الثلاثاء، 23 أبريل 2013

الإنسانية..الأديان..التاريخ



كنت أري في الإنجيل العهد القديم خاصة دعوة للقتل و الذبح و التنكيل حتي صدمتني مقولة الأصدقاء تعليقا علي خبر بصحيفة أمريكية تتكلم عن الإرهابى المقتول صاحب تفجيرات "بوسطن" كيف أن إمام أكبر مسجد في مدينة بوسطن رفض إقامة صلاة الجنازة على الأخ الأكبر "القتيل" وقال أن من يقتل أي إنسان لا مصير له إلاّ جهنم ورئيس الجمعية الإسلامية في بوسطن وإمام المسجد الذى كان يصلى به الأخوين يوم الجمعة قال لو كنا شعرنا بأي شيء لأبلغنا الإف بي آي، وخبر آخر يقول أن كاثرين زوجة الأخ الأكبر ستترك الإسلام وتعود للمسيحية كل هذا لم يلفت أنتباهى بقدر التعليق المميز على ذلك المنشور الذى يقول فيه: " ارب يتقبله شهيدا وان شاء الله الى جنان الخلد ويارب انصر المجاهدين في كل مكاااان"كما أن البعض يرفع رايات القاعدة السوداء و صورة أسامة بن لادن و الظواهري في مظاهرات الشريعة و الشرعية كأنصار الحق و العدل و الإسلام .
- كانوا في نظري كذلك إلي أن إنتهي الإحتلال السوفياتي لأفغانستان ثم بدأ تكالب و تناحر الجماعات علي السلطة و بدأ عدوان طالبان علي الحقوق و الحريات و إنكشفت حقيقة صناعة المخابرات المركزية لهم .
- من يعتقد ان الله يكافئ شخص على قتل أبرياء فى سباق رياضى لجمع معونة لعلاج الأمراض مثل السرطان ؟؟
- هل تصورنا لله أنه إله يحب القتل وإراقة الدماء ورؤية أشلاء الأبرياء والاطفال وفوق ذلك يجازى أصحاب تلك الجرائم بـ الجنة و نعيمها ؟؟
- هل الله ممكن أن يكافئ أحد ويدخله الجنة لو إستطاع أن يقتل أكثر عدد من الكافرين؟
- هل وجبت الرحمة و رضى الله علي الإرهابين لأنهم فقط من نفس الديانة أو الملة ؟؟
- حتما ستكون الأجابة  الجاهزة عند اليهود و المسيحين و المسلمين بل و أتباع الأديان الوضعية على هذه الأسئلة هى بملئ الفم (نعم) ..
- لن يلتفت لـ مشكلتنا الأزلية أحد وهى أن في نصوص كل الأديان فعلا دعوا إلى العنف وهذه هى الحقيقة الذى يريد البعض عقلنتها او أخفائها او "تحويرها" .. 
فمثلا نظرا لتناولنا حادثة بوسطن
- ("قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون"،
"فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد" ،
"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ")  
- هذه بعض الآيات بخلاف الكثير من الأحاديث التى تدعوا للقتل والقتال والجزية والغزو ..
- ألا يجب ان يتم حصر تلك الآيات والأحاديث على مدلولها التاريخي فقط وإعتبار تلك النصوص مجرد نصوص تاريخية خاصة بـ زمانها و بأسباب نزولها وعدم صلاحيتها للواقع الآن إلا بتوافر قياسات علمية لا إجتهادات العامة و المتطرفون ؟؟
- إن التمسك الحرفي بالنصوص يعني عدم قدرة الإسلام خاصة و الأديان كافة  على مواكبة التقدم الإنسانى وبالتالي عدم قدرة الدين نفسه على الإستمرار .
- أتذكر كلمة الدكتور نصر حامد أبو زيد عندما قال فى نهاية أحد كتبه :
"أنه قد آن أوان المراجعة والإنتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا علينا أن نقوم بهذا الآن وفورًا قبل أن يجرفنا الطوفان" .
- كما أتذكر تعليق الشيخ محمد متولي الشعراوي حين سئل عن تفجير الكباريهات و قتل السياح :
"قال ما غرض الشيطان من جر الإنسان إلي المعصية ردوا علية بأن يدخل العاصي النار فقال هذا ما يفعلة القتلة فلو نصحوا و دعوا إلي الله بالحكمة و الموعظة لأضاعوا علي الشيطان مرادة "
- لا يكفي أن ندين و نشجب الإرهاب الأهم تصحيح المفاهيم و التوعية والدراسة بنشرالثقافة الإنسانية قبل البحث في تقارب المذاهب و حوار الأديان و تنقية التعاليم الدينية من تشويهات المتطرفين والمرجعيات والخطاب الشاذ العدواني الذي أنتج مثل هذه الإجرام .
العدل هو الحل ......