إن إستخدام الدين كأداة من أدوات التهديد لا يخرج من شخص بالغ عاقل يدرك ما يقول ...
فكيف سولت لكم أنفسكم أن تهددوا الناس بتطبيق أحكام و أوامر الله أو القيام بثورة إسلامية لو ما سمعوش الكلام ؟!! فهذا ليس فقط يصطدم مع فكرة "الدعوة" و هي تبليغ الرسالة و إيصالها للناس و لكنه أيضاً يصطدم مع مبادئ أي تاجر فاشل يحاول أن يسوق لفكرته أو منتجه فيقول للمشتري ( من الآخر كدة إللي مش حيشتري مني حعوره ) .
ثم أنكم تدركون جيدا في أعماق أنفسكم ( أنكم "بوق" ) و أن أول المنقضين على ثورتكم المزعومة هم جماعة الإخوان المسلمين ...
و سيسعون بكل الوسائل الشرعية و الغير شرعية لإقناع الغرب أنهم صوت العدل و الإعتدال ...
سيرسلون "عريانهم" إلى أمريكا لشرح خطر المد السلفي الوهابي القاعدي السيناوي البرهامي عدو المرأة و الحداثة... ليجلس في قاعة إمتحانات البيت الأبيض ... يجاوب على أسئلة الإدارة الأمريكية .. فيقول لهم إن الإسلام مش هو الحل أوي و لكن بالتأكيد الإخوان هم الحل .
أين كان زئير الأسود هذا أيام تلطيش أمن الدولة ؟!
حيث الإعتقال بالبيجامة و الإختطاف من الشوارع و المواصلات العامة و منع الدروس و غلق المساجد و المتابعات الأمنية اليومية و الإسبوعية و الشهرية حسب مزاج أهله ( الظابط) .
أين كنتم حين قتل سيد بلال قبل الثورة و اين كنتم في ذكراة بعد الثورة و أين كنتم حين لم يقتص من قاتليه تحت حكم الرئيس المؤمن ؟!
لم نسمع منكم إلا كل تثبيط و خوف و خنوع مرددين إن أولويات المرحلة تقتضي أن نصبر على تلك الممارسات و الإهانات و لا نؤيد الثورة (في أول الأمر) من أجل "مصلحة الدعوة" ...
الدعوة التي تركتموها بعد أن وصلتم إلى الحكم و كأن الحكم كان الغاية و ليس الوسيلة لتسهيل و تأمين الدعوة .
إن شرع الله الذي تؤمن ببعضه و تطنشون بعض يقوم على العدالة و القصاص ...
و تأدية الأمانة إلى أهلها ..
و ليس إلى الأهل و العشيرة فقط ...
يحرم الإتجار بإرادة الشعوب فيمنع الربا و أي شراكة تقوم على الإستغلال أو الإحتكار ...
إن شرع الله يبعث على الوحدة و الأمان و الإطمئنان و ليس التخوين و التخويف ...
يحاسبنا إذا أوكلنا الأمر لغير أهله فكلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ..
أتهدد الناس بخير الرسالات يا عدو نفسك ؟!!
طبق شرع الله و لا تهددنا و إذا رفعت إصبعك ثانيا في وجه شعبك سنكون نحن من يقطعه لك !!
فلم نعد نهابك و لا نهاب الدُمي الذي تحاول مستميتا ان ترهبنا بهم ...
فلا الأول كان بيخوف و لا التاني بقى بيخوف !!!
محمد طلبة
مؤسس سلفيوكوستا