... نهج الخيانة !!


من التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين :-
نجح عبدالناصر فى التوصل لإتفاقية جلاء كامل مع البريطانيين..
إلا أن المخابرات البريطانية لم يهدأ لها بال حيث أخذت فى استعراض القوى التى يمكن أن تناوئ عبدالناصر و تشكل خطرا حقيقيا ينقلب عليه و يتخلص منه فى النهاية.. وجدت المخابرات البريطانية أن الإخوان المسلمين هم أفضل قوة لتنفيذ هذا المخطط و خصوصا بعد إنقلاب عبدالناصر عليهم .
و وجدت المخابرات البريطانية فرصتها السانحة فى المدعو سعيد رمضان الذى كان قد إنضم للإخوان المسلمين فى 1940 و تتلمذ على يد حسن البنا و تزوج إبنته فى 1949 و بعد مقتل رئيس الوزراء النقراشي و القبض على عدد كبير من الإخوان المسلمين هرب سعيد رمضان إلى باكستان و قام بتأسيس محطتين إذاعيتين موجهتين للبلاد العربية .
و يقول الكتاب إن سعيد رمضان أصبح متعاملا فيما بعد مع المخابرات البريطانية و الأمريكية و حتى السويسرية و خصوصا بعد أن إستقر به المقام فيما بعد فى جنيف.. و فى جنيف و بالتعاون مع سعيد رمضان قام ضابطا المخابرات البريطانية نيل ماكلين و جوليان آمري بتنظيم حركة مضادة لعبد الناصر من الإخوان المسلمين و مستغلة فى ذلك تدهور العلاقة بين عبدالناصر و الإخوان و خصوصا بعد أن عارضوا خططه فى الإصلاح الزراعى.. علاوة على ذلك كان هناك تنسيق مع عدد آخر من جماعة الإخوان ممن لجأوا للسعودية لتنظيم خطة المخابرات البريطانية الإنقلابية ضد عبدالناصر.. و قد علم عبدالناصر ببعض ما يفعله سعيد رمضان - كما يقول الكتاب - فقام بسحب الجنسية المصرية منه و كان أن قامت ألمانيا الغربية - التى كانت غاضبة من عبدالناصر فى ذاك الوقت لإعترافه بألمانيا الشرقية - بإعطاء جواز سفر ألمانى لسعيد رمضان .
و قد إتجه سعيد رمضان بالجواز الألمانى إلى ميونخ بألمانيا ثم عاد لسويسرا و إستقر به المقام فى جنيف حتى توفى عام 1995.. و فى جنيف - يقول الكتاب - أسس رمضان المركز الإسلامى و قام بالتنسيق مع المدعو يوسف ندا لتأسيس بنك التقوى .
كانت سويسرا عندما إنتقل سعيد رمضان إليها تعرف أنه عميل للمخابرات البريطانية و الأمريكية و إنه أصبح يقوم بنشاط موجه بالتنسيق معهما ضد عبدالناصر، و لكن - و كما يقول الكتاب مستندا للأرشيف المخابراتى السويسرى - أن أجهزة المخابرات السويسرية تركته على أساس أن جماعته لا تعكس إتجاهات معادية للغرب و فيما بعد إستخدمته لصالحها.. قام سعيد رمضان بالتنسيق مع حسن الهضيبى من خلال تريفور إيفانز المستشارالشرقى للسفارة البريطانية للتخطيط لعملية إغتيال عبدالناصر.. و أخيرا فى 26 أكتوبر و أثناء قيام عبدالناصر بإلقاء خطاب فى الاسكندرية أطلق أحد أعضاء الإخوان 8 رصاصات عليه و لم تصبه و فشلت محاولة الإغتيال التى دبرها سعيد رمضان فشلا ذريعا و ليزداد بعدها حنق المخابرات البريطانية على عبدالناصر و نظامه .
و فى 1955 كان التفكير فى إنشاء حلف بغداد و ضم مصر إليه.. فقام إيدن فى محاولة أخيرة لإخضاع عبدالناصر بزيارة لمصر فى نوفمبر 1955 و كان لقاء إيدن مع عبدالناصر بمثابة فشل ذريع و خصوصا بسبب الأسلوب المتعالى الذى تعامل به إيدن مع عبدالناصر.. فى 4 أبريل 1955 - و قبل أن يصبح إيدن رئيسا للوزراء بيوم واحد - تم توقيع حلف بغداد بدون إنضمام مصر إليه ، لم يعد لدى البريطانيين ورق كثير للعب مع عبدالناصر بعد توقيع إتفاق الجلاء سوى الأسلحة التى كانوا هم و الفرنسيون يوردونها إليه .
فى مايو 1955 و بعد نصيحة من الرئيس اليوغوسلافى تيتو قام ناصر بعقد صفقة أسلحة سرية مع الروس من خلال تشيكوسلوفاكيا..
لم تعلم المخابرات البريطانية بهذه الصفقة السرية سوى فى 26 سبتمبر و عندما علمت بها جن جنون أنتونى إيدن و خصوصا أن الأمريكان كانوا على علم بها..
وفى 27 سبتمبر بدأت أجهزة التجسس البريطانية تلتقط سيل المراسلات بين القاهرة و براج حول الصفقة التى إتضح أن قيمتها 400 مليون دولار و كانت تشمل توريد 80 طائرة ميج مقاتلة، و45 مقاتلة قاذفة قنابل أليشون و150 دبابة..
كما حصلت المخابرات البريطانية على تفاصيل أكثر عن هذه الصفقة عن طريق عميل مصرى إسمه محمد حمدي كان يعمل فى القسم التجارى للسفارة المصرية فى براج..
وكما يقول الكتاب كان محمد حمدي فى الستين من العمر و كان يهوى النساء بشدة و لذلك نجحت عميلة للمخابرات البريطانية جاءت خصيصا من فيينا لإصطياده فى شهر عسل و تجنيده..
و بسرعة و بنجاح بالغ - كما يقول الكتاب - وقع محمد حمدي فى الفخ ..
و من خلال هذا المحمد حمدي نجحت المخابرات البريطانية فى الإلمام بجزء كبير من خبايا صفقة الأسلحة المصرية التشيكية أو بالأحرى صفقة الأسلحة المصرية السوفيتية ..
على أية حال كان لابد من تحرك بريطانى طلب إيدن من وزارة الخارجية و المخابرات البريطانية تدبير خطط جديدة للخلاص من عبدالناصر، و تراوحت هذه الخطط بين محاولات لتدبير تفجيرات فى عدد من المدن المصرية لإرهاب عبدالناصر أو رشوته بصورة مباشرة و حتى تدبير إنقلاب ضده..
كان هناك تفكير لدى المخابرات البريطانية أن يقود على ماهر رئيس الوزراء السابق هذا الإنقلاب و لكن كان ذلك شبه مستحيل ليس فقط لعدم شعبية على ماهر و لكن لكبره فى السن..
كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأن التقديرات داخل الأجهزة البريطانية كانت متضاربة علاوة على أنها كانت تجمع على أن ناصر لن يصبح متحالفا مع السوفييت و الشيوعيين..
و يقول أحد تقارير المخابرات البريطانية فى 28 نوفمبر 1955 إنه لو تبين أن عبدالناصر سيصبح دمية شيوعية فإن الإسلوب الأمثل للتعامل معه هو قلب نظام حكمه و ليس تقديم رشوة هائلة له و لم يعد بعد كل هذا أية أوراق لإغراء ناصر سوى تمويل السد العالى الذى كان يطمع عبدالناصر فى أن يحقق به جزءا كبيرا من أحلام المصريين فى التنمية .
فى 14 ديسمبر 1955 قرر البريطانيون و الأمريكان تقديم عرض لعبدالناصر بتمويل السد العالى من خلال البنك الدولى..
و فى يناير 1956 كانت تقديرات المخابرات البريطانية أن الشرق الأوسط قد يصبح على حافة إنفجار فى هذا العام، تم تعيين سلوين لويد وزيرا للخارجية البريطانية..
عمل لويد كل ما فى وسعه منذ بدء تعيينه على التنسيق مع الأمريكان فى كل ما يخص عبدالناصر، كان هناك إقتناع فى هذه الفترة بين أجهزة الحكم و المخابرات فى بريطانيا و أمريكا بأنه لابد من عمل شيء تجاه عبدالناصر و لكن التناقض فى الشخصيات و السياسات و سوء التحليلات لم يؤد إلى سياسة فعالة ،
و لكن بحلول فبراير 1956 كان هناك تنسيق بين المخابرات البريطانية و الأمريكية لإغتيال عبدالناصر.. كانت خطة الإغتيال - التى أعدتها أساسا المخابرات البريطانية - أشبه بأفلام جيمس بوند و لذلك لم يوافق عليها الأمريكان و بالتالى فشلت، ثم تطورت الأمور للأسوأ بقيام الملك حسين فى 1 مارس بإقالة جلوب باشا القائد البريطانى للفيلق العربى فى الأردن و إعلانه الإنحياز لعبدالناصر، هذا القرار أصاب إيدن بحالة جنون و جعله يفكر من جديد فى خطة إغتيال عبدالناصر..
فى 15 مارس 1956 كتب إيدن مذكرة للرئيس الأمريكى أيزنهاور يقول فيها إن لديه معلومات مؤكدة أن عبدالناصر يسعى لتأسيس ولايات عربية متحدة بعد العمل على إسقاط الملكيات الحاكمة فى العالم العربى
و خصوصا فى ليبيا و العراق و الأردن، علاوة على تدمير إسرائيل و كل هذا يصب فى صالح الإتحاد السوفيتى فى النهاية .
كان إيدن يسعى من خلال هذا الخطاب لكسب التوجه الأمريكى من جديد ضد العمل على إسقاط عبدالناصر أو إغتياله.. ثم تطورت الأمور على النحو المعروف بعد قرار البنك الدولى بسحب عرضة لتمويل السد العالى ثم الرد من جمال عبدالناصر فى 26 يوليو فى الإسكندرية بتأميم شركة قناة السويس..
و يحكى الكتاب جهود المخابرات البريطانية ضد عبدالناصر فى هذه الفترة من خلال القيام بعملية دعاية ضخمة موجهة من راديو القاهرة الذى كان يبث من قبرص و ليبيا و عدن فى اليمن..  
و أخيرا طرحت فكرة إغتيال عبدالناصر من جديد..
قام إيدن بإستدعاء جورج يانج مدير الإم آى سكس و وقع طلبا مكتوبا بإغتيال عبدالناصر!
و لم يكن هناك مفر من تحقيق هذا الطلب و كان الإتجاه هذه المرة أمام المخابرات البريطانية هو التنسيق مع الموساد الإسرائيلى و المخابرات الفرنسية..
الأكثر من هذا قام إيدن بالإتصال تليفونيا مع ديفيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل و حتى مع مدير الموساد أيسر هاريل و علاوة على ذلك الإتصال بالفرنسيين للتنسيق..
و أصبح ضابط المخابرات البريطانية الشهير جوليان آمري هو المنسق العام للخطة و المسئول عن الإتصال مع المعارضة المصرية المؤيدة لإسقاط ناصر و أغلبهم من الأسرة الملكية أو مصريين ساخطين على عبدالناصر .
و بدءا من 27 أغسطس 1956 عقد آمري و معه ضابط مخابرات بريطانية سلسلة لقاءات مع شخصيات مصرية ضمت ممثلين عن حزب الوفد و مقربين من رئيس الوزراء الوفدى السابق مصطفى النحاس باشا، كما قاموا بتنشيط إتصالاتهم من جديد بسعيد رمضان فى جنيف ، و كانت هناك خطة تقوم على أنه أثناء عملية ضرب و غزو مصر تقوم المخابرات البريطانية بإخراج اللواء محمد نجيب من محبسه المنزلى
و توليته الرئاسة و تعيين صلاح الدين وزير الخارجية المصرى فى الفترة من 1950 الى 1952 رئيسا للوزراء، كما طرح إسم على ماهر و طرحت مجموعة أخرى من المتآمرين يقودها - حسب زعم الكتاب - اللواء حسن صيام قائد سلاح المدفعية فى ذلك الوقت و معه مجموعة من ضباط الجيش المتقاعدين ممن كانوا ساخطين على عبدالناصر ، كما عاد آمري للخطة المحبوبة لدى المخابرات البريطانية و هى أنه بعد الغزو و الخلاص من عبدالناصر يتم تعيين الأمير محمد عبدالمنعم - إبن الخديو عباس حلمى الثانى - ملكا على مصر و تعيين أحمد مرتضى المراغى رئيسا للوزراء و الذى كان قد غادر مصر فى يونيو و إستقر فى بيروت..
و يدعى الكتاب أن آمري نجح فى جذب عدد من العناصر المصرية وراء خطة المخابرات البريطانية للإطاحة بعبدالناصر و إغتياله و من هؤلاء ضابط مخابرات مصرى يدعى عصام الدين محمود خليل
و كان نائب رئيس المخابرات الجوية..
و قد تم الإلتقاء به أثناء زيارة قام بها إلى روما من قبل محمد حسين خيرى حفيد السلطان حسين كامل الذى حكم مصر فى الفترة من 1914 الى 1917، و قد وافق خليل على الإنضمام للخطة البريطانية و سافر بعد أسابيع فعلا إلى بيروت..
و يقول الكتاب إن خيري حفيد السلطان حسين كان يعمل نائب رئيس المخابرات الحربية قبل ثورة يوليو
و بعد الثورة تم عزله وإحالته للإستيداع فسافر للخارج حانقا على عبدالناصر و نظامه ..
طوال هذه الفترة لم يكن لدى المصريين علم بما يفعله خليل و كان التخطيط أن تقوم المخابرات البريطانية بتقديم بعض المعلومات له فى بيروت عن إسرائيل لتقديمها للقيادة فى مصرمبررا بها سفره الدائم إلى بيروت .
كان المطلوب من خليل أن يعمل على تكوين خلية سرية من ضباط الجيش للعمل ضد عبدالناصر و كانت شروط خليل أن يكون هو القناة الوحيدة بين البريطانيين و الخلية و أن يحصل على كميات هائلة من المال لتغطية مصاريفه و خدماته ..
 ثم قامت المخابرات البريطانية بعد ذلك بإصطحاب مرتضى المراغى و ترتيب مقابلة له مع وزير الخارجية البريطانى سلوين لويد لزيادة طمأنته من أن هذه الخطة برعاية الحكومة البريطانية ..
كان هدف المخابرات ليس فقط الإطاحة بعبد الناصر على يد الخلية العسكرية و لكن أن تقوم هذه الخلية بقتل عبدالناصر لأن ذلك هدف أساسى لأنتونى إيدن إلا أن هذه الخطة إنضمت للخطط الفاشلة السابقة عندما تأكد للمخابرات و الخارجية البريطانية أنها لن تؤدى إلى شيء لأنه ببساطة - كما يقول الكتاب - كان عبدالناصر يتمتع بشعبية جارفة داخل الجيش و بين شعبه .
و لم يتوقف الفشل عند هذا الحد..
ففى آخر أغسطس 1956 قامت المخابرات المصرية بإقتحام مكتب و كالة الأنباء العربية التى كانت واجهة للمخابرات البريطانية، و فى مؤتمر صحفى فى 27 أغسطس أعلن عن القبض على خلية تجسس بريطانية فى مصر يقودها جيمس سوينبرن و هو مدرس إنجليزى قضى فى مصر 25 عاما ثم أصبح مديرا للمكتب و قد اعترف بخلية التجسس، كما تم القبض على تشارلز بتسويك أحد عمال شركة ماركونى و جيمس زارب و هو مالطى يمتلك مصنع بورسلين و كانا يشكلان جزءا من خلية التجسس كما تم القبض على المدير الحقيقى للمكتب و هو توم ليتل الذى كان مراسلا لمجلة الإيكونوميست و جريدة التايمز و لكنه كان فى نفس الوقت عميلا رئيسيا لجهاز المخابرات البريطانية ..
الغريب - كما يقول الكتاب - أن المخابرات المصرية كانت تعرف بالنشاط التجسسى لتوم ليتل منذ البداية
و لكنها تركته حرا و تعمدت تغذيته بمعلومات خاطئة و مضللة عن الرئيس عبدالناصر، و قد كشفت عمليات القبض على الخلية - و حسب إعترافات أعضائها التى تمت فى سجن القناطر - أنها أوصلت معلومات للمخابرات البريطانية عن تطورات سياسية سرية كانت تجرى فى مصر و عن بعثات الشراء التى توجهت لبعض دول الكتلة الشرقية لشراء أسلحة وعن بعض المعدات العسكرية السوفيتية التى كان قد تم البدء فى توريدها بموجب الصفقة التشيكية و منها تركيب محطة رادار جديدة خارج القاهرة و معدات مضادة للدبابات لزوم الحرس الوطنى علاوة على معلومات عن أماكن تمركز القوات المسلحة المصرية، أكثر من هذا قامت المخابرات المصرية بإعتقال عملاء مصريين عملوا لصالح هذه الشبكة بلغ عددهم 11 عميلا منهم سيد أمين محمود و إبنه الضابط بحرى أحمد أمين محمود الذى عمل لفترة ملحقا بحريا للرئيس محمد نجيب ..
و قد قام سيد و إبنه أحمد بتقديم معلومات للبريطانيين عن التحصينات العسكرية البحرية لميناء الإسكندرية
و معلومات عن السفينة عكا و السفينة سودان مفادها أن الرئيس عبدالناصر كان ينوى ملء هاتين السفينتين بالمتفجرات و سد القناة بهما فى حالة أى غزو بريطانى و قد تبين أن كل هذه المعلومات كاذبة ، كما تم القبض على المدعو يوسف مجلى حنا الذى قام بتقديم معلومات عن قيام خبراء من ألمانيا الشرقية بمساعدة مصر فى برنامج تصنيع صواريخ .
و قد وردت إشارات فى القضية أن الرئيس محمد نجيب قدم بعض المعلومات و لكن تم حذفها بطلب من عبدالناصر، و يقول الكتاب إنه تمت مفاتحة نجيب فى تولى الحكم بعد القيام بإنقلاب على نمط الإنقلاب ضد مصدق فى إيران و الذى قامت به المخابرات البريطانية .
و قبل العدوان الثلاثى فى 29 أكتوبر 1956 قامت بريطانيا بمحاولة أخيرة لقتل عبدالناصر..
و تلخصت العملية فى قيام المخابرات البريطانية بتجنيد جيمس موسمان مراسل البى بى سي و الديلى تليجراف فى القاهرة و كانت مهمته تجنيد طبيب عبدالناصر لكى يضع له السم فى القهوة أو يقدم شيكولاتة سامة له من النوع الشعبى فى ذلك الوقت كروبجي مقابل رشوة 20.000 جنيه استرلينى ، و يحكى الكتاب التفاصيل الكاملة لهذه العملية التى إنتهت بالفشل، كما يحكى بالتفصيل محاولة أخرى من جانب المخابرات البريطانية لضخ غاز أعصاب سام فى أحد أجهزة التكييف الخاصة بأحد مقرات عبدالناصر إلا أنه تم العدول عن هذه الخطة من قبل إيدن شخصيا لأنه كان قد إستقر عزمه على أن الأسلوب الوحيد لقتل عبدالناصر هو من خلال العدوان الثلاثى ، ثم يتحدث الكتاب بتفاصيل جديدة بالغة الإثارة عن دور المخابرات البريطانية أثناء العدوان الثلاثى و تنسيقها مع المخابرات الأمريكية و الفرنسية و الإسرائيلية كما يكشف الكتاب عن دور المخابرات البريطانية فى مساعدة سعيد رمضان لترتيب إنقلاب ضد الرئيس عبدالناصر فى 1965
و هى العملية التى إنتهت بالقبض على أغلب عناصرها .



بعد أن إعترف "مؤرخ الإخوان" أحمد رائف بأن حادث المنشية "حقيقي" و"غير مفبرك"

مجدى عبد الرسول
فريد عبدالخالق:
خطة إغتيال عبد الناصر و ضعت عام 1953 .. 
ناجح إبراهيم: الإخوان لقنونا كراهية زعيم الأمة .
مفاجآت جديدة و مدوية بدأت تتكشف فى قصة إدعاءات الإخوان على مدى أكثر من نصف قرن بأن حادث محاولة إغتيال الرئيس جمال عبدالناصر فى المنشية عام (1954) مفبرك وغير حقيقى .
الآن .. يعترفون بأن الحادث حقيقى ..
و الكلام على لسان أحمد رائف "مؤرخ الإخوان" فى حوار معه بثه موقع "الجماعات الإسلامية"..
و أهمية الإعتراف أن صاحبه ردد لحقب طويلة إتهامات لـ "عبدالناصر" بأنه "فبرك" هذا الحادث للتنكيل بالإخوان.
الآن .. يقول و يؤكد بنفسه أن تلك الإدعاءات ذاتها "مفبركة". و من جانبه كشف فريد عبدالخالق من كبار قادة جماعة الإخوان وأحد مؤسسيها، أسرارًا جديدة حول العملية الفاشلة التى إستهدفت إغتيال الرئيس جمال عبدالناصر بـ "الإسكندرية" عندما كان يلقى خطابًا جماهيريا فى مناسبة إحتفالات 26 يوليو 1954 .
أكد فريد عبدالخالق لـ "العربي" أنه علم بهذه الخطة فى 1953 بوجود تحرك فردى من بعض رجال الإخوان، و أن هذه التحركات تهدف لإغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، و أكد "فريد" أنه فور علمه بهذه الأقاويل التى كانت سائدة فى أوساط ليست بقليلة بصفوف الإخوان، نقلها على الفور إلى المستشار حسن الهضيبى المرشد فى ذلك الوقت و أخبره بهذه المعلومات ..
و أن الأخير إستنكر هذا المخطط و إعتبره ضد مبادئ الجماعة و سياستها الدعوية . و طلب من "فريد" الكشف عن أسماء أصحاب المخطط ..
و إستكمل عبدالخالق، بأنه إلتقى "هنداوي" فى إمبابة و طالبه بوقف العملية فورًا لأن "الهضيبي" أعلن رفضه لها و معارضته للقائمين عليها، و بأنهم لن يكونوا من الإخوان المسلمين، لأن مبادئ الجماعة دعوية و ليست سياسية و لا تهدف إلى الإغتيالات كما قال ! و أضاف الأستاذ فريد عبدالخالق فى شهادته التى رواها لـ "العربي" أنه فشل فى مقابلة محمود عبداللطيف و لكنه إلتقى "هنداوي" الذى كان رئيس إتحاد الطلاب و نبه عليه عدم تنفيذ "العملية"  لأن الإخوان و على رأسهم المرشد رافضون و أخطره أنه إذا كان من الإخوان فعليه الطاعة و تنفيذ الأوامر الصادرة إليه بوقف العملية ..
 و إذا كان من خارج الجماعة فعليه التوقف عن القتل ..
لأنه فى الحالتين سوف تعلن جماعة الإخوان رفضها الحوار بطلقات الرصاص .
و إستكمل "فريد" بقوله إنه لم يبلغ الرئيس جمال عبدالناصر بهذه العملية رغم الصداقة التى جمعتهما معًا، لأنه لم يكن على يقين أن هناك عملية بالفعل تستهدف عبدالناصر فى ميدان المنشية بـ  "الإسكندرية"  أثناء إحتفالات الثورة لعام 1954 .
 و كشف فريد أن الرئيس عبدالناصر عرض على الإخوان الدخول فى هيئة التحرير، و لكن الجماعة رفضت على إعتبار أنها جماعة دعوية و دينية و ليست سياسية أو حزبية و هو الرفض الذى فجر الصدام مع عبدالناصر إلى جانب رفض الإخوان إلغاء الأحزاب و قانون الإصلاح الزراعى و هى القرارات التى أصدرتها الثورة فى سنواتها الأولى ..
و إعترف أن الهضيبى أبلغ الرئيس عبدالناصر عن إستعداده لتسليمه مفتاح المركز العام للإخوان منعًا للصدام مع النظام الشرعى للبلاد. كما أكد د. ناجح إبراهيم ـ القيادى التاريخى بالجماعة الإسلامية ـ أن الزعيم جمال عبدالناصر كان مخلصًا لوطنه و يكفى أنه "حرر" الإرادة الوطنية و جعلها مصرية خالصة
و قطع و غل الأيادى الأجنبية، و قطع الطريق عليها فى التدخل بالشأن المصرى .
و قال ناجح لـ "العربي":
إن هذه الأيام التى نعيشها جميعًا و تشهد فيها البلاد حالة من البطالة و غيرها من الأزمات الاجتماعية
و الاقتصادية ، تجعلنا نعترف بأن حكم عبدالناصر شهدت فيه البلاد خيرًا عظيمًا، كان على رأسه الضمان الإجتماعى و إيجاد و سائل الرزق للجميع و العمل لكل شاب و هو ما نفتقده هذه الفترة . و أضاف أن الرئيس جمال عبدالناصر كان فى إمكانه أثناء فترة حكمه أن يكون شديد الثراء هو و أسرته لأن ممتلكات البلاد حينذاك تقع فى قبضة يده و لكنه لم يفعل لأنه كان عفيفًا و شريفًا و طاهر اليد ..
فى الوقت الذى كان الملك فاروق يمتلك هو و أسرته ربع الأراضى الزراعية فى مصر..
و لو أراد عبدالناصر أن يمتلك هذه الأراضى و الثروات لفعل ..
فى الوقت الذى نرى فيه اليوم أشخاصًا من متوسطى الثراء يملكون ما كان يمكن أن يملكه عبدالناصر وقتها و كانت ملك يديه و لو أراد الحصول عليها لفعل .
و إعترف ناجح إبراهيم بسيطرة الفكر الناصرى على كل و معظم أعضاء الجماعة الإسلامية ، لأن هذه الفترة كانت فيها مصر ذات مكانة عالية بين الأمم و لم تخضع لقوى إقليمية أو دولية و لهذا كان عبدالناصر فى ذلك الوقت معشوقًا جماهيريا .
و أضاف أن أعضاء الجماعة من الجيل القديم كانوا يؤمنون بفكر عبدالناصر و هذه الفترة هى البداية لما يعرف بمرحلة الحب الشديد و التى جاءت للمكانة العالية لـ "مصر" بين الأمم ..  
ثم جاءت مرحلة الكراهية الشديدة و هى التى نقلها لنا الإخوان بالسجون و المعتقلات ..
و أخيرًا جاءت مرحلة التقييم إستنادًا إلى فكر العلامة إبن تيمية الذى قال :
 إن العبد فيه خير و شر و طاعة و معصية فيوالى من حيث طاعته و يعادى من معصيته ..
وهذه القاعدة هى أساس التعامل مع الزعيم عبدالناصر ..
لأننا كنا نتعامل معه فى الأول بأنه خير لا سواد فيه و خلال المرحلة الثانية تعاملنا بأنه شر لا بياض فيه .. و لكن جاءت مرحلة التمحيص و التدقيق و وجدنا و إعترفنا فى النهاية ..
بأن جمال عبدالناصر كان رجلاً مخلصًا و المشكلة الرئيسية فى فترة حكمه هى سوء علاقته بالإخوان المسلمين و تعامله معهم بالقسوة و الدولة هى المنوط بها إحترام القانون ، و كان السبب الرئيسى وراء ذلك هو وجود مجموعة من الأشخاص بجوار الرئيس عبدالناصر أساءت الفهم و نقلت معلومات مغلوطة عن الإخوان .

الخميس، 10 يناير 2013

صالح عطيه...أصغر جاسوس في العالم


****الجاسوس الذى إحترمة عبد الناصر :

قصة هذا الجاسوس قصة فريدة بالفعل فهي تجمع بين جنباتها الغرابة و الطرافة و الإثارة في وقت واحد.. هي قصة طفل مصري كان يرعى الأغنام و يقوم بتربية الدجاج في صحراء سيناء.. إندفع في طريق المخابرات العامة المصرية التي كانت وقتها تدير حربا من نوع خاص مع العدو الإسرائيلي بعد نكسة 1967 حققت فيها انتصارات ساحقة لم يفق منها العدو إلا على انتصار اكبر في أكتوبر 1973م ..
الطفل صالح واحد من أبطال عالم الجاسوسية و المخابرات الذين خدموا وطنهم في الصغر و الكبر فكما كان صالح وقتها أصغر جاسوس في العالم و أكبر من أذاق العدو الصهيوني مرارة الهزيمة، الآن هو يحتل موقعا حساسا في أحد الأجهزة الأمنية المصرية و كأنه أخذ على عاتقه خدمة الوطن و حمايته في الكبر
و الصغر .
في العام 1968 و بينما تلقي النكسة بظلالها على الجميع و تعيش إسرائيل في زهو بأنها ألحقت الهزيمة بالجيش المصري ، و إحتلت شبه جزيرة سيناء، و أقامت الحصون و المواقع المنيعة بطول القناة و داخل الأراضي المصرية التي سيطرت عليها كانت هناك بطولات على الجانب الآخر أسفرت عن نتائج باهرة كانت في طي الكتمان إلى وقت قريب حتى تم الكشف عنها و منها قصة الطفل المصري «صالح» أصغر جاسوس في العالم... فبينما كان مكتب المخابرات المصرية في شغل لا ينقطع لجمع المزيد من المعلومات عن العدو، و عدد قواته ، و نوعية الأسلحة التي يمتلكها و طبيعة معيشة جنوده، و الحراسات الليلية ،
و طبيعة حصونهم، كان «صالح» يعمل في جو الصحراء المحرقة على رعي الأغنام و تربية الدجاج محاولا الإحتماء بظل الكوخ الصغير الذي يقطنه والده الشيخ «عطية» و أمه «مبروكة علم الدين» و ذلك بالقرب من بئر قليل المياه داخل سيناء .
كان الطفل يداعب طفولته مع الأغنام و الدجاج، و يتأمل الفضاء الواسع بخياله المتطلع إلى السماء، لم يسرح خياله إلى أن يكون علامة مضيئة أمام القوات المصرية و هي تعبر قناة السويس لتحقق النصر
و ترفع القامة العربية عاليا في كل مكان ،  و لم يفكر يوماً في أنه سيكون مساعدا للمخابرات المصرية خلف العدو الإسرائيلى، و يقوم بزرع أدق أجهزة للتصنت داخل مواقع الجيش الإسرائيلي ليصبح أصغر جاسوس عرفه التاريخ.
**** تجنيد الطفل :
ظلت المخابرات تفكر في كيفية الحصول على المعلومات من خلف و داخل مواقع العدو، و كيف تحقق درجة الأمان العالية لمن يؤد هذا الغرض ؟  و في ظلمات الليل الدامس و الرياح الشديدة تسلل ضابط مخابرات في ذلك الوقت و يدعى  «كيلاني»  إلى أرض سيناء، و كان متنكرا في زي أعرابي يتاجر في المخدرات، تحدى الضابط صعوبات الصحراء حتى وصل إلى بئر المياه، و أخذ يتناول جرعات منه ،
و شاهده والد الطفل صالح ، و كعادة العرب ضايفه في كوخه الصغير ،  و دار حوار بين الضابط المتنكر في زي تاجر، و عطية والد صالح إنتهى بتكوين صداقة ، أراد الضابط تجنيد الأب لصالح المخابرات المصرية و لكن حدث أثناء إستضافة والد صالح للضابط الذي كان حريصا في معاملاته وسلوكه حتى يتعود الأب عليه أن أقنعه أنه بانتظار عودة شحنته التجارية، و في اليوم التالي ترك الضابط مجلس الأب عطية و أخذ يتجول حول بيته يتأمل السماء حتى وصل إلى الطفل و أخذ يداعبه حتى لا يشك الأب في سلوكه، و أثناء ذلك خطر ببال ضابط المخابرات المصرية أغرب فكرة وهي تجنيد الطفل صالح بدلا من الأب و تعليمه و تلقينه دروسا في التخابر ، و كيفية الحصول على المعلومات من العدو الصهيوني ، و أخذ الضابط يدرس هذه الفكرة مع نفسه خاصة أنه من الصعوبة الشك في طفل ، كما أن الطفل نفسه يحمل روحا وطنية و هذا ما لاحظه الضابط ، الذي ظل أياما معدودة ينفرد بالطفل بحذر شديد حتى إستطاع تجنيده ، وعندما إطمأن إليه و إلى قدرته على إستيعاب ما طلبه منه ، و قدرته على تحمل المهمة الصعبة قرر الرحيل. و بعدها إجتمع مع والد الطفل على مائدة الطعام  و شكره على إستضافته ثم طلب الرحيل لتأخر قافلته التجارية ، و عندما ذهب ليقبل الطفل اتفقا سويا على اللقاء عند صخرة بالقرب من الشاطئ.

****السر في الدجاجة :

كان اللقاء الأول عند الصخرة لقاء عاصفا فقد تأخر الطفل عن الموعد و إعتقد الضابط أن جهده قد ضاع ، و لكن من وقت لآخر كانت الآمال لا تفارق الضابط في الحصول على أسرار مواقع العدو، كانت الثواني تمر كأنها سنوات مملة حتى ظهر من بعيد جسد نحيف لقد كان الطفل «صالح» الذي جاء يبرر تأخيره بأنه إختار الوقت المناسب حتى لا يلمحه أحد ، كان الطفل يعرف أن مهمته صعبة ، و دوره خطير ، و أن حياته معلقة على أستار أي خطأ يحدث ، تلقى الطفل بعض التعليمات و الإرشادات التي تجعله في مأمن و ذهب ليترك الضابط وحيدا شارد الفكر يفكر في وسيلة تسمح  «لصالح»  بأن يتجول في مواقع الإسرائيليين بحرية كاملة حتى جاء اليوم التالي لموعد اللقاء مع الطفل صالح الذي كان يحمل معه بعض البيض من إنتاج الدجاج الذي يقوم بتربيته و ما أن شاهد الضابط الطفل حتى صاح وجدتها إنها الدجاجة التي ستمكنك من الدخول إلى مواقع العدو بدون معاناة أو شك فيك ، إنها الدجاجة مفتاح السر لم يعي الطفل شيئا ، و إندهش لصراخ الضابط الذي كان دائما هادئا ، و جلسا على قبة الصخرة ليشرح له الفكرة التي ستكون الوسيلة لدخوله مواقع العدو و الحصول على المعلومات بدون صعوبة أو شك في سلوكه.
****صداقات :
تركزت الفكرة في قيام  «صالح»  ببيع البيض داخل المواقع للجنود الإسرائيليين ، و بالفعل تمت الفكرة بنجاح و بدأ الطفل يحقق صداقات داخل المواقع و مع الجنود لقد كان صديقا مهذبا و بائعا في نفس الوقت ، و كان يبيع ثلاث بيضات مقابل علبة من اللحوم المحفوظة أو المربى ، و داومت المخابرات المصرية على الإتصال به و تزويده بما يحتاج من البيض لزيارة أكبر قدر من المواقع حتى يمكن جمع المعلومات منها .
بعد شهر تقريبا بدأت مهمة الطفل في جمع المعلومات بطريقة تلقائية من خلال المشاهدة و الملاحظة و بعد أشهر معدودة جذب عددا من الجنود لصداقته فكان يجمع المعلومات بطريقته البريئة من خلال الحديث معهم ، كان في كل مرة يحمل مجموعة قليلة من البيض يبعها ثم يعود إلى منزله يحمل مجموعة أخرى إلى موقع آخر تعود على المكان و تعود عليه الجنود حتى أنهم كانوا يهللون فرحا حينما يظهر .
مع الأيام تكونت الصداقات و إستطاع الطفل التجول بحرية شديدة داخل مواقع العدو بدون أن يحمل معه البيض كان يتعامل بتلقائية شديدة و بذكاء مرتفع لم تكن أبدا ملامحه تظهر هذا الذكاء ، و ظل يداعب الجنود و يمرح معهم و يلعب الألعاب معهم ، يستمع لما يقولون و كأنه لا يفهم شيئا و ما أن يصل إلى الضابط حتى يروي له بالتفاصيل ما سمعه من الجنود ، و ما شاهده في المواقع بدون ملل .
**** معلومات قيمة :
بعد أربعة أشهر بدأ حصاد الطفل يظهر في صورة معلومات لقد إستطاع أن يقدم للمخابرات المصرية ما تعجز عنه الوسائل المتقدمة ، و تكنولوجيا التجسس  وقت ذلك .
فقد نجح في التعرف على الثغرات في حقول الألغام المحيطة لأربعة مواقع مهمة بها المدافع الثقيلة بالإضافة إلى مولدات الكهرباء ، و وضع خزانات المياه ، و بيان تفصيلي عن غرف الضباط ، و أماكن نوم الجنود و أعداد الحراسة الليلية ، و كل التفاصيل الدقيقة حتى الأسلاك الشائكة ، و كان يستطيع الطفل رسمها ، و مع تعليمات ضابط المخابرات إستطاع الطفل التمييز بين أنواع الأسلحة ظل الطفل يسرد للمخابرات ما يحدث داخل المواقع من كبيرة و صغيرة و بناء على ما تجمعه المخابرات من الطفل ترسم الخطط المستقبلية لكيفية الإستفادة القصوى من الطفل مع توفير أكبر قدر من الأمان و الرعاية له .
**** مضايقات :
كثيرا ما كان يتعرض الطفل أثناء إحتكاكه بالجنود الصهاينة للمضايقات و الشتائم و أحيانا الضرب من بعضهم لكن دون شك فيه ، و كان ضابط المخابرات المصرية  «كيلاني»  يخفف عنه الآلام ، و يبث فيه روح الصبر و البطولة و كان أصدقاؤه من الجنود الإسرائيليين أيضا يخففون عنه الآلام ، و ينقذونه من تحت أيدى و أقدام زملائهم ، و كان من أبرز أصدقاء الطفل «صالح»  ضابط يهودي من أصل يمني يدعى «جعفر درويش» من مواليد جيحانه في اليمن وكان قائداً للنقطة 158 المسماة بموقع الجباسات ، ظل الطفل يتحمل مشقة المهمة حتى جاء شهر سبتمبر 1973 قبل الحرب بشهر واحد.
و بعد إختباره في عملية نفذها الطفل بدقة عالية قام ضابط المخابرات المصرية بتزويد الطفل بقطع معدنية صغيرة، و تم تدريبه على كيفية وضعها في غرف قادة المواقع التي يتردد عليها و طريقة لصقها من الوجه الممغنط في الأجزاء الحديدية المختفية كقوائم الأسرة و أسقف الدواليب الحديدية ، و كانت هذه العملية مملوءة بالمخاطر و المحاذير، و كان هناك تردد من قيام الطفل بها حتى لا يتعرض للمخاطرة ، و لكن الطفل رغب في القيام بهذه المهمة و ذهب و ترك الضابط في قلق شديد.
****قلق وحيرة :
كانت تراوده الظنون التي لا تنقطع ، ظل الضابط ناظرا إلى السماء لا يستطيع الجلوس في مكان حتى قاربت الشمس على المغيب فزاد القلق و الحيرة و التساؤل
هل تم القبض على الطفل ؟ لابد أنه يذوق ألوان العذاب الآن و ما العمل ؟ و كيف الخلاص إذا تم إكتشاف الطفل ؟ كيف يمكن تخليصه من هذا العدو الصهيوني؟ و وسط هذه التساؤلات ظهر الطفل ليغمر وجه الضابط فرحة لا يمكن تصورها. لقد عاد بكامل صحته حاملا لعلامة النصر و إستطاع إنجاز أصعب عملية في حياته ليسجل التاريخ إسمه ، لقد مكنت العملية الأخيرة التي قام بها الطفل بإقتدار المخابرات المصرية من الإستماع من خلال هذه القطع المعدنية التي بداخلها جهاز إرسال دقيق إلى كل ما يدور داخل حجرات القيادة من أحاديث و أوامر من كيفية التعامل مع هذه المواقع أثناء العبور ، كما إستطاع المصريون التعامل مباشرة أثناء المعركة مع هذه المواقع بتوجيه إنذارات إليهم للاستسلام .
كل هذا و لم يكشف الضابط في زيه الإعرابي عن شخصيته للطفل و قبل الحرب بعشرين يوما و صدرت الأوامرمن المخابرات المصرية بنقل الطفل و أسرته إلى القاهرة ، و لم يكن الأمر سهلا خاصة فقد نقل صالح وعائلته من الصحراء إلى القناة و تم عبورهم للقناة و منها إلى «ميت أبو الكوم» حيث كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات في إستقبالهم و بعد أيام من نصر أكتوبر أدرك الطفل صالح مدى أهمية ما قام به من أعمال خارقة ساهمت في إنتصارات أكتوبر و دخل صالح مبنى المخابرات المصرية فوجد الأعرابي المهرب مرتديا زيا مدنيا لتملأ الدهشة وجه الصغير، و يقوم الضابط «كيلاني» برعايته في التعليم و يدور الزمان ليجلس الطفل مكان «الرائد كيلاني» على مقعده و في غرفته .

هاتشيكو .. الكلب الذي صنع له اليابنيون تمثالاً !



هاتشيكو كان ملكا لأستاذ جامعي يدعى "هيده-سابورو أوينو"، وهو بروفسور في قسم الزراعة في جامعة طوكيو . وقد إعتاد هاتشيكو مرافقة مالكه إلى محطة القطار عند ذهابه إلى العمل، وحين كان البروفيسور يعود من عمله كان يجد هاتشيكو في إنتظاره عند باب المحطة. وبمرور الأيام أصبح وقوف الكلب إنتظارا لصاحبه منظرا يوميا معتادا لمسافري محطة شيبويا و زوارها الدائمين .

إنتظر طويلا .. لكن صاحبه لم يعد ..
إستمر هذا الحال حتى أتى ذلك اليوم الحزين الذي وقف فيه هاتشيكو منتظرا وصول صاحبه عند باب المحطة كعادته .. لكن البروفيسور لم يصل أبدا .. فقد توفي على إثر إصابته بجلطة دماغية أثناء العمل في ذلك اليوم الكئيب من عام 1925.
لكن من ذا الذي يستطيع إخبار كلب بموت صاحبه؟ .. وهكذا فإن هاتشيكو إنتظر طويلا .. حاول الناس صرفه بكل الوسائل، لكن هيهات أن يبرح الكلب مكانه .. وإستمر كعادته .. ينتظر .. وينتظر .. وينتظر .. لا ليوم .. ولا لأسبوع .. و لا لشهر .. بل لعشرة أعوام كاملة!!.

نصب تذكاري للكلب عند محطة القطار
كان الناس يمرون به في كل يوم يرمقونه بنظرات حزينة، كان منظره عند باب المحطة يثير في نفوسهم مشاعر متضاربة ما بين الإعجاب والشفقة، البعض كان يهز رأسه أسفا، والبعض ذرفوا بضعة دمعات تعاطفا معه، وهناك أيضا من كان يقدم له الطعام والماء.
وبمرور الأيام تحول هاتشيكو إلى إسطورة يابانية حية، خصوصا بعد أن كتبت الصحافة عن قصته، إلى درجة أن المعلمين في المدارس صاروا يشيدون بسلوك الوفاء العجيب الذي أبداه هذا الكلب ويطالبون تلاميذهم بأن يكونوا أوفياء لوطنهم كوفاء هاتشيكو لصاحبه.
في عام 1934 قام نحات ياباني بصنع تمثال من البرونز لهاتشيكو، وتم نصب التمثال أمام محطة القطار في إحتفال كبير، هاتشيكو نفسه كان حاضرا خلاله. وبعد ذلك بسنة، أي في عام 1935 تم العثور على هاتشيكو ميتا في أحد شوارع مدينة شيبويا، وقد أحيطت جثته بعناية وإحترام فائقان وجرى تحنيطها وهي معروضة اليوم بالمتحف الوطني للعلوم في أوينو – طوكيو.

الفلم الأمريكي الذي تناول قصة الكلب هاتشيكو:-
قصة هاتشيكو لم تشتهر كثيرا خارج اليابان إلا في عام 2009 حين جرى إقتباسها وعرضها على شاشة السينما من خلال الفيلم الأمريكي - Hachi: A Dog's Tale - ، وهو من بطولة الممثل القدير ريتشارد جير، وقد نال هذا الفيلم على إستحسان النقاد وحقق نجاحا كبيرا في صالات العرض السينمائية.
إلى هنا إنتهت قصة الكلب هاتشيكو .. قصة كان محورها وبطلها كلب رفض الإستسلام للقدر وبلغ به الوفاء درجة قد لا يصلها الكثيرون من البشر .. 

الاثنين، 7 يناير 2013

رد الأزهر علي سيد قطب




الوثيقة الرسمية للأزهر حول كتاب:

معالم في الطريق

لسيد قطب

التي أعدّها فضيلة الشيخ : محمد عبد اللطيف السبكي، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، بناءً على طلب الإمام الشيخ : حسن مأمون، شيخ جامع الأزهر :


( لأول نظرة في الكتاب يدرك القارئ أن موضوعه : دعوة إلى الإسلام، ولكن أسلوبه أسلوب استفزازي، يفاجأ القارئ بما يهيّج مشاعره الدينيّة، وخاصة إذا كان من الشباب، أو البسطاء، الذين يندفعون في غير رؤية إلى دعوة الداعي باسم الدين، ويتقبّلون ما يوحى إليهم من أحداث، ويحسبون أنها دعوة الحق الخالصة لوجه الله، وأن الأخذ بها سبيل إلى الجنة .

وأحب أن أذكر بعض النصوص من عبارات المؤلف، لتكون أمامنا في تصور موقفه :

في (ص/ 6) يقول :

(( ووجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة .

لا بد من إعادة وجود هذه الأمة، لكي يؤدّي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرّة أخرى .. لا بد من بعث تلك الأمة التي وارها ركام الأجيال، وركام التصوّرات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة التي لا صِلة لها بالإسلام ... إلخ )) .

إن المؤلِّف ينكر وجود أمة إسلامية منذ قرون كثيرة . ومعنى هذا : أن عهود الإسلام الزاهرة، وأئمة الإسلام، وأعلام العلم في الدين، في : التفسير، والحديث، والتفقه، وعموم الاجتهاد في آفاق العالم الإسلامي، معنى هذا : أنهم جميعـًا كانوا في جاهلية، وليسوا من الإسلام في شيء، حتى يجيء إلى الدنيا سيد قطب !! .

(ص/ 9 ـ 11) :

(( إن العالم يعيش اليوم كله في جاهلية .. هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض، وعلى أخصّ خصائص الألوهية، وهي الحاكمية، إنها تسند الحاكمية إلى البشر .. وفي هذا ينفرد المنهج الإسلامي، فالناس في نظام غير النظام الإسلامي يعبد بعضهم بعضـًا )) (ص/ 10) .

(( وفي المنهج الإسلامي وحده يتحرّر الناس جميعـًا من عبادة بعضهم لبعض .. وهذا هو التصوّر الجديد الذي نملك إعطاءه للبشرية .. ولكن هذا الجديد لا بد أن يتمثّل في واقع عملي، لا بد أن تعيش به أمة، وهذا يقتضي عملية بعث في الرقعة الإسلامية .. فكيف تبدأ عملية البعث ؟ .

إنه لا بد من طليعة تعزم هذه العزمة، وتمشي في الطريق )) (ص/ 11) .

(( ولهذه الطليعة التي تعزم هذه العزمة من معالم في الطريق .

لهذه الطليعة المرجوة المرتقبة كتبت "معالم في الطريق" )) .

فهذه دعوة مكشوفة إلى قيام طليعة من الناس ببعث جديد في الرقعة الإسلامية .

والمؤلف هو الذي تكفّل بوضع المعالم لهذه الطليعة، ولهذا البعث المرتقب .

(ص/ 21) :

(( نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام، أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية )) !! .

(ص/ 23) :

(( إن مهمتنا الأولى هي : تغيير واقع هذا المجتمع، مهمتنا هي : تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه )) .

(ص/ 31) :

(( وليس الطريق أن تخلص الأرض من يد طاغوت روماني، أو طاغوت فارسي، إلى يد طاغوت عربي .. فالطاغوت كله طاغوت .

إن الأرض لله . وليس الطريق أن يتحرّر الناس من هذه الأرض من طاغوت إلى طاغوت .. إن الناس عبيد لله وحده .. لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله، ولا سلطان لأحد على أحد .. وهذا هو الطريق )) .

إن كلمة (( الحاكمية لله .. ولا حاكمية إلا لله )) كلمة قالها الخوارج قديمـًا، وهي وسيلتهم إلى ما كان منهم في عهد الإمام علي، من تشقيق الجماعة الإسلامية، وتفريق الصفوف، وهي الكلمة التي قال عنها الإمام علي : "إنها كلمة حق أريد بها باطل" .

فالمؤلف يدعو مرّة إلى بعث جديد في الرقعة الإسلامية، ثم يتوسّع فيجعلها دعوة في الدنيا كلها، وهو دعوة على يد الطليعة التي ينشدها، والتي وضع كتابه هذا ليرشد بمعالمه هذه الطليعة .

وليس أغرب من هذه النزعة الخياليّة، وهي نزعة تخريـبيـة، يسميها : طريق الإسلام .

والإسلام كما هو اسمه ومسمّاه يأبى الفتنة ولو في أبسط صورة، فكيف إذا كانت غاشمة، جبّارة، كالتي يتخيّلها المؤلف ؟!! .

وما معنى الحاكمية لله وحده ؟؟ .

هل يسير الدين على قدمين بين الناس ليمتنع الناس جميعـًا عن ولاية الحاكمية، أو يكون الممثل لله في الحكم هو شخصية هذا المؤلف الداعي، والذي ينكر وجود الحكام، ويضع المعالم في الطريق للخروج على كل حاكم في الدنيا .

إن القرآن نفسه يعترف بالحكام المسلمين، ويفرض لهم حق الطاعة علينا، كما يفرض عليهم العدل فينا، ويوجّه الرعيّة دائمـًا إلى التعاون معهم .

والإسلام نفسه لا يعتبر الحكام رسلاً معصومين من الخطأ، بل فرض لهم أخطاء تبدو من بعضهم، وناشدهم أن يصححوا أخطاءهم بالرجوع إلى الله وسنة الرسول، وبالتشاور في الأمر مع أهل الرأي من المسلمين .

فغريب جدّا أن يقوم واحد، أو نفر من الناس، ويرسموا طريقـًا معوجّـًا، ويسمّوه : طريق الإسلام لا غير .

لا بد لاستقرار الحياة على أي وضع من أوضاعها من وجود حكام يتولّون أمور الناس بالدين، وبالقوانين العادلة .

ومن المقررات الإسلامية : (( إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن )) .

فكيف يستقيم في عقل إنسان أن تقوم طليعة مزعومة لتجريد الحكام جميعـًا من سلطانهم ؟!! .

وبين الحكام كثيرون يسيرون على الجادّة بقدر ما يتاح لهم من الوسائل .

هذا شطط في الخيال، يجمح بمؤلف الكتاب إلى الشذوذ من الأوضاع الصحيحة، والتصورات المعقولة .

(ص/ 43) : (( فلا بد أولاً أن يقوم المجتمع المسلم الذي يقر عقيدة : لا إله إلا الله، وأن الحاكمية ليست إلا لله . وحين يقوم هذا المجتمع فعلاً تكون له حياة واقعية، وعندئذٍ فقط يبدأ هذا الدين في تقرير النظم، وفي سنّ الشرائع )) .

فهذا هجوم من المؤلف على الواقع، إذ ينكر وجود (( مجتمع مسلم )) ، وينكر وجود (( نظام إسلامي )) ، ويدعو إلى الانتظار في التشريع الإسلام حتى يوجد المجتمع المحتاج إليه، يريد : المجتمع الذي ينشأ على يده، ويد الطليعة !! .

يخيّل إلينا : أن المؤلف شطح شطحة جديدة، فزعم لنفسه الهيمنة العليا الإلهية في تنظيم الحياة الدنيا، حيث يقترح أولاً : هدم النظم القائمة، دون استثناء، وطرح الحكام، وإيجاد مجتمع جديد، ثم التشريع الجديد لهذا المجتمع الجديد .

يشطح به مرّة ثالثة أو رابعة، فيقول (ص/ 46) :

(( إن دعاة الإسلام حين يدعون الناس لإنشاء هـــذا الدين ـ كذا ـ يجب أولاً : أن يدعوهم إلى اعتناق العقيدة، حتى لو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين، وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون، ويعلموهم أن كلمة : لا إله إلا الله مدلولها الحقيقي هو ردّ الحاكمية لله، وطرد المعتدين على سلطان الله ... )) وهكذا .

وتلك نزعة المؤلف المتهوّس، يناقض بها الإسلام، ويزعم أنه أغير الخلق على تعاليم الإسلام .. أليست هذه الفتنة الجامحة .. من إنسان يفرض نفسه على الدين، وعلى المجتمع ) .

إلى آخر ما جاء في الوثيقة الرسمية للأزهر .

وكان مما جاء في نهايتها :

( وبعد : فقد انتهيت من كتاب (( معالم في الطريق )) إلى أمور :

1 ـ أنه إنسان مسرف في التشاؤم، ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود، ويصورها كما يراها هو، أو أسوأ مما يراها.

2ـ أن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه التديّن، من مطاردة الحكام، مهما يكن في ذلك من إراقة الدماء، والفتك بالأبرياء، وتخريب العمران، وترويع المجتمع، وتصدّع الأمن، وإلهاب الفتن؛ في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله .

وذلك هو معنى (( الثورة الحاكمية )) التي ردّدها في كلامه )

السبت، 5 يناير 2013

الدعوة المشبوهة من أدون عريان !!!!


عاد د.عصام العريان منذ يومين من الولايات المتحدة الأمريكية إلتقي فيها بعض من نفي مقابلتهم خوف الفضيحة و الملامة لكنة عاد علي كل حال كما قال من لجنة إستماع ؟؟؟؟؟؟؟
رمي دانة مدفع علي مسامع المصريين هي مطالبتة لليهود (المصريين) من إسرائيل علي حد قولة أن إسرائيل كدولة ستختفي من الوجود خلال عشرة سنوات !!!!
هذة الدعوة لها الكثير من المعاني :-
1- إستمرار لغة التعالي من جهة اليمين المتطرف الحاكم فلا يخلو بيت في مصر من شهيد عدوان الصهاينة خلال الثلاث حروب الأخيرة و كذلك مأسي الأسري الذين دفنوا أحياء و يتباهون كل فترة بنشر أسرارها علينا ليتشفوا في نخوة و كرامة المصريين و العرب .
2- تنفيذ بنود الإتفاق و الوعود و بسط أواصر المحبة و العرفان لمن زارهم من الأمريكان و الصهاينة .
3- الطمع في يد المعونة من الأثرياء منهم ليستثمروا في ظل حكم المحبين .
4- الطمع في مساعدات لإستقبال العائدون ممن يكرهون وجودهم بين ظهرانيهم .
5- تبيان لمن يهمة الأمر بأننا مستمرون في التنفيذ لأقصي درجات التطرف .
كل هذا و قد نسي أدون عريان أن اليهود لم يطردهم جمال عبدالناصر لكن تراكمت المؤمرات عليهم و منهم أولا المؤمرات عليهم التي تجلت في :-
بن جوريون فى رسالة لة قال ( لم نكن نحلم ان يهاجر يهود مصر إلى إسرائيل بعد أن رفضوا أن يهاجروا إلى اسرائيل لولا تفجيرات الإخوان المسلمين لمحلاتهم و منشأتهم ما كانوا هاجروا الى إسرائيل و لولا تحويلهم لأموالهم ما كان قام إقتصاد إسرائيل )
يذكر إن حارة اليهود تم نسفها عدة مرات و كذلك كثير من محلات اليهود الشهيرة مثل :-
1- تدمير حارة اليهود للمرة الاولى 20 يونيو 1948
2- تدمير حارة اليهود للمرة الثانية 23 سبتمبر 1948
3- نسف محلات عدس وبنزايون 13 اغسطس 1948
4- نسف شركة الاعلانات الشرقية 12 نوفمبر 1948
5- نسف سينما ميامى بمناسبة عيد جلوس فاروق 6 مايو 1946
6- نسف سينما مترو .. و سينما الكوزمو .. وسينما ميتربول 6 مايو 1947
7- انفجارات شارع فؤاد ليلة 20 يوليو 1948
ملحوظة بسيطة :-
توقفت كل عمليات القتل و الإغتيال و الإنفجارات للجهاز الخاص للإخوان بعد تنفيذ هذة العمليات و غيرها من العمليات السياسية فقط بمقتل حسن البنا فبراير 1949 مما يحملة مسؤلية الجهاز الخاص للإغتيالات .
ثانيا المؤمرات منهم التي تجلت في :-
عملية سوزانا الفاشلة الشهيرة بإسم ( فضيحة لافون ) التي أستهدف فيها مصالح أوربية و أمريكية عام 1956 لزيادة تدهور العلاقات المصرية معهم .
بات من الواضح أن مساعد رئيس الجمهورية الذي خسر في وقت سابق رئاسة حزب الحرية و العدالة و إكتفي بكونة نائب رئيسة يبحث عن دور و بريق جديد بتقديم نفسة أنة أكثر قدرة علي الإنبطاح فكوفئ بالتعيين في مجلس الشوري و ترأس أغلبيتة البرلمانية .
من كل هذا يتضح أن في عصر اليمين المتطرف كما في عصر المخلوع بدون تغيير كل شئ بثمن يدفع أولا !!