أحاول جاهدا من قبل الثورة بزمن طويل حيث كنت طالب بالمدرسة الثانوية حيث جمعت أمري علي ترك مجموعة الشباب المنتمين للإخوان بعدما سومت علي إنسانيتي و كان لهذا الحدث الذي كنت أعتبرة جلل في هذة الأثناء قصة .
كنا مجموعة من الأشبال نتدارس القرأن و نحفظ بعد صلاة عشاء يوم ربيعي رائع النسيم حيث قرب منا رجل إختلطت شعيراتة البيضاء مع دبيب التجاعيد بثوبة الأبيض النظيف و سأل عن إمام المسجد في صلاة العشاء و كنا نعرفة حيث أنة أحد أعضاء الجماعة البارزين في قريتنا الريفية الصغيرة كما طلب منا أن نذهب إلية و نخبرة بأن الرجل في المنزل ينتظر الأمانة .
بحثنا عنة كأنة إبرة ساقطة في بيتة و لم نجدة و بيت عمة و أصدقائة فلم نجدة و بعد ما أعيانا البحث رجعنا إلي المسجد و الرجل نخبرة بنبأ الفشل .
كان رد فعلة ساخطا شاحبا و كان يصلي بجوار المحراب و صدر منة سباب من تقطعت بة السبل و أردفة بأنة لم يرحم و لم يترك لة فرصة ليرحم من غيرة و بادرت و هدأتة حتي حكي لنا ماحدث بينة و بين أستاذنا من حديث عن أنة عابر سبيل تقطعت بة السبل حتي وصل قريتنا بعد فقد مالة .
قال طلبت من هذا الشخص أن يخبر المصلون بحالي حتي يسمعوا و يساعدوني فما كان منة إلا أن طمئنني و أخبرني بمساعدتي بعد الصلاة و ما كان منة إلا أن هرب فماذا سأفعل .
هونت علية و تعاهدنا نحن الأشبال علي مساعدتة كل منا يحضر لة ما يستطيع من مال .
خرجنا كل إلي هدفة فمنا من كسر حاصلة نقودة و شجع إخوتة الصغار علي مقاسمتة الأجر لكن المبلغ لم يكفي فوقفنا في ميدان أمام المسجد و طلبنا المساعدة من معارفنا المارة و كذلك بعض المحلات منهم من أعطاك و منهم من نهرك .
تجمع لدينا المال و عرضنا عل عابر السبيل المهندم أن نستضيفة في أحد بيوتنا ليتناول طعام العشاء لكنة شكرنا و ألح علي المغادرة ليتسني لة اللحاق بوسيلة مواصلات تخرجة من معبرة .
توالت الأيام و لم ألتقي بأستاذنا بعد عدة أسابيع و كأنة يتحاشي مواجهتنا فواجهتة بما حدث لكن ردة كان شديد الغرابة حيث قال غدا ستذهب للجامعة و ستقابل مثل هذا النصاب كثيرين فقلت لة هو أخبرك بكونة عابر سبيل فهل إتطلعت علي سريرتة و ذكرتة بأحد الصحابة كان يعتق كل عبد يراة يحسن الصلاة فقال لة أحد أصحابة هم يتعمدون الصلاة أمامك فقال لة هم يفعلونها لي و أنا أفعلها لله .
كما ذكرتة بأن إذا شك في أحد فلا يمنع عنة خير نوايا من يفرجون عنة أي إرحم و لا تمنع رحمة الله عنة .
أري في الكثيرين من شباب اليمين المتطرف من كنت سأكون مثلة يوما من الأيام إذا خدرت بمشروبهم الأصفر لينتزعوا أعز ما أملك و هو إنسانيتي العزيزة .
لكنني رفضت فور شعوري بتغير طعم المبادئ و القيم التي ترعرعت علي طعمها الصافي من نبعها النقي .
كن إنسان و كفي فهي أعز مايملك خلق الله فهذا يجعلة أهلا للأمانة و التميز و الرحمة و العطف و الإصلاح ....