الخميس، 10 مايو 2012

التقرير الذى قد يتسبب بإغتيال الفريق مهاب ممش قائد القوات البحرية من قبل المجلس العسكرى تقرير وضع الجيش المصرى !!!


شارك في إعداد هذا العمل : ( ضباط النخبة المصرية )ـ

1- الفريق / مهاب محمد حسين مميش قائد القوات البحرية المصرية
 2- لواء أ ح بالقوات المسلحة سابقا وخبير استراتيجي بكلية القادة والأركان 
3- ضباط من إدارة المخابرات الحربية وجهاز الأمن الحرب
- ضباط من مركز الشئون النفسية التابع للقوات المسلحة 4
5- ضباط من إدارة الشئون المعنوية 
- ضباط من هيئة عمليات القوات المسلحة 6
7- ضباط من إدارة النظم والمعلومات 
8- ضباط من هيئة تنظيم وإدارة القوات المسلحة 
9- ضباط من هيئة تدريب القوات المسلحة 
10- ضباط من هيئة تفتيش القوات المسلحة 11- ضباط من قيادة القوات الجوية 
12- ضباط من قيادة القوات البحرية 
13- ضباط من قيادة قوات الدفاع الجوي 
14- ضباط من إدارة المشاة 
15- ضباط من إدارة المدرعات 
16- ضباط من إدارة المدفعية 
17- ضباط من إدارة الإشارة 
18- ضباط من إدارة الأسلحة والذخيرة 
19- ضباط من هيئة الإمداد والتموين 
20- ضباط من هيئة الشئون المالية 
21- ضباط من الهيئة الهندسية 
22- ضباط من إدارة الخدمات الطبية 
23- ضباط من هيئة البحوث العسكرية 
قد يتسبب بإغتيال الفريق مهاب ممش قائد القوات البحرية من قبل المجلس العسكرى تقرير وضع الجيش المصرى !!!!

مضمون العمل/

1- مقدمة2- عملية الإعداد والتأهيل النفسي لأفراد القوات المسلحة3- وسائل السيطرة والتحكم في أفراد القوات المسلحة4- حقيقة المشير طنطاوي ومجلسه العسكري5- حقيقة دور القوات المسلحة في ثورة 25 يناير6- نهج المجلس العسكري في الالتفاف على الثورة بعد التنحي 7- تخطيط المجلس العسكري للقضاء على الثورة8- الخديعة الكبرى9- الخاتمة10- المطالب من المجلس الأعلى




الهدف من العمل /1- كشف الحقائق التي لا يعلمها الشعب المصري عن سياسة وأسلوب المجلس العسكري في السيطرة على أفراد القوات المسلحة والتي بدأ المجلس انتهاج نفس المنهاج مع الشعب على اختلاف انتماءاته أثناء إدارته للمرحلة الانتقالية وما تقتضيه الأمانة من تبيان ذلك الأمر2- توعية أفراد القوات المسلحة من مخطط المجلس العسكري في إدخال الجيش في صدام مع الشعب3- توعية القوى السياسية من مخططات المجلس العسكري لإحداث الفرقة والشتات فيما بينهم4- تحذير التيارات الإسلامية من مخطط المجلس العسكري لشق وتفتيت الصف الإسلامي5- تحذير الإخوة المسيحيين من مخطط المجلس العسكري لاستدراجهم إلى إشعال نار الفتنة الطائفية6- توعية الحركات الوطنية من استدراج المجلس العسكري لهم لإظهارهم في صورة العملاء7- تبرئة وإظهار حقيقة كل مواطن شريف حاول المجلس العسكري تشويه صورته لصالح أهدافه8- توعية الشعب المصري وتحذيره مما يسوقه إليه المجلس العسكري من خلال من يعاونه9- إنقاذ البلاد من براثن المجلس العسكري ونظام مبارك10- كشف حقيقة الطرف الثالث التي لا يعلمها إلا القليل

(1) مقدمة/ـبسم الله والصلاة والسلام على رسول الله من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.أبنائي من ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة المنتمين لشعب مصر بلا تمييز أو تصنيف ؛ كم تريثت لفترات طويلة كي أعقد العزم على أن أقدم على مثل هذا العمل ولطالما كان نداء القلب ماثلا أمام عيني يدفعني تارة ويمنعني تارة أخرى ؛ فبعد سنين طويلة شرفت بأن أخدم فيها وطني وأن أكون ممن اصطفاهم الله كي يعكفوا على حماية هذا الوطن فكان فضل الله علي أن أخدم في قواتنا المسلحة مدة واحد وأربعون عاما وأن أمر بكل مراحل النمو المختلفة داخل تلك المؤسسة العريقة قرابة أو ما يربو من النصف قرن ؛ وحمدت الله أن أنهيت خدمتي وأنا أكاد أستشعر أنني قد أديت واجبي تجاه وطني ولم أبخل ولو لهنيهة من الوقت أن أغدق تلك المؤسسة بوقتي أو مجهودي أو علمي الذي تعلمته على مدار تلك الحقبة الزمنية ولكني ومنذ أن أنهيت خدمتي وبعد أن أراد الله بكرمه أن يكون الوقت فسيحا كي أتقرب منه وأعمل لآخرتي بما تبقى لي من العمر وبالتحديد عندما توجهت لأداء مناسك الحج وأثناء وقوفي بعرفة متوجها متضرعا إلى الله جال بخاطري حديث رسول الله (ص) : (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟)ولا أخفي عنكم سال الدمع من عيني كيف ألاقي ربي وماذا أقول له وبماذا أجيبه يوم لا ينفع مال ولا ولد إلا من أتى الله بقلب سليم ؛ فعقدت النية على أن أشهد شهادة حق لله رب العالمين علِّي أتطهر من أوزاري وأن أصل إلى مرتبة الاستحقاق للرحمة والمغفرة من رب العباد ؛ فاستعنت بالله أن أزيل الغشاوة التي صنعها نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك بمعاونة السيد المشير محمد حسين طنطاوي والتي شرعوا بها على أن يحجبوا بصيرة كل من ينتمي إلى تلك المؤسسة العريقة وأن يحتنكوهم ويسوقوهم بحيلهم ومكرهم إلى صراط أعوج يؤول بهم في نهاية المطاف إلى خدمة المخططات الصهيونية الأمريكية مستغلين صفاء الأنفس ونقاء القلوب لتلك النخبة من أبناء القوات المسلحة ؛ ولا أخفي عنكم أن ما حملني على الخروج عن صمتي هو ما وصلت حالة البلاد من بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي لعب فيها المجلس العسكري دور الحية التي تلتف حول فريستها قبل أن تفتك بها ؛ نعم فقد التف هذا المجلس العسكري حول الثورة وأصبح وشيكا أن يلتهمها وأجهض أي محاولة لإنقاذها من بين فكيه ؛ فأسأل الله العظيم أن يوفقني أنا وأبنائي الضباط الذين تطوعوا لمعاونتي أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وذلك لتبيان الحق كما أسأل الله أن يرنا جميعا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

(2) عملية الإعداد والتأهيل النفسي لأفرادالقوات المسلحة

1- عملية الإعداد الابتدائي

أولا / هل سألتم أنفسكم سؤالا ؟ كيف يتم إعداد الضابط أو ضابط الصف أو الجندي نفسيا للانضمام للقوات المسلحة ؟إن عملية الإعداد تبدأ من خلال تهيئة نفسية إعلامية من خلال طلب الالتحاق لتلك المؤسسة وذلك من خلال الأفلام والمسلسلات والأغاني الوطنية والتي تبرز شرف الانضمام لتلك المؤسسة وعملية استعراض لمزايا الانضمام وإبراز لسلبيات عدم الانضمام.فمثلا يتم التنويه من خلال تلك الأعمال لقيمة البدلة العسكرية وفضل كارنيه تحقيق الشخصية والمزايا المادية والتي تتمثل في وظيفة مضمونة وراتب مميز عن باقي مؤسسات الدولة وشقق سكنية وميزة العلاج المجاني للضابط وعائلته والنوادي والفنادق الخاصة بالقوات المسلحة والمتاحة لجميع الأفراد حسب فئاتهم المختلفة وكذلك البعثات والمأموريات الخارجية التي تنتظر الضابط بعد تخرجه وغير ذلك من المميزات من خلال قصة وهمية كما سيتبين يتم تناقلها وتداولها إعلاميا فتصل إليك إما من خلال فيلم أو برامج تليفزيونية أو كتيب خاص بالكليات والمعاهد العسكرية أو حتى من خلال تواتر الحديث ممن تم إيهامهم بذلك لإقناعك وهذا بالنسبة للضابط وضابط الصف.أما بالنسبة للجندي فانه يغريه بشهادة إنهاء الخدمة العسكرية والتي هي بمثابة الفانوس السحري الذي يفتح له كل الأبواب المغلقة والذي بدونه لا يستطيع العمل أو السفر أو مجرد الشعور بالأمان.وكل هذه العمليات النفسية ما هي إلا عملية ترغيب ابتدائي وهمي ضروري للخطوة التي تليه وهي عملية الالتحاق القائم على الانتقاء من أجل إيهامك أنك أفضل بكثير من كل أقرانك الذين لم يقع عليهم الاختيار وذلك لأنك مميز مما يجعلك تستشعر الفخر الذي يؤهلك للخطوة التي تعقبها فتسير في مخططاتهم دون أن تشعر.وعملية الترغيب للالتحاق بأي مؤسسة أيا كانت مطلوبة وضرورية بشرط أن تتوافر فيها المصداقية في إمكانية تحقيق المزايا المطروحة لا أن تكون قائمة على الخداع والاستدراج الوهمي.

والآن عليك أن تسأل نفسك سؤالا هاما، وهو لماذا قررت الانضمام لتلك المؤسسة؟هل لأنك تتمنى أن تحظى بالشهادة في سبيل الله أم لسبب آخر؟لا تجب إلا على نفسك.

2- عملية الانتقاء

هل سألت نفسك سؤالا يوما ما؟لماذا وقع الاختيار عليك؟إنه يجعلك تخوض اختبارات وهمية مثل القدرات والكشف الطبي والكشف النفسي واختبارات اللياقة البدنية وكشف الهيئة.هل تعتقد أنك وممن وقع عليهم الاختيار للانضمام للكلية الوحيدين القادرين على اجتياز مثل هذه الاختبارات ؟ان عملية الانتقاء تتم وفقا لبرنامج دقيق قائم على أسس ومعايير نفسية واجتماعية يتم قياسها من خلال طبيعة عمل جميع أفراد أقاربك وعائلتك وأفكارهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم من خلال المعلومات التي تقدمها في ملفك الخاص فضلا عن التحريات التي يقومون بها والواسطة التي تدعمك.وكل ذلك هدفه قياس مدى انصياعك لأوامرهم مستقبلا وسيرك في مخططاتهم بدون تذمر أو اعتراض. إذ هم يريدونك أنت وممن ينضم إلى تلك المؤسسة أن تكون إنسان منصاع ومطيع طاعة عمياء ويريدونك ألا تفكر ولا تشارك برأي ولا تقترح ولا تبتكر ولا تسير إلا على المسار الذي يحددونه هم لك فلا تتكلم إلا بما يملوه عليك ولا تسمع إلا ما يسمعوك ولا ترى إلا ما يريدوه لك أن تراه وكما سيتبين فيما بعد.

3- عملية الإعداد داخل الكليات العسكرية ومراكز التدريب 

تبدأ عملية الإعداد داخل الكليات العسكرية ومراكز التدريب بعملية بناء العقل الباطن للفرد وجعله مهيأ للسيطرة عليه عبر جميع الوسائل الحسية المختلفة ؛ مستغلا المستقبل المشرق إشراقا وهميا الذي ينتظر كل فرد حال تخرجه من ذلك المكان.أول ما يتم السيطرة عليه من الحواس الخمس هو حاسة السمع حيث يشرع قدامى الطلبة بعد الانتهاء من الأعمال الإدارية في اليوم الأول للالتحاق ويبدؤوا في الصراخ والصياح والتوجيه للطلبة المستجدين بالأصوات المرتفعة والسب المصطنع لخلق عملية شعورية وهمية بأن الصوت المرتفع الصادر ممن يقوم بتوجيهك مقترن بوقوعك في خطأ ما.أي أنه إذا صاح فيك أحد قياداتك يوما ما فانه لابد وانك قد ارتكبت خطأ ما فعليك العدول عنه فورا وسرعة العودة إلى المسار الصحيح من وجهة نظرهم طبعا.ثاني الحواس التي يتم السيطرة عليها هي حاسة البصر وذلك من خلال تعبيرات وجه من يقوم بالتوبيخ وذلك لخلق عملية اقتران بين طبيعة النظرات وبين عملية الوقوع في الخطأ بحيث إذا نظر إليك أحدهم جاحظا عينيه فيما بعد فلا بد أن تستشعر أنك قد ارتكبت خطأ ما فتشرع بشكل لا إرادي في العدول عنه إلى المسار الصحيح.ثم يقوم بإرهابك من خلال عقاب بدني شاق الهدف منه السيطرة عليك من خلال اقتران عملية تنفيذ الأوامر واجتناب النواهي بعملية العقاب البدني فضلا عن العقاب البصري والسمعي فيسهل السيطرة عليك.ثم يقوم بإذلالك من خلال الرقود والنهوض والزحف خارج أماكن وأوقات التدريب المعدة لهما.ثم يستكمل السيطرة على حاسة البصر فيجعلك لا ترى إلا ما يريده لك أن تراه ؛ فمثلا يقول لك لا تنظر إلى المساعدين ورقباء أوائل السرايا حتى لا تحترق ويجعلك تغمض عينيك لهم ولا تراهم وهو بذلك يستخف بك فيجعلك أحيانا تشعر باللذة أنك قد استرقت النظر إليهم خلسة وهو بذلك قد نجح في السيطرة عليك.ويسيطر على سمعك وهما فيناديك مثلا بعد انتهاء نوبة نوم من باب الاختبار والقياس لمدى انصياعك في استيعاب عملية الخضوع التام فتصطنع أنك لا تسمعه ثم يناديك رد بالأمر فترد عليه وتجيبه وهو بذلك قد نجح في السيطرة على سمعك فيجعلك لا تسمع برغبتك إلا ما أراده لك فقط أن تسمعه.وبعد انتهاء عملية السيطرة الحسية تبدأ عملية الغرس في العقل الباطن لغريزة تقديس وتعظيم الأشياء الغير محسوسة كتسمية أرض الطابور بالأرض المقدسة وتحريم اختراقها وتعظيم الجنداري وتعظيم المنصة وتقديس النوبات كنوبة صحيان ونوبة رجوع وغيرهم ...... الخ، ومن ثم استرهابك من خلال عقوبات انضباطية كالحبس واختزال درجات السلوك والتقصير لدورة أو الحرمان من دخول الامتحان لخلق عملية ردع معنوي داخلي يحول دون خروجك عن المسار الذي حدده لك أو مجرد التفكير فيما يسوقك إليه.إذا فهو قام بعملية السيطرة الحسية ثم مرحلة الإذلال ومن ثم التقديس، هادفا إلى غرس غريزة جديدة بداخل الفرد وهي غريزة الخوف من المجهول للسيطرة التامة المطلقة عليك مستغلا في تنفيذ ذلك المخطط والفكر المتوارث لدى طلبة القسم النهائي المراهقين والذين لديهم شهوات انتقامية جائعة لمرورهم بالتجربة ذاتها فيقوموا من خلال الصلاحيات التي منحت لهم بتفريغ تلك الشهوات الانتقامية في باقي طلبة الكلية لغرس فكر الطاعة العمياء وكسر حاجز الكرامة بداخلهم بل وقتلها لتحويلهم تدريجيا إلى أداة بلا مشاعر حسية وذلك لإعداد أجيال يرسخ بعقلها الباطن مبدأ الولاء التام للنظام الحاكم ولو كان على باطل وعدم رؤية أو إدراك الفساد المحيط بهم من كل جانب..4- مرحلة التخرج

وبهذه الكيفية يتم إعداد الأجيال التي ستخرج إلى مضمار الحياة، وهي عبارة عن أجيال مسيطر عليها مسبقا من أجل تنفيذ المخطط القادم.يخرج الضابط أو ضابط الصف أو الجندي ويتخرج من الكلية أو مركز التدريب وهو عبارة عن آلة لا حول لها ولا قوة حيث تم السيطرة عليها مسبقا ومن ثم يبدأ مسلسل من الانتهاكات المادية والمعنوية لتلك الأجيال بهدف ضمان استمرار السيطرة عليهم وعدم خروجهم عن المسار المحدد لهم مسبقا. فأول ما تتخرج تكتشف أن المجتمع المثالي إداريا فقط والذي عشت فيه لعدة سنوات لا وجود له إذ أن الحياة في الوحدات حياة بدائية خالية من أساسيات الحياة في ظل غياب واضح للبنية التحتية والتي لا وجود لها.نعم فقد زال عنك الوهم الإداري الذي عشت فيه فترة طويلة والذي جعلك تصبر على تلك الحياة القاسية ولكنك الآن لا سبيل لك للتراجع أو المفر إذ أنك إذا فكرت في الارتداد أو التراجع فانه سيتم إلقاء القبض عليك ثم محاكمتك التي تنتهي بدخولك السجن ومن ثم تعرضك للاهانات المختلفة.هل فهمت كيف يتم إعدادك وتهيئتك؟قد تستهين بالأمر وتتساءل هل هم بمثل هذا الذكاء؟ونحن نجيبك إذا لم يكونوا بهذا الذكاء هم وما يملكون من آليات متخصصة في علوم النفس لما تربعوا على عرش الحكم طيلة هذه السنوات الطويلة متفوقين عمن سبقهم إلى كرسي الحكم.إذا لا تحاول خداع نفسك أكثر من ذلك وعليك تقبل الحقيقة والواقع.

الحياة العملية داخل القوات المسلحة

ما أن يتخرج الضابط أو ضابط الصف أو الجندي من مكان المنشأ الذي تم إعداده وتهيئته فيه لا يلبث أن يدخل في معترك نفسي وبدني لا حدود له حيث قامت القيادة العامة للقوات المسلحة بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي وممن عاونوه على مدار واحد وعشرون عاما بوضع منظومة أشبه بسلسلة من الدوامات الغير متناهية بهدف إخضاعهم والسيطرة عليهم والحد من سقف مطالبهم ومتطلباتهم وذلك لضمان بناء إمبراطوريته ومن ثم الإبقاء عليها لأنها السبيل الوحيد في استمراره كوزيرا للدفاع طبقا لقوانين وأحكام اللعبة المباركية.قام المشير طنطاوي وهيئة قيادته بتقسيم القوات المسلحة إلى ثلاث طبقات :

1- طبقة شديدة الرفاهية:وذلك لضمان ولاءها لأنها أداة عضوية تستخدم في السيطرة على المنظومة بأسرها، ويتم انتقاء العاملين بها بعناية فائقة، وتمثل نسبة (8%) من إجمالي حجم القوات المسلحة.وتحوي البعض من أجهزة القيادة العامة والتي تتمثل في المخابرات الحربية وفرع التحريات العسكرية وهيئة عمليات القوات المسلحة وهيئة تفتيش القوات المسلحة وجهاز الأمن الحربي وإدارة الشرطة العسكرية وتحوي من خارج أجهزة القيادة ضمنيا الحرس الجمهوري.

2- طبقة متوسطة الرفاهية المعنوية:وتستخدم هذه في المعاونة في أشكال السيطرة المعنوية وتتكون من مجموعة من الضباط المنتقين بعناية وكذلك تضم العديد من المحاكمين وذوي المواقف الطبية وتمثل نسبة (10%) من إجمالي حجم القوات المسلحة وتشمل باقي أجهزة القيادة العامة من الإدارات والهيئات المختلفة وكذلك تضم الكليات والمعاهد العسكرية والمستشفيات والمستودعات والورش والنوادي والفنادق وغير ذلك ...............الخ.

3- طبقة مقهورة ومغلوبة على أمرها:وتضم الغالبية العظمى من حجم القوات المسلحة والتي لا فائدة مرجوة منها بالنسبة للقيادة العامة في ظل السلام الذي كانت تنعم به مصر في العهد المباركي. وتحوي هذه الطبقة التشكيلات التعبوية أي الوحدات المقاتلة وتشكل هذه النسبة مقدار (82%) من إجمالي حجم القوات المسلحة وهي التي سنتناول دراستها بالتفصيل.

(3) وسائل التحكم في أفراد القوات المسلحة

قامت القيادة العامة للقوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوي بوضع وابتكار مجموعة من وسائل التحكم المتنوعة المتنورة بهدف السيطرة على جميع أفراد القوات المسلحة سيطرة تامة لإخضاعهم وتوجيههم إلى مسارات محددة تخدم رئيس الجمهورية ونظامه، ولضمان عدم انحرافهم عن تلك المسارات قامت القيادة العامة بالآتي:

1- التحكم في الفرد من خلال العوائق المعيشية

أول ما يصدم به الفرد في القوات المسلحة فور خروجه إلى الحياة الميدانية داخل التشكيلات التعبوية هي العوائق المعيشية المتعمدة من قبل القيادة العامة والمتمثلة في:

1- الماءفماء الشرب داخل معظم قطاعات القوات المسلحة فحدث ولا حرج فهو غير صالح للشرب وهذا إذا كنت من المحظوظين الذين يحصلون عليه لأنه غير متوفر باستمرار والكثير من الوحدات من الممكن أن لا يحصلوا على الماء لمدة تزيد عن أسبوعين ونحن في القرن الواحد والعشرين.

2- الطعاملا يوجد في جميع مؤسسات الدولة ما هو أسوأ من تعيين القوات المسلحة سواء من حيث النوع أو الجودة أو الكمية المخصصة للفرد أو وسائل إعداد الطعام.

3- أماكن المعيشةوكلها بدائية لا تتناسب مع الحقبة الزمنية التي نعيشها ودورات المياه جميعها غير آدمية وغير صالحة للاستعمال.

4- الكهرباءوتمثل عائق حقيقي في جميع قطاعات القوات المسلحة ومصادر الحصول عليها جميعها مصادر بدائية بعد مرور إحدى عشر عاما من القرن الواحد والعشرين.

5- المواصلاتفلا يجد الفرد ما يتنقل به داخل القطاعات العسكرية أو خارجها ومن يصدف ويجد فهو محظوظ.

6- وسائل الاتصالاتمعظم قطاعات القوات المسلحة يقتصر توافر وسائل الاتصالات فيها على كبار القادة فقط حتى إشارة شبكات المحمول ضعيفة جدا ولا يتمكن الغالبية العظمى من إجراء المكالمات الهامة سواء أكانت شخصية أو فيما يخص العمل.وهنا يجب أن تسأل نفسك سؤالا هاما، هل القوات المسلحة بميزانيتها سواء الميزانية المخصصة لها من ميزانية الدولة أو ميزانيتها من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية أو ميزانيتها الواردة إليها من المعونة الأمريكية عاجزة على حل مثل هذه المشكلات؟

إذا كانت إجابتك (لا) فهي مصيبة أما إذا كانت إجابتك (نعم) فالمصيبة أكبر بكثير.سنترك لك وحدك حق الإجابة !!!

2- التحكم في الفرد من خلال عوائق بشرية

من المفترض أن تكون نسبة استكمال عدد أفراد القوات المسلحة داخل الوحدات (75 %) من إجمالي مرتب الحرب في حالة السلم ويتم استكمال نسبة ال (25 %) باستدعاء نسبة (40 %) لتغطية التخلفات وذلك قبيل الحرب بمعنى أنه إذا كان يلزم الكتيبة المشاة عدد (500) فرد مقاتل للقيام بدورها في حالة العمليات فإنه في حالة السلم يجوز تخفيض هذه النسبة إلى عدد (400) مقاتل وذلك لتخفيض ميزانية الإنفاق على تلك الأعداد وفي حالة ظهور مؤشرات تفيد تأزم وتوتر الحالة السياسية مع أي دولة أيا كانت يتم استكمال العدد اللازم لدخول المعركة من خلال خطة التعبئة وتكون باستدعاء العناصر التي لازالت في فترة الاحتياط وذلك لاستكمال العدد المطلوب ولكن كل ذلك بضوابط وشروط منها أن لا تقل النسبة الموجودة داخل الوحدات عن (75 %) ومن ثم استدعاء نسبة (40 %) بزيادة (15 %) عن (25 %) حتى يتم تغطية التخلفات.

قام المشير طنطاوي بتخفيض حجم النسبة الموجودة داخل الوحدات من خلال هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة إلى أقل من (50 %) ففي بعض الوحدات تكون ( 40 %) وتقل عن ذلك وذلك قبل الثورة طبعا وقد وصلت المهزلة إلى حد أنه بعد خروج الفرق والملحقين وغيرهم قد تصل النسبة إلى (30 %) وهذا يفرز مشاكل عديدة منها :1- الفشل في استكمال النسبة اللازمة لاستكمال عملية التدريب حتى بعد إجراء التسكين التدريبي.2- الفشل في إجراء الصيانة الأسبوعية كما ينبغي أن تكون بما لا يخدم الصلاحية الفنية وكما سيتبين.3- تعدد وتكرار توزيع الأدوار الوظيفية على المرؤوسين بما يخلق حالة من الشتات تؤثر على الكفاءة القتالية.فمثلا ضابط الإشارة توكل إليه مهام ضابط الكيما وأمين عهدة السلاح قائم بمهام مساعد تعليم مثلا وجماعة المهندسين العسكريين قد يكون هناك أفراد منها في الجماعة المدربة على أعمال الكيما وغير ذلك، وبالتالي يؤدي ذلك إلى التأثير بالسلب على المأموريات الخارجية ودفعات الأجازات والخدمات الداخلية والخارجية فتتكون فزوره على الجميع المشاركة في حلها.

4- في حالة حدوث حرب لا قدر الله من المستحيل نجاح خطة التعبئة باستدعاء النسب المطلوبة لأن نسبة (50 %) أو ما يزيد عنها والتي سيتم استدعاؤها سوف تكون غير قادرة على تنفيذ المهمة خاصة وأن المستدعيين بحاجة إلى تأهيل نفسي وتدريب بدني وذهني فيقلل ذلك من الكفاءة القتالية.


3- التحكم في الفرد من خلال عوائق بدنية ونفسية من خلال التزامات تدريبية وهمية

تنفق القوات المسلحة مئات الملايين وتقوم بإهدار المال العام وإهدار الطاقات البشرية وإهدار الوقت بهدف إشغال أفراد القوات المسلحة أجمعين من خلال:

1- المشاريع التكتيكية التعبوية:وهي عبارة عن تمثيليات وهمية يتم التدريب على الخطوات النهائية لها من خلال بروفات وسيناريوهات مكررة ساذجة على مدار خمسة أشهر من أجل تنفيذ الشكل النهائي أمام القائد العام ورئيس أركان حرب لما يربو من ساعتين والهدف منها تفعيل لآلية إشغال نفسي وبدني للقوات.

2- أيام التفوق للأفرع الرئيسية والجيوش والمناطق والإدارات والهيئات:وهي تطبيق عملي لخطة إشغال كبرى، ويتم فيها تدريب الأفراد على مدار شهرين أو ثلاثة أشهر على حركات عسكرية لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تعود بالنفع على القوات المسلحة في شئ غير أنها وسيلة للإشغال النفسي والبدني للأفراد وكذلك وسيلة لإغداق كبار القادة بالمال في صورة مكافئات لا يصل للعناصر المشتركة إلا الفتات منها، وفي سبيل إنجاح تلك الاحتفالات يتم إخلاء الوحدات المقاتلة من الأفراد لصالح هذا الإلتزام وهذا يؤدي إلى :أ‌- إيقاف التدريب القتالي تماما فترة ذلك الإلتزام.ب‌- إيقاف عملية الصيانة للمعدات والمركبات والأسلحة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر.وقد قام أحد رؤساء هيئة تدريب القوات المسلحة من القلة التي تراعي ضميرها بعرض الموقف على رئيس أركان حرب القوات المسلحة آنذاك فنهره بشدة ووبخه وطلب منه عدم عرض ذلك الأمر على القائد العام.حتى لا يثير مشاعر زملاؤه من كبار قادة القوات المسلحة والذين يستفيدون من ميزانية تلك الاحتفالات.وهنا عليك أن تسأل نفسك !!!!!!!!!كم مشروع تكتيكي تعبوي اشتركت فيه؟وما هي الاختلافات التي وجدتها من مشروع لآخر؟ وهل أضافت لك الإضافة التي تتناسب مع حجم الالتزام؟وما هي الفائدة التي عادت عليك من اشتراكك في أيام التفوق؟بل والاهم ما الذي عاد على القوات المسلحة من المشاريع الوهمية وأيام التفوق؟وما هو حجم المبالغ التي أنفقتها القوات المسلحة على تجديد المنصات والدهانات ورصف الطرق والإسراف في تركيب الرخام والحوائط والقاعات والأرصفة والبيارق وغير ذلك من أجل إنجاح يوم التفوق؟ وما الحكمة من ذلك؟هل أيام التفوق تحقق بالفعل الردع المعنوي لإسرائيل أم أن الأولى أن تطور التسليح والارتقاء بالتدريب هما من يحققان الردع المعنوي والمادي ؟

3- البيانات العملية :وهي عبارة عن وسيلة من وسائل التدريب الراقية، ولكنها تحورت وتحولت إلى أداة لإهدار المال العام وإهدار الوقت وإهدار الطاقات البشرية حيث أصبح الهدف منها هو إدخال القوات المنفذة للبيان في معترك نفسي وبدني من أجل وضعهم في خطة إشغال كبرى، ويظهر ذلك في اهتمام القادة على كافة المستويات بخطوات التجهيز والإعداد للبيان أكثر من اهتمامهم بمردود البيان ذاته ومدى تحقيق الفائدة المرجوة منه لدى العناصر المشتركة، بحيث أصبح الهدف هو إرضاء أقدم رتبة في الحاضرين.


4- التحكم في الفرد من خلال إلقاء حل مشاكل الصلاحية الفنية على عاتق الوحدات

تمر القوات المسلحة بحالة يرثى لها على صعيد الحالة الفنية للأسلحة والمعدات والمركبات التي يزيد عمر دخولها إلى الخدمة عن أربعين عاما ومعظمها خاض حرب 67 و73 ولم يتم تجديدها باستثناء جزء من القوات الجوية وبعض الحالات الاستثنائية والتي لا تمثل حجم واحد في الألف من تنويع الأسلحة المختلفة للقوات المسلحة.وقام المشير طنطاوي بتحميل خيانته هو ومبارك للوحدات المقاتلة وذلك حينما لم يقوم بمواكبة العصر في تجديد الأسلحة والمعدات والمركبات بل وقد وصل الأمر إلى حد أنه أصبح يطالب تلك الوحدات المقاتلة بألا تقل نسبة الصلاحية الفنية لتلك الأسلحة والمعدات والمركبات المتهالكة عن (90 %) وقد بلغ جبروته أنه من الممكن أن يحيل قائد إلى المحاكمة إذا ما قلت نسبة الصلاحية الفنية لوحدته عن تلك النسبة، بل وأنه قد وضع مخطط خبيث يحوي كما من العوائق التي تحول دون الارتقاء إلى تلك النسبة الخيالية إذا ما حاول أي قائد على أي مستوى أن يرتقي بنسبة صلاحية معداته وأسلحته وذلك من خلال:1- تعقيدات إدارية في الحصول على تصديق بالإصلاح.2- تعقيدات إدارية لقبول دخول تلك المعدات إلى الورش المختلفة بالفعل، والسبيل الوحيد للتغلب على تلك التعقيدات هو دفع الرشاوى المختلفة لتلك الورش.3- خروج تلك المعدات من الورش دون إصلاح، وعملية الدخول والخروج ما هي إلا عملية روتينية على الورق وذلك بغرض قيام كل قائد على كافة المستويات بتأمين نفسه في أنه قد قام بإجراء إيجابي.والنتيجة أن المحصلة صفر وما سبق ما هو إلا حالة من عملية إرباك وإشغال من خلال الضغط على القادة بهدف نقل هذا الضغط من القادة إلى المرؤوسين من خلال أعمال شاقة ومأموريات معقدة لا تحل إلا بالرشوة بهدف وضعهم في حالة من الدوامات الغير هادفة بحيث يسهل التحكم فيهم ومن ثم السيطرة عليهم.واسأل نفسك كم مرة أنفقت من مالك الخاص على عملك ومأمورياتك؟والسؤال لمصلحة من تسير الأمور بهذا الشكل؟!!!!!!!!!

5- التحكم في الفرد من خلال الزيادة الغير مبررة لمعدلات لجان التفتيش بأشكالها المختلفة

1- تفتيش الحرب:وهو عبارة عن مسرحية هزلية كبيرة ولعل أدق مثل يصف هذا النوع من التفتيش هو ( لبس البوصة تبقى عروسة)، وتقوم القيادة العامة بإهدار المال العام والطاقات البشرية من خلال عملية اصطفاف لجميع العناصر المشتركة حتى مستوى الوحدات الفرعية الصغرى وتظهرها في أبهى صورة من حيث الشكل الظاهري فقط، ولكن الواقع أن معظم المعدات والمركبات والأسلحة المشتركة متهالكة والأغلبية العظمى من العناصر البشرية المشتركة غير مدربة والهدف من ذلك التفتيش هو خلق نوع من الإرهاب بغرض الإشغال ومحاولة إقناع وهمية للقوات المشتركة بأن القيادة العامة مهتمة بالصلاحية الفنية للوحدات والحقيقة أنها عملية لتجديد أكفان الموتى.

2- تفتيش هيئة تفتيش القوات المسلحة:هو عملية من الخداع الأكبر الغرض منها الإشغال واحتناك وتلجيم القادة على كافة المستويات وذلك بوضع أيديهم على الواقع الفعلي لوحداتهم بغرض إرهابهم إذا ما تمت محاسبتهم على الواقع الأليم لتلك الوحدات والذي لا ذنب لهم فيه وذلك لضمان ولاءهم ومن ثم السيطرة عليهم هم ومرؤوسيهم.

3- تفتيش اليوم الواحد :وهو تفتيش مفاجئ وغير معلن الهدف منه تحقيق المفاجأة لتصيد أكبر عدد ممكن من الأخطاء والملاحظات لإرهاب القادة وإشغالهم والسيطرة عليهم.

4- تفتيش الإدارات :يتم هذا النوع من التفتيش بواسطة كل إدارة على وحداتها فمثلا تقوم إدارة المدرعات بالتفتيش على وحدات المدرعات وهكذا بالنسبة لباقي الإدارات ولا يختلف كثيرا عما سبق والهدف منه السيطرة والإشغال من كل إدارة على وحداتها وذلك من أجل تعدد مصادر الإشغال والسيطرة.

5- التفتيش التعبوي من خلال قيادة الجيوش والمناطق

6- تفتيش ومرور هيئة تدريب القوات المسلحة من خلال المسابقات وغيرها

7- تفتيش الإدارات والهيئات المختلفة للقوات المسلحة على الوحدات

السلبيات المترتبة على التفتيشات داخل القوات المسلحة

1- إهدار المال العام في الضيافة التي تجهز وتعد لتلك اللجان بغرض استعطافهم.إنتشار الرشوة المتمثلة في الهدايا التي تقدم لتلك اللجان في صورة جنيهات ذهب أو مبالغ مالية أو هدايا عينية.2- إهدار الطاقات البشرية في حلول ظاهرية مؤقتة لا حلول جذرية.3- إضاعة الوقت الذي كان أولى أن يستغل في التدريب.4- خفض الروح المعنوية للقادة والقوات لكثرة الملاحظات التي تتصيدها تلك اللجان.5- خلق روح من العداوة والبغضاء والكراهية بين أبناء المؤسسة العسكرية.6- خلق حالة من الضغط على المرؤوسين تظهر في زيادة عدد ساعات العمل وتخفيض ساعات الراحة القانونية وإلغاء الأجازات وزيادة المأموريات التي تكلف المرؤوسين أعباء مالية تقع على عاتقهم الشخصي.7- خلق حالة من العشوائية في القيادة بحيث أصبح الهدف الرئيسي للقادة على كافة المستويات هو عبور التفتيش أو الإلتزام واجتيازه والنجاة منه فقط لا أن يقوم القائد بالتخطيط لفترة قيادته للارتقاء بوحدته.


6- التحكم في الفرد من خلال الإهانة المعنوية والمادية

عمد المشير طنطاوي ومعاونيه على إرساء قواعد تهدف إلى إذلال وإهانة الفرد المقاتل بأسلوب يمحوا بداخله كل معاني الشعور بالعزة والكرامة وذلك لإخضاعه والسيطرة التامة عليه من خلال تفعيل واضح لمعنى كلمة الإرهاب وذلك بالآتي:

1- مطاردة جميع أفراد القوات المسلحة ضباطا وصفا وجنودا في جميع الشوارع أثناء نزولهم أجازة أو عودتهم منها أو نزولهم للمأموريات وغيرها وذلك من خلال دوريات سيارة من الشرطة العسكرية تقوم بعمل كمائن لاصطياد الضباط وضباط الصف والجنود وإلقاء القبض عليهم ومن ثم تسليمهم لمعسكرات الانضباط لحبسهم مدة خمسة عشرة يوما بملابسهم دون أن يكون معهم ملابس بديلة أو طعام أو غير ذلك، وذلك بتهمة الترجل والسير على الأقدام.

السلبيات التي تترتب على ذلك 

أ‌- شعور الفرد بالذل والمهانة مما يؤدي إلى خفض الروح المعنوية وشعوره بعدم الانتماء والولاء للوطن.ب‌- تعرض كثير من الضباط وضباط الصف والجنود لحوادث أدت بالكثير منهم إلى الوفاة أو الإصابة بعجز كلي أو جزئي أثناء محاولاتهم الهرب أو الفرار من تلك الدوريات.ت‌- قيام القائمين على تلك الدوريات بتلفيق تهم انضباطية لأي عناصر متواجدة بالشارع من أفراد القوات المسلحة بغرض استكمال العدد المطلوب القبض عليهم.ث‌- تكليف العناصر التي تم القبض عليها بأعمال شاقة داخل معسكرات الانضباط حتى يقوموا بتنشيط معدل مبيعات الكانتين الموجود بتلك المعسكرات بسحبهم للسلع لتحقيق الأرباح.ج‌- شعور جميع أفراد القوات المسلحة بالمهانة من ارتداء الزى العسكري وهذه هي الطامة الكبرى.

2- قيام كبار قادة القوات المسلحة بمحاكمة أي فرد إذا ما صادف وجوده بالشارع أثناء مرور هؤلاء القادة من خلال سيارات المطاردة التي تسير خلفهم وذلك بتصيد أي خطأ لهم.3- الاستهزاء بجميع أفراد القوات المسلحة من خلال ترديد نشيد الجيش والامتحان في جريدة القوات المسلحة وتحفيظهم أقوال الملك شاشنق لمجرد أن القائد العام استهوته فكرة ما فتعمم على القوات المسلحة.4- حبس الضباط وضباط الصف داخل الإدارات في أيام المأموريات حتى انتهاء ساعات العمل بما يعطل سير مأمورياتهم.5- منع الضباط من ركوب سياراتهم الخاصة ومنع الثلاث فئات من ركوب المواصلات الملكي أو الخاصة إن وجدت ومنع الترجل وعدم توفير حملة كافية أو متوافرة لنقل الأفراد.6- تفعيل دور المخابرات الحربية والتحريات العسكرية والأمن الحربي والشرطة العسكرية كعصي تتصيد الأخطاء للوحدات المقاتلة، فينتج عن ذلك :أ‌- إشغال الوحدات عن المهام الرئيسية.ب‌- خفض الروح المعنوية.ت‌- توفر الطقس الملائم لانتشار الرشوة وتقديم الهدايا لتغاضي البعض ممن ينتمي لتلك المؤسسات عن تصيد الأخطاء.ث‌- تشتيت تلك الأجهزة الأمنية عن أداء مهامها الرئيسية.ج‌- نشر روح العداوة والبغضاء بين تلك الأجهزة والوحدات بما يخلق حالة من التقسيم المعنوي داخل القوات المسلحة.7- تحطيم نمر سيارات الضباط ومصادرتها والتخريب المتعمد لإطارات السيارات من خلال عناصر الأمن، وذلك أثناء وجود تلك السيارات داخل الباركينج الخاص والملحق بالوحدات العسكرية وذلك لإجبار الضباط على عدم ركوب سياراتهم الخاصة.8- تجريم استخدام الموبايل لجميع أفراد القوات المسلحة في فترة من الفترات.9- ابتكار تعقيدات انضباطية مثل مقاس الباريه ونوع القايش وغير ذلك دون توفير أو صرف لتلك الأشياء وذلك لإيجاد متغيرات متعددة يسهل من خلالها تصيد الأخطاء للأفراد.10- تعمد إهانة الضباط من خلال عرضهم على المسرح في اللقاءات وتكديرهم تكديرا شديدا وذلك باستبقائهم واقفين في المؤتمرات لفترات زمنية إذا ما تم تصيد أي مخالفة لهم.11- كبت وتحجيم وصول صوت أفراد القوات المسلحة حتى لا يعرضوا مشاكلهم الحقيقية وذلك من خلال وضع ضوابط قانونية مثل جزاء عدم إتباع التسلسل القانوني وجزاء إحراج القائد.12- كثرة المحاكمات الغير مبررة القائمة على أسباب واهية لا تصل إلى استحقاق المحاكمة.

فينجم عن ذلك مصادرة جميع حقوق أفراد القوات المسلحة والضغط عليهم نفسيا ومعنويا وبدنيا من أجل أن تدنوا القيادة العامة بسقف آمالهم وطموحاتهم في تحقيق مطالبهم العامة والخاصة فيصبح أقصى أمل لهم أن ترفع عنهم مظلمة لا أن يحصلوا على حق من حقوقهم.

7- التحكم في الفرد من خلال المكافآت

عمد المشير حسين طنطاوي ومعاونيه على جعل عملية منح المكافآت الخاصة بالتميز والإجادة داخل القوات المسلحة مقتصرة على جهات محددة وعلى بعض الأفراد الذين يعلنون قبولهم التام لميكانيكية عمل المنظومة التي بنيت على الظلم، ومن ثم السير على المسارات المحددة بغض النظر عن مشروعيتها أو عن نتائجها السلبية أو عما سيترتب عليها من ظلم للأفراد تحت مسمى (أنا عاوز أوصل)وهنا يجب أن تسأل نفسك سؤالا.. لماذا يتم محاربة المتدينين داخل القوات المسلحة ومنعهم من تولي الوظائف القيادية ومتابعتهم متابعة أمنية؟لماذا يتم محاربة المتمسكين بالعادات والتقاليد في تحجيب زوجاتهم بحرمانهم من الوظائف الحساسة كالتمثيل العسكري مثلا ؟

8- التحكم في الفرد من خلال التطبيق الخاطئ للائحة الجزاءات

تمكن المشير طنطاوي ومعاونيه من وضع منظومة عمل من خلال هيئة تنظيم وإدارة القوات المسلحة تتضمن لوائح خاصة بنظام الخدمة بالقوات المسلحة حيث جعل الخدمة المستمرة حتى رتبة مقدم بأقدمية خمس سنوات، ومن ثم التجديد لمن اجتاز فترة خدمته بدون الحصول على جزاءات شديدة وذلك للسيطرة على الضباط وما يسري على الضباط يسري على ضباط الصف والجنود مع اختلاف الكادر، وقام بتخليق آثار تترتب على العقوبات منها :1- عدم التجديد2- الحرمان من البعثات والانتدابات والمأموريات الخارجية3- الحرمان من عائد الزمالة4- الحرمان من ترفيه رمضان وترفيه أكتوبر5- الحرمان من علاوة التشكيل6- الحرمان من ميزات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية كالسيارات مثلاونحن لسنا ضد مبدأ الثواب والعقاب ولكننا ضد أسلوب تنفيذه داخل القوات المسلحة القائم على تصيد الأخطاء المترتبة على تقصير القيادة العامة ونسبها إلى الأفراد، وضد الظلم والقهر كجريمة الترجل مثلا !!!!

9- التحكم في الفرد من خلال الإشغال بالورقيات

أصبح معدل ابتكار وتزايد الورقيات في القوات المسلحة كمعدل تزايد ونمو الخلايا السرطانية بحيث أصبحت عملية التسجيل في الورقيات تلهي عن الأعمال الرئيسية، فمثلا إذا أردت أن تنفذ بيانا ما فان الوقت المهدر في عملية إعداد لوحاته أكبر بكثير من وقت تنفيذ البيان نفسه.وأيضا الورقيات التي بمكاتب التدريب والعمليات والأفراد وشئون الضباط والماليات والأمن يحتاج خروجها بالشكل المثالي أن نوقف جميع الأعمال التدريبية وجميع إجراءات العمل اليومية كي نقوم بالتسجيل اليومي فيها، وتهدف القيادة العامة بذلك إلى خلق أرض خصبة لتصيد الأخطاء كوسيلة إضافية للإخضاع والسيطرة.

10- التحكم في الفرد من خلال الأجازات

قام المشير طنطاوي وهيئة القيادة العامة للقوات المسلحة بإرساء فكر داخل المنظومة وهو استغلال سلطة القادة على كافة المستويات في التصديق للمرؤوسين بأجازات ميدانية استغلالا غاية في السوء كوسيلة للضغط على المرؤوسين والتحكم فيهم بحيث يصبح كل مرؤوس ملجم ومحجم بإمكانية حصوله على الأجازة من عدمها وذلك من خلال :1- التلاعب في فترة التواجد داخل التشكيل من خلال عدم التصديق بالأجازة للضابط أو ضابط الصف أو الجندي بحجة الالتزامات التدريبية والتفتيش فيخلق ذلك حالة من الكبت الشديد تجعل الفرد المقاتل لا يفكر إلا في حصوله على الأجازة فيبدأ في تقديم التنازلات المادية والمعنوية من أجل إرضاء القائد المخول له سلطة التصديق فيسهل بذلك تحكم القادة في المرؤوسين.

2- التلاعب في مدة الأجازة المصدق بها من خلال منح المرؤوس الذي يتفانى في إرضاء قائده أجازة مميزة عن سائر أقرانه أما المرؤوس الذي لا يرضى عنه قائده فانه يحصل على الأجازة القانونية التي نصت عليها لائحة هيئة التنظيم والإدارة والتي لا تكفي المرؤوس في تلبية احتياجات أسرته ومن يعولهم فيسهل بذلك تطويع المرؤوسين وضمان سيرهم على المسارات المحددة.

11- التحكم في الفرد من خلال نشرة التنقلات

قام المشير حسين طنطاوي بوضع منظومة شبيهة بالدوامة الحلزونية لخلخلة وإرباك وتشتيت كل من يعمل بالقوات المسلحة من خلال شئون الضباط العامة وهيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة وذلك بوضع قانون جديد لتنقلات ضباط وضباط صف القوات المسلحة بحيث تكون أقصى مدة لخدمة الضابط وضابط الصف داخل أي تشكيل أيا كان هي ثلاث سنوات يتم بعدها انتقال الضابط أو ضابط الصف إلى تشكيل آخر في مكان آخر وذلك لخلق حالة من الشتات وعدم الاستقرار لضمان عدم تكوين روابط بين أبناء المؤسسة العسكرية تكون سببا في إدراك الفساد المحيط بهم وبذلك يضمن عدم تولد الشرارة التي تشعل نار الإصلاح ومقاومة الفساد الموجود داخل القوات المسلحة مما يجعل السفينة المباركية تبحر وتسير في بحر من الأمان.


12- التحكم في الفرد من خلال التحكم في قياداته

أ‌. التحكم في كبار القادة من خلال منحهم ضمنيا سلطة غسيل الأموال:

يكون بتبادل الأموال والهدايا بين كبار القادة من خلال ميزانيات قانونية وغير قانونية حيث أن المشير طنطاوي قد أرسى فكرا بضرورة امتلاك كل قائد تشكيل تعبوي لخزينتين واحدة قانونية للجيش أو المنطقة التي يقودها والخزينة الأخرى غير قانونية تكون ملكا للقائد بشكل شخصي.فمثلا يقوم قائد الجيش الثاني الميداني بإخراج مبلغ مليون جنيه من الخزينة القانونية تحت بند( تكريم القادة) ويقوم بتحويلها إلى جنيهات ذهبية ويقسمها بنسب متفاوتة ويرسلها إلى قادة الأفرع الرئيسية وقادة الجيوش والمناطق ومديري الإدارات ورؤساء الهيئات في مناسبة شم النسيم مثلا فتدخل تلك الجنيهات في الخزائن الشخصية لهم ثم يعيدوها هم إليه من خزانات الدولة القانونية تحت بند (تكريم القادة) في نفس المناسبة ذاتها فيعود إليه المال كاملا ولكن في خزانته الشخصية، وما فعله هو يفعلونه جميعا وتدور الدائرة فيخرج المال من خزانة الدولة إلى خزائنهم الشخصية بشكل شبه قانوني ملتوي عبر جميع المناسبات الخاصة والأعياد الدينية والوطنية وذلك من ميزانيات الجيوش والمناطق وبعلم القائد العام وهو سعيد بهم وبمخالفاتهم للسيطرة عليهم ولاستخدامهم كأداة للسيطرة على مرؤوسيهم.

ب- التحكم في صغار القادة من خلال مشروع الخصخصة الوهمية:

هذه المنظومة تهدف إلى تنصل القيادة العامة من أداء مهامها داخل التشكيلات التعبوية من خلال فكرة إنشاء كانتين داخل كل وحدة لتحقيق الأرباح التي تقسم إلى قسمين :1- القسم الأكبر يتم توريده إلى خزانة الدولة.2- القسم الأصغر تعطى فيه سلطة الصرف لقائد الوحدة لإصلاح معداته ومركباته وأسلحته وفي النواحي الإدارية المختلفة والتي عجزت القيادة العامة عن التكفل بها.

وتتراوح أرباح الكانتين الشهرية من (3) الى (6) آلاف جنيه مصري شهريا تكون سلطة القائد فيها حوالي (1000) جنيه وهو رقم هزلي لا يقوم بتغطية المصاريف الشهرية للوحدة مما يدفع قائد الوحدة إلى أن يسلك أحد المسلكين:1- إما أن يضغط على مرؤوسيه للصرف من جيوبهم الخاصة فيضع نفسه تحت طائلة القانون إذا ما تقدم أي من المرؤوسين بشكوى قانونية.

2- وإما أن يقوم قائد الوحدة بالمتاجرة الخارجية وعدم درج الأرباح في الحسابات الخصوصية للوحدة لتوفير ربح اكبر يمكنه من تلبية احتياجات وحدته وهو المطلوب بالنسبة للقيادة العامة وذلك لمساومة قائد الوحدة على التغاضي عن مخالفاته المالية مقابل السير على المسارات المحددة له منهم فيسهل بذلك السيطرة عليه.لعلك تتساءل ما يحمل قائد الوحدة على السير في هذا المخطط؟ونحن نجيبك انه لا يملك من الأمر شيئا إذ انه إذا امتنع عن أي خطوة فانه سرعان ما يقدم للمحاكمة.



13- التحكم في الفرد من خلال إسناد مهام ثانوية وتهميش المهام الرئيسية

قام المشير حسين طنطاوي ومعاونيه بتحويل مسار القوات المسلحة واستبدال دورها الرئيسي في تأمين حدود البلاد والذود عنها والحفاظ على الشرعية الدستورية بدور آخر وقام بتحويل المسار إلى أن تقوم القوات المسلحة بكل ما لا يمت لها بصلة من خلال :1-رصف الطرق وإنشاء الكباري وغير ذلك بما يحقق الأرباح له ويزيد من شعبيته.2-إيثار الوحدات المنتجة كجهاز مشروعات الخدمة الوطنية على الوحدات المقاتلة.3-تنظيم البطولات الرياضية الإفريقية وغيرها.4-الاهتمام بالفرق الرياضية كطلائع الجيش وحرس الحدود والإنتاج الحربي وإيثارهم جميعا عن التشكيلات التعبوية.5-إخلاء التشكيلات التعبوية من ضباطها وجنودها وذلك لاستغلالهم في تشجيع الأندية والمنتخبات أثناء ماتشات كرة القدم وغيرها وإلغاء التدريب الليلي.ونحن لسنا ضد أن تكون القوات المسلحة وحدة منتجة بشرط ألا يطغى هذا على دورها الرئيسي بما يتيح للقيادات محاسبة مرؤوسيهم على تقصيرهم في أداء مهامهم التي لم يجدوا الوقت ولا الدعم المادي لأدائها نظرا لإسناد إليهم مهام خارج اختصاصاتهم.

14- التحكم في الفرد من خلال السيطرة الاقتصادية

قام المشير حسين طنطاوي ومعاونيه بتفعيل نظام اقتصادي داخل القوات المسلحة لضمان السيطرة على الجميع وإخضاعهم بالآتي :

1- السيطرة على جميع أفراد القوات المسلحة بتقليل حجم الأجور مع إضعاف جميع النواحي الإدارية مما يلقي على عاتق الفرد داخل القوات المسلحة إنفاق جزء كبير من راتبه على طعامه وشرابه ومواصلاته ومأمورياته ومكالماته الهاتفية وغير ذلك، فيظل دائما في حاجة واحتياج شديد فضلا عن منع جميع أفراد القوات المسلحة من مزاولة أي نشاط تجاري يخرجهم من حالة الفقر التي فرضها عليهم وذلك لضمان السيطرة عليهم وجعلهم في حالة تعطش دائم وانتظار لما يمن به عليهم بالتنقيط لهم لضمان عملية السيطرة عليهم.2- وفي المقابل قام سيادة المشير بفرض السيطرة على جميع كبار قادة القوات المسلحة عن طريق إغرائهم بامتيازات مبالغ فيها وتركهم يعيثوا فسادا من خلال تحصلهم على الرشاوى والهدايا والسرقة .....الخ بغرض التصيد لأكبر كم من الأخطاء لهم من خلال الأجهزة الأمنية وذلك لضمان السيطرة عليهم بطريقتين :أ‌. خوفهم من محاسبتهم على أخطائهم وتجاوزاتهم.ب‌. المحافظة على الرفاهية التي منحهم إياها والخوف من فقدانها.بينما تفرغ سيادته لجمع تماثيل الذهب والسبائك الذهبية هو ومعاونيه فضلا عن نصيبه من صفقات التسليح وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والمعونة الأمريكية وما يصله من أبناءه من القادة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق