من هم الحشاشين و من أين أتوا؟
نعود كثيرا و نغوص في التاريخ حتي فترة ما قبل فجر الإسلام لنبدأ بجد الرسول فقد كان لعبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف جد الرسول العديد من الأبناء منهم عبدالله والد سيدنا النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه الصلاة و السلام لكن في المقام هذا يخصنا ذكر شخصيتين هم أعمام الرسول العباس و أبو طالب .
العباس أحفاده أسسوا الدولة العباسية و حكموا بعد الدولة الاموية و كان فيهم أبوجعفر المنصور و هارون الرشيد وصولا إلي أخرهم المتوكل على الله الثالث الذي أخذه عام ١٥١٧م سليم الأول العثماني من القاهرة بعد تخليه عن الخلافة لصالح سليمان القانوني إبن سليم الأول ..
فقد كانت بعد وفاة سيدنا محمد الخلافة بالترتيب لثلاثة هم أبوبكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا إلي أن بدأت الفتنة بقتل سيدنا عثمان الذي تزعم الثأر له معاوية بن أبي سفيان كون عثمان بن عفان من بني أمية و قد قيل أن قتل عثمان كان علي يد جماعة من المصريين جاؤا يشتكوا جور عبدالله بن أبي السرح و تخصيص عثمان أقاربه من الأمويين و إستخدامهم في الأمصار المفتوحة ليتولي علي بن أبي طالب الهاشمي الخلافة و نقلها للكوفة الذي أنعم في إتهامه بني أمية بالتحريض هو و السيدة عائشة علي قتل عثمان طمعا في الخلافة.
بعد خلافة سيدنا علي بن ابي طالب و تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان تحول نظام الحكم إلي حكم عضوض يتوارث و ظهر مفهوم الإمامة عند الشيعة ..
و قد كان لعلي بن ابي طالب
ثلاثة أبناء الحسن و الحسين و محمد بن الحنفية .
الفرع الاول :-
فرع الحسن بن علي
الحسن بن علي أنجب له الحسن المثنى و منه عبد الله المحض و عبد الله المحض أنجب أربعة هما إبراهيم و محمد النفس الزكية و موسى الجون و إدريس .
محمد النفس الزكية و أخوه إبراهيم ثاروا على الدولة العباسية و قتلا و من نسل محمد النفس الزكية خرج حكام المغرب اليوم فحفيدهم هو ملك المغرب محمد السادس.
موسى الجون فمن نسله شريف مكة الشريف حسين والد عبد الله بن الحسين مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية و جد حاكمها الحالي الملك عبدالله بن الحسين .
أما إدريس من نسله الأدارسة حكام المغرب قديما ثم المهدي السنوسي حاكم ليبيا و عبد القادر الجزائري الإمام الصوفي صاحب الطريقة القادرية.
الفرع الثاني :-
فرع الحسين بن علي :
الحسين أنجب له علي زين العابدين الذي أنجب له إثنين محمد الباقر و زيد بن علي ..
زيد بن علي ثار على الدولة الأموية و قتل و منه خرجت الحركة الزيدية الشيعية و سكنوا اليمن .
محمد الباقر هو الإمام الخامس عند الشيعة الإثنى عشرية والد جعفر الصادق.
جعفر الصادق أنجب له مجموعة من الأبناء منهم إثنين موسى الكاظم الذي ينسب إلي نسله الشيعة الإمامية الإثنى عشرية و هم شيعة إيران و العراق و لبنان و الذي ينتهي نسله بالإمام الغائب الثاني عشر و هو محمد المهدي المنتظر إبن الحسن العسكري منهم غالبية شيعة العالم الأن.
الثاني إسماعيل توفي في حياة أبيه لكنهم أنكروا موته و قالوا إنه توارى و أوكلوا الإمامة لولده من بعده في الخفاء بنظام التقية ليكون إسماعيل رأس الشيعة الإسماعيلية و زعيمها الحالي أغا خان و مقرها الرئيسي الهند.
إسماعيل أنجب له محمد الذي ينسب له فرعين فرع إنتهت الإمامة عنده و إنفصلوا عن الإسماعيلية بقيادة واحد يسمى حمدان قرمط مؤسس دولة القرامطة الذين إقتحموا المسجد الحرام و قتلوا الحجاج بن يوسف الثقفي و سرقوا الحجر الأسود ٢٠ سنة.
الفرع الثاني لم ينهوا الإمامة عنده و إستمرت الإمامة في نسله بطريقة التقية و يتسمى و يتكلم أحدهم بإسمه حتى الحفيد السادس و هو سعيد بن الحسين الذي ظهر على المغاربة و بدل إسمه لعبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية الشيعية الإسماعيلية .
من نسله المعز لدين الله الفاطمي مؤسس الدولة الفاطمية في مصر و نسله هم الحكام و الأئمة إلي أن يأتي الحاكم السادس أي الحاكم بأمر الله لينهوا الإمامة عنده لتكون طائفة الدروز بإعتقاد في عودته .
المستنصر بالله هو الحاكم الثامن و كذلك الإمام الثامن عشر في سلسال الأئمة الإسماعيلية و كان ضعيف فكانت السلطة الفعلية في يد الوزراء وهنا يظهر حسن الصباح في اخر أيام المستنصر.
ثم جاء المستنصر بالله لينقسم الشيعة الاسماعيلية بموته لفريقين فريق حسن الصباح المؤمن بأحقية إبن المستنصر بالله الكبير نزار في الحكم و فريق أخر بقيادة بدر الدين الجمالي وزير الدولة و من بعده الافضل شاهنشاه إبن بدر الدين ليؤيدوا إبن المستنصر بالله الصغير المستعلي بالله.
و تكون الغلبة للمستعلي و يتولى الحكم فيختفي حسن الصباح خوفا من البطش و يهرب إلي الدولة السلجوقية في بلاد فارس و يدعو بالإمامة لنزار و ينجح في جمع بعض المؤيدين له و يتحصن في حصن كبير سمي قلعة ألموت لإسترجاع الإمامة لنزار .
يموت نزار و أولاده في السجن إلا واحد يتمكن من الهرب هو الهادي بالله فيذهب إلي قلعة الموت في حماية حسن الصباح لتولد الباطنية أي الحشاشين أو الفرقة الإسماعيلية النزارية يعني حسن الصباح شيعي له مذهب و معتقدا أن الإمامة سرقت من نزار و كان يحاول إرجاعها و بأغراض توسعية سياسية لإنشاء مملكة كبيرة.
لكن الموضوع تأزم ليبدأ حركة الإغتيالات السياسية بديلا عن المواجهة المباشرة بين جيشان.
ينتقي من مؤيديه و يستقطب لقلعته عبيد و مخطوفين و يدربهم و يبعثهم كإنتحاريين ليقتلوا قادة و زعماء ليسببوا فوضى سياسية.
بعد المستعلي بالله تولى إبنه الحكم و حكم لسبع سنين حتى إغتاله الحشاشين لتنقسم الدولة الفريقين مرة أخرى يدعم أحدهم إبنه الطيب صغير السن، و الأخر يدعم إبن عمه الحافظ بن محمد بن المستنصر بالله فكسب الحافظ و حكم مصر.
ليصبح أنصار الطيب مطاردون بعد أن خسروا و هربوا إلي الهند ليكونوا طائفة البهرة الهنود منتظرين عودة صاحب مسجد الحاكم بأمر الله في مصر الذي قاموا بترميمه مؤخرا إستعداد لعودته. الحافظ لدين الله حكم من بعده إبنه الظافر ثم حكم إبنه الفائز و أخيرا العاضد آخر الخلفاء الفاطميين و قد وصل في عهده الوزير صلاح الدين الايوبي وبعد موت العاضد بالمرض، أنهى صلاح الدين الدولة الفاطمية تماما بعد حكم دام ٢٦٢ سنة.
لتبدأ حقبة جديدة في مصر التي تعاقب و تنافس علي حكمها الصالح القليل و الطالح الأكثر لينعموا في ظلال الشعب الصبار.
أحمد قاسم