عرفت مصر الرئيس الفرعون ولم تعرف الرئيس الإله، وبعد ثورة 25 يناير صار لمصر رئيس إله يحكم ويتحكم ولايجوز لبشر أن يعارض أو يعترض. سيدنا موسى عليه السلام سأل ربه فيما يبدو الاعتراض، وجاوبه رب العزة: أولم تؤمن ياموسى؟ فقال بلى ولكن ليطمئن قلبه. ينتقد وليس رئيس منتخب من البشر. ثورة 25 ينايرفجرها الأحرار وسرقتها الجماعات الطائفية (جماعة البنا وأخواتها)، وانتهت بجلوس رئيس من "جماعة البنا" على مقعد الرئاسة. وماكان له أن يصبح رئيسا لولا تأييد تيارات وطنية غير طائفية وراءه، فالتيارات الطائفية ظهر حجمها فى انتخابات الرئاسة الأولى. وقفت مؤيدا د.مرسى وأنا الذى لا أنتمى إلى جماعته الطائفية –ولى عليها مآخذ كثيرة- حتى لاأرى عودة أحد من نظام مبارك الخائن إلى الحكم ثانية. وحمدنا الله على نجاحه، وسعدنا بإزاحته غالبية المجلس العسكرى وهى جذور نظام مبارك المتعفنة فى التربة المصرية، وأجلنا انتقاداتنا وتحليلنا لما حدث وأرضتنا النتيجة لأننا نريد دولة مصرية ديمقراطية مهما اختلفنا مع من يحكمها.
وفوجئنا بالحديث عن إهانة الرئيس وكأننا فى عهد الملكية أو الرئيس المخلوع، وتريسنا فى الأمر لأن أحد المتهمين كان متطاولا ومحرضا فى دكانه "قناته الفضائية"، وتأملنا وتريسنا ثانية بصدد ماحدث لجريدة الدستور، وقلنا ربما تكون سحابة صيف عابرة، ويبدو أننا أخطأنا الاعتقاد فسحابة الصيف صارت ضباب لندن وقت الشتاء، وقرأنا فى الصحف أن "أمن الدولة" تحقق مع الصحفيين عبدالحليم قنديل وعادل حمودة بتهمة "إهانة الرئيس" وجاء فى الخبر المنشور فى صحيفة الشروق المصرية بتاريخ 17/8/2012 : "وقال اسماعيل الوشاحى محامى حزب الحري والعدالة، مقدم البلاغ عن عضوى الحزب (أحمد لكلوك واحمد حسانين)، إن حمودة وقنديل قاما بسب وقذف والتشهير وإهانة رئيس الجمهورية، وإشاعة أخبار مغرضة وكاذبة، ودعاية مثيرة صادرة على هيئة بيانات صحفية من شأنها إلحاق الضرر بالبلاد وإثارة الفتن والفزع بين الناس، وكذلك زعزعة الاستقرار وتهديد السلم الاجتماعى"، تهم لم نسمع عنها فى عهد مبارك. أؤكدد أننى ضد إهانة رئيس جمهورية منتخب كما إننى ضد استخدام عبارات مطاطة بتهم ملفقة لأصحاب الرأى برعاية أهل السلطة والسلطان، وإذا كان هناك تهمة اسمها "إهانة رئيس الجمهورية" فنرجو معرفة توصيف التهمة كى نبتعد عنها، وهل هذه التهمة و عقوبتها منصوص عليهما فى القانون أو فى الدستور؟
واضح من البلاغ الإخوانى (جماعة البنا) أنها محاولة لإخراس الألسنة، ومن عجائب الأمور أن د.عبدالحليم قنديل رئيس تحرير صوت الأمة وقف مدافعا عن الإخوان فى أوقات محنهم، كما دعم مرسى للرئاسة، دعم وغيره كثيرون الرئيس مرسى وقت أن كان مهيض الجناح، وكانت جماعته تتسول الاصوات ذلة وإحسانا.لكى يفوز بالرئاسة. جماعة "إخوان البنا" تريد عبيدا تابعين لها يسبحون بحمدها ويؤيدونها فى صوابها وغيها، ولا يريدون أندادا ينتقدونها، ولن ألوم نفسى على دعمى لجماعة لاتعرف إلا نفسها ورئيس يصمت على استخدام تعبير لا وجود له فى القانون، فما فعلت ذلك إلا دفاعا عن وطن صب فى مصلحة جماعة لاتعرف إلا مصلحتها. وقفنا مع مرسى وجماعته فى ضعفهم، ولن نكون تابعين لهم، ولا لأخونة الدولة، ونعم لمصر الدولة ولا لمرسى الدولة. على مرسى ان يوضح لنا ماهية إهانة الرئيس. وقفنا مع من افترضنا أن فيه رائحة الثورة، وكنا كراما، وكما يقول المثل الشائع "إن أكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت اللئيم تمردا"، واحذروا دولة تقوم على التحالف مع الأعداء، ورئيس يبطن غير مايعلن، وجماعة نافقت رئيس وزراء مصر اسماعيل صدقى جلاد مصر قبل الثورة بوصفه بأية من كتاب الله "واذكر فى الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا". جماعة بدأت حياتها السياسية بالاغتيالات الدموية قبل الثورة، وبتبرعات من "صيدناوى وشيكوريل" لشراء مقر الجماعة عام 1946 الذى هو حاليا قسم شرطة الدرب الاحمر، وبالتواطؤ مع المجلس العسكرى إبان ثور 25 يناير وبالكذب البين أثناء الانتخابات، جماعة بهذه الصفات كان لابد من أتخرس معارضيها وتطالبهم بأن يكونوا عبيدا وليسوا اندادا.
الحمدلله أنها ظهرت حقيقة الجماعة وهى تطفو على السطح. كنا معها فى ضعفها والآن هم أقوياء، كل الدولة دالت لهم ورئيسهم يملك كل السلطات فى يده، وتأيده بعدما وضحت تصرفات جماعته، وصمته على هذه الصفات، هو نوع من النفاق وتأييد لدولة تريد المواطنين عبيدا لا أحرارا.
والله لولا أن مظاهرة 24 أعسطس الداعى لها شخص مشبوه، لدعوة للمشاركة فيها ضد استبداد جماعة البنا. وبعدها سيكون لنا وقفات ومظاهرات. رفضنا مبارك بعنفوانه، وهو القادم رغما عنا، وسنرفض ونزيح من جاءت به المقادير وباختيار أغلبي ضئيلة. لانريد رئيسا إله، ولاجماعة كذوب.
على مرسى أن يحدد موقفه عما يحدث بسبب إهانة الرئيس الإله.
دعوا الجماعة فهم ليسوا فى حاجة إلى شراكة بقدر حاجتهم إلى تبعية المتعاطفين معهم. من يقف الآن معهم يدعم استبداد الحزب الحاكم وعلى المعارضة أن تنشط، وعلى المظاهرات أن تقوم وتندد بممارسات الاستبداد. الكل يعلم أن د.عبدالحليم قنديل عام 2006 اتهم بإهانة الرئيس محمد حسنى مبارك، ولا أظن أن الحاكم الحالى اسمه محمد مرسى مبارك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق