السبت، 8 سبتمبر 2012

المباراة القاتلة


شهدت الثورة المصرية تكاتف شعبي متناغم منذ أيامها الأولي والذي كان في مقدمة اللاحقين بقطارها شباب رابطة مشجعي النادي الأهلي (أولتراس  أهلاوي ) و رابطة مشجعي نادي الزمالك (أولتراس وايت نايتس) كلمة  Ultras هي تكثير كلمة Ultra بمعني زيادة فهي زائدة عن الحد أي أن إرتباط المشجع بنادية تفوق كل الحدود .
كان تنظيمهم وتشجيعهم وتناغمهم يلهب حماس اللاعبين وكذلك يطفي روح من البهجة علي متابعي الكرة و كانوا بتشكيلاتهم المختلفة و غنائياتهم الخاصة رونق فكان إنضمامهم للثورة كان دافعة أنهم مصريين من كل الطبقات و الفئات يشعرون بما يشعر بة الشعب من شظف المعيشة وعنت الحكومة و تردي أوضاع المجتمع الذين هم جزء منة فيصيبهم ما أصابة. كان إقدامهم و تنظيمهم مطرقة لإختراق كاردونات الأمن المركزي و تشكيلات قوات مكافحة الشغب بخبرتهم المعتادة من شغب الملاعب .
كما كان دورهم في الإستاد لا يقل روعة وإيمان بالثورة في حملهم صور الشهداء و تشكيلاتهم لشعراتها لتبهر الجميع و توصل الرسائل التي يحجبها النظام في الميدان فما كان من بلطجية الداخلية الذين جعلوا الإنتقام من الأولتراس هدف أساسي فهاجموهم بعد مباراة الأهلي وأسوان في الشوارع المجاورة لإستاد القاهرة ثم دبر المجلس العسكري الحاكم بتعاون بلطجية الداخلية مجزرة في إستاد بورسعيد راح ضحيتها ما يقرب من 74 من أنبل شباب في مصر .
في ظل ترنح القصاص والعدل ما بين التباطئ والتواطئ يريد إتحاد الكرة و زبانية البزنس إستعادة النشاط الرياضي بإستماتة في صورة الدوري والكأس وكذلك مباريات كأس السوبر بإستنطاع متناهي النظير غير عابئين بالأم الثكلي و الصديق الذي فقد صحبتة فما كان من الأولتراس من التنديد و الرفض لعودة النشاط الرياضي قبل القصاص لكن إصرار إتحاد الكرة و وزارة الشباب والرياضة لإقامة المباراة بدون جمهور في برج العرب في ظل صمت رئيس الجمهورية وبتحد وتطاول علي الأولتراس و الإستخفاف بمشاعر الثكلي جعل من المباراة ليست سوي مذبحة جديدة يضاف لها قتلي بدم بارد ثم يتحولون لشهداء بدم بارد أيضا .
رفض الأولتراس لمباراة السوبر ما هو إلا رفض لنطاق أوسع و هو إتباع نفس سياسات العهد البائد و تعامل المخلوع العنيد الغير مبال بالشعب .
و نقول للساسة والإعلاميين والرياضيين الذين يريدون اللعب علي دماء الشهداء ألا تعقلون ألا تتدبرون .