الخميس، 10 مايو 2012

قصة الدكتور عبد القادر حلمى ...... البطل المجهول




 ... الذى لايعرفة غالبية الشعب المصرى ... قصة العملية ( كوندور ) ... القصة التى بسببها تم اقالة وزير الدفاع السابق ابو غزالة ؛ وتعيين الكلب العميل مشير الشيطان طنطاوى بدلا منة للقضاء تماما على طموحات مصر العسكرية وبرامجها التسليحية .

مقدمة :
في وسط المطالبات فى تلك الأيام بالافراج عن شقيق الدكتور الظواهري الذي تم احتجازة اثناء وصوله من ايران بعد رحلة هرب فاقت الثلاثين عام ... والمطالبات بالافراج عن الشيخ (الاسير) عمر عبد الرحمن المحتجز في سجون اميركا ... وايضا الندائات المطالبة بالافراج عن ضباطنا الشرفاء الذين انضموا للشعب بعد قيام ثورة 25 يناير (ضباط 8 ابريل ) ... اجد لدي الرغبة في اطلاق حملة لاسترداد سجين اخر يقبع في غياهب النسيان منذ اثنين وعشرين عاما ولا يعرف عنه احد شيئا منذ اخر ظهور له في جلسة استئناف الحكم ضدة في 1991 .

ولد عبد القادر حلمي في العاشر من فبراير 1948 في قرية الاشمونيين - مركز ملوي - محافظة المنيا

تخرج من الكلية الفنية العسكرية في عام 1970 وكان الاول علي دفعته بامتياز مع مرتبه الشرف من قسم الهندسة الكيميائية ؛ وتخصص في انظمة الدفع الصاروخي .

تم الحاقة بالاكاديمية العسكرية السوفييتيه ليحصل علي درجتي الماجستير والدكتوراه في تطوير انظمة الدفع الصاروخي ومكونات الصواريخ الباليستية في زمن كانت مصر تفتقر فيه لعالم واحد متخصص فى انظمة الدفع الصاروخى او حتى للصواريخ الباليستية .

من هنأ بدأت العملية الاستخبارية ...

تم اعفاؤه من الخدمة العسكرية والحاقة بمصنع قادر العسكري لثلاث سنوات قبل ان يتم الحاقة للعمل كخبير صواريخ بكندا في اواخر السبعينات في التوقيت الذي كان فيه اللواء ابو غزالة وقتئذ يشغل منصب مدير عام المخابرات الحربية .

بعد سته اشهر تم زرعه في شركة TELEDYNE CORPORATION المتخصصة في انتاج انظمة الدفع الصاروخي لصالح وزارة الدفاع الامريكية ؛ وانتقل للاستقرار في ولاية كاليفورنيا وطيلة الفتره منذ مغادرة مصر في السبعينات وحتي 1984 بقي الدكتور عبد القادر حلمي عميلا نائما داخل الولايات المتحدة ... وساعده ذكاؤة الفذ واتقانه للعمل علي تعديل الخلل في منظومة الدفع الصاروخي باستخدام الوقد الصلب لمكوك الفضاء ديسكفري حتي لايتعرض للانفجار مثل مكوك الفضاء تشالنجر في عام 1982 مما لفت النظر اليه وحصل علي تصريح امني من المستوي A سمح له بالولوج الي قواعد البيانات ومعامل اختبارات الدفع النفاث للصواريخ في جميع انحاء الولايات المتحدة دون اي قيود ... بل انة شارك في تطوير قنابل الدفع الغازي المعتمده علي الوقود المعروفة باسم ( FUEL AIR EXPLOSIVE / FAE BOMB ) والتي تنتمي لعائلة القنابل الارتجاجية concussion bombs

وهي بمثابة قنابل نووية تكتيكية دون تأُثير اشعاعي يصل تأُثير القنبله ذات الرأٍس الالف رطل منها الي دمار كلي في محيط 50 متر ودمار جزئي في محيط 850 متر ( لاحقا طورها الجيش المصري لتصبح قنابل محمولة علي صواريخ تكتيكية بعيدة المدي تصلي الي 1350 متر ) .

وقام الدكتور عبد القادر حلمى بتسريب التصميمات الكاملة لهذة النوعية من القنابل للجيش المصري واظهرت تقارير الاستخبارات الامريكية انه ظل يقوم بامداد دوري مستمر لاخر ابحاث هذا النوع من القنابل لصالح مصر حتي السابع من مارس 1986 بمستندات وتصميمات عالية السرية .

علي صعيد موازي كان اللواء عبد الحليم ابو غزالة قد شغل منصب وزير الدفاع وبدأ مشروعا طموحا لانتاج الصواريخ الباليستية في اوائل الثمانينيات بالتحالف مع الارجنتين والعراق عرف بأسم مشروع ( الكوندور ) ... يقوم فية العراق بتمويل ابحاث صاروخ الكوندور ؛ وتقوم الارجنتين بتوفير الخبرة التكنولوجية والاتصالات ؛ وتقوم مصر بالدور الاستخباراتي في مجال التطوير .

عند هذه المرحلة كانت مراحل التصنيع وصلت لذورتها وتوقفت عند احتياج المشروع لبرمجيات عاليه السرية وحساسة لتوجية الصورايخ وضبط اتجاهاتها ؛ عندها قام الدكتور عبد القادر حلمي بالتعاون مع اللواء عبد الرحيم الجوهري مدير مكتب تطوير الاسلحة الباليسيتيه بوزارة الدفاع المصرية والمسؤول الاول عن عملية ( الكوندور ) بتجنيد عالم اميركي اسمة جيمس هوفمان الذي سهل لهم دخول مركز قيادة متقدم في هانتسفيل - بالولايات المتحدة الامريكية تابع للقيادة الاستراتيجية المتقدمة للجيش الامريكى ؛ وكان مركز قيادة هانتسفيل مسؤول عن تطوير برمجيات توجية انظمة الصواريخ باتريوت المضادة للصواريخ الباليستية .

وكان المركز يتعاون مع مؤسسة تقنية اخري هي ( Coleman ) ويشرف عليها عالم برمجيات اميركي اخر اسمة كيث سميث ... وتم تجنيد كيث في ابريل 1986 لصالح المخابرات المصرية وتم ايضا الحصول علي نسخة كاملة ونهائية من برامج منظومة توجية الصواريخ الباليستية والانظمة المضادة لها ؛ والناتجة عن تطوير خمسين سنه كاملة فى برنامج حرب النجوم الامريكي ؛ وبذلك تم اختراق تصميمات شبكة الدفاع الصاروخي الاولي للولايات المتحدة بالكامل .

استطاع الدكتور عبد القادر اتمام المهمه بنجاح ؛ بل والقيام بالتعاون مع القسم الهندسى الفني في المخابرات المصرية من القيام بهندسة عكسية لمنظومة الرصد والتوجية فى الصاروخ باتريوت ليكتشفو ان منظومة باتريوت تستطيع رؤية ورصد صاروخ الكوندور وتدميرة في الجو .

ولحل هذه المشكلة اكتشف الدكتور عبد القادر وجود ابحاث هامة في مركز اخر تابع لقيادة
سلاح الجو الامريكي ؛ وتدور الابحاث عن صناعه ماده من اسود الكربون تقوم بتعمية انظمة
الرادار وتخفي اي بصمة رادارية للصاروخ ... لتحول الصاروخ الي شبح ينطلق في الفضاء دون رصده ؛ كما انها تقلل احتكاك رأس الصاروخ بالهواء بنسبة عشرين بالمائة وبالتالي ترفع مداه القتالي .

وبدأت عملية محمومة للحصول علي هذه المادة وشحنها الي معامل الابحاث والتطوير هي ونوع خاص من الصاج المعالج الذي يتم طلاؤة بها ليكون جسم الصاروخ .

كانت الكميات التي اشرف الدكتور عبد القادر حلمي علي الاستيلاء عليها بالشراء او باساليب اخري ملتوية ... مهولة تجاوزت الثمانية اطنان وكان يتم شحنها في صناديق دبلوماسية بالتعاون مع السفارة المصرية في واشنطن ؛ وهنا اصبحت الرائحة فواحة لايمكن احتمالها ؛ مما زاد من فرص اكتشاف الاستخبارات الامريكية للامر .

وفى احدى الايام ... قام الدكتور عبد القادر حلمي بشحن صندوقين سعتهما 420 رطلا من الكربون الاسود الخام عبر سيارة دبلوماسية تابعه للسفارة المصرية بقيادة عقيد يدعي محمد عبد الله وتحت اشراف اللواء عبد الرحيم الجوهري ؛ لنقلها الي طائرة عسكرية مصرية من طراز سي 130 رابضة في مطار بولايه ماريلاند في الثالث والعشرون من مارس 1988 ؛ وتكررت العملية في 25 يونيوا من نفس العام ؛ وفى اثناء تلك الفترة رصدت المخابرات الامريكية مكالمة هاتفيه تتحدث عن مواد لايمكن شحنها دون رقابه صادرة من الدكتور عبد القادر حلمي ؛ ثم رصدت مكالمة اخري يقال انها صادرة من مكتب المشير ابو غزاله تطالب بشحن المواد دون ابطاء مهما كان الثمن وتأمين الرجال .

فقامت الاستخبارات الامريكية بالتحرك بسرعة وقامت بالقاء القبض علي الجميع في ارض المطار اثناء عملية الشحن .

وواجهت السلطات الامريكية السلطات المصرية بالتسجيلات ؛ واتهمت السفارة المصرية بالقيام بانشطة استخبارية علي الاراضي الامريكية ؛ واستخدام سياراتها وموظفيها في اعمال اجرامية وتجسسية وتهريب مشتبه بهم خارج الحدود وغسل الاموال .

كانت سقطة مريعة للمشير ابو غزالة وظل رجلا حتي اخر لحظة في تمسكه برجاله وحمايتهم ؛ وقد سافر بنفسة الي العراق لانهاء اخر مهمه له كوزير للدفاع ؛ وقام بتدمير اي مستند يشير الي شحن اي مكونات تتعلق بمشروع الكوندور مع الحكومة العراقية ؛ وعاد ليجد قرار اعفاؤة من منصبة جاهزا ؛ و تم اعتقال الدكتور عبد القادر حلمي وجيمس هوفمان ؛ وحوكم عبد القادر حلمي ب12 تهمه منها غسل الاموال وانتهاك قانون الذخائر والاسلحة الامريكى وتصدير مواد محظورة شملت هوائيات عاليه الموجة للاستخدام العسكري ومطاط وكربون معالج للصواريخ وانظمة توجية وصاج معالج لبناء الصواريخ ؛ وتم القبض علي زوجته وتم ضم ابناؤه الي اسره امريكية للرعاية الاجتماعية ؛ وصودرت اوراقه وابحاثة وممتلكاته وحساباته المصرفية ؛
وصدر ضده الحكم بالادانة و السجن لسته واربعين شهرا والمراقبة لمده ثلاث سنوات والغرامة والمصادرة ؛ ولايزال قيد الاقامة الجبرية في الولايات المتحدة ؛ ان مصيرة هو واسرته مجهول حتى الان .

ولكن استمرت تداعيات العملية ( كوندور ) حتي وقت قريب ... فتعرض الملحق التجاري المصري في سويسرا علاء نظمي للاغتيال في جراج منزلة ؛ واستولي مجهولون علي حقيبة مستنداته السرية في 1995 ؛ كما تعرضت السفيرة المصرية في النمسا لمحاولة اغتيال حطم فيها وجهها باستخدام قنبله مزروعة في هاتفها المنزلي .

ولم تغفر اميركا للارجنتين انضمامها لمشروع الكوندور ؛ فاسقطت حكم الرئيس كارلوس منعم وحاصرته بالفضائح حتي رضخ وزير الدفاع الارجنتيني في 1993 ووقع على وثيقة انضمام بلاده الي معاهده حظر الانتشار الصاروخي ؛ وشنت الولايات المتحدة حربا علي العراق ادت الي انهيار النظام وتفكيكها بحثا عن ماتبقي من برنامج التسليح الذي تم بالتعاون مع مصر .

وقالت كوندليزا رايس مستشارة الامن القومى الامريكى في لقاء صحفي لها اثناء حرب العراق ؛ ان برنامج ( الكوندور ) المصرى الذي تم رصد ماتبقي من وثائقة لة في العراق هو كارثة لو كان قد اكتمل ؛ فبقية انظمة الصواريخ الاخرى بجوارة هي ببساطة العاب اطفال .

ان الدكتور عبد القادر حلمي ... بطل مصري مجهول لغالبية الشعب المصرى ؛ واسرته التي قاست الامريين طوال هذه المحنة هم ابطال مجهولين ... لذلك يجب بذل الغالي والنفيس لاسترداد هذا البطل وتكريمة بالنحو الذي يليق به في بلده بدلا من ظلمات السجون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق