الأربعاء، 15 يناير 2014

ناصر العدالة الإجتماعية ....


في ذكرى ميلاد عبد الناصر .

عبد الناصر لم يكن قديسا و لا وليا و لا حتي نبيا كما لم يكن ملاكا ..
لماذا يتذكرة الناس للأن و تتواجد صورة في كل المحافل و الفاعليات الثورية ؟
لماذا من ولد بعد وفاتة بسنوات منقسمون بين محب بعنف أو كاره شرس وكأنة لا يزال يحكم مصر ؟؟
لماذا أجهزة الإعلام تحاول إعادة إنتاج عبد الناصر الآن ؟
الإجابة تتلخص في الإرث الذي تركه عبد الناصر علي مستوي الإنحياز للفقراء و الحركات الثورية بطول الأرض و عرضها ..
هذا المشروع الإجتماعي و الإقتصادي الذي رفع طبقات واسعة من الناس من تحت خط الفقر إلى سلم الطبقة الوسطى حتي أنك قد تسمي مصر في عهده كلها تقريبا طبقة وسطى فالأغنياء في عصرة نزلوا إلى الطبقة الوسطى و الفقراء صعدوا إلى الطبقة الوسطى بالتالي حصل ضرر لخمسة في المائة من المجتمع و كان أحيانا يسمى بمجتمع النصف في المائة الذين كانوا يمتلكون كل ثروات مصر قبل ١٩٥٢ كما إستفاد من هذا الحراك الإجتماعي و التوسع في التعليم أكثر من ٩٥ في المائة من الشعب ..
إنحيازاته الطبقية واضحة فهو رئيس فقيرجاء للفقراء لذلك كان الأغنياء هم العدو الأول لة ولازالوا و عدوة الثاني الإخوان لطمعهم في السلطة و فقدانهم الجهل و الفقر الذي عليهما يعيشون و يتعايشون .
في المقابل قبل ما يبدأ مشروعة الإجتماعي كانت المقايضة غير المعلنة لكنها واقع معاش . دعمها الإحتلال و القوى المتصارعة داخليا (الإخوان - بقايا الملكية - الإقطاعين ) تقييد الحريات قد تصل إلي تجريم المشاركة السياسية غير التي يرسم سقفها في المقابل تعليم مجاني جيد و خدمات جيدة و مستوى معيشي معقول للجميع .
موافقين؟ أيوة موافقين.. طب على بركة الله.
السادات أدرك أن دولة خدمات عبد الناصر تكلفتها أكبر من إمكانياته فقرر يغير المعادلة .. بعض الحريات و المشاركة السياسية بدون المساس "بكبير العيلة" و الإلتزام "بأخلاق القرية يا همت يا بنتي علي حساب بداية تدهور التعليم و الخدمات عامة و بدأ عصر الإنفتاح و الإستيراد علي حساب الصناعة المحلية و الزراعة و هروب العقول لدول النفط ..
فتح مخك يا حلاوة تاكل ملبن !!
هو ما إستمر في عهد مبارك بصورة أسوأ و أبشع ..........
فمن يرفع صور عبد الناصر هم ببساطة يريدون التنمية المجتمعية حتي لو علي حساب حرياتهم أي نسلم للحكومة حقوقنا في المشاركة السياسية مقابل تعليم جيد و خدمات جيدة و عمل و عدالة إجتماعية بدون فلان الذي إستولى على أراضي الدولة و فتح قنوات فضائية و عمل فيها ثوري و علان بيغسل أموال و بيتبرع بفلوس لأحزاب كرتونية علشان يبعد عن نفسه الشبهات أو رجل الأعمال الذي إستورد دم فاسد أو صديقة الذي أهمل صيانة العبارات فمات الآلاف في البحر !
لهذا أجهزة الإعلام التابعة للسلطة و المتربية في أحضان أجهزة الأمن فاهمة هذا الكلام لذلك يتم تصدير صور عبد الناصر على إعتبار أن الحاكم القادم لمصر هو عبد الناصر الموعود ..
الدولة تستطيع بما لديها من موارد أن تعيد معادلة عبد الناصر إذا جففت منابع الفساد لكن الدولة لا تتمتع بالكفاءة التي تسمح ليها بذلك نظرا لتغير ظروف المجتمع من إتصالات و عولمة حتي أن مقدرتها علي تقديم خدمات جيدة أو النهوض بالتعليم أو تحقيق العدالة الإجتماعية من خلال ضرائب دخل تصاعدية على الأغنياء مشكوك فيها .
لذلك فان مقايضة عبد الناصر بدون مشروعه أو بة ستكون غير واقعية بدون دولة الحقوق و الحريات و الشفافية و الثواب و العقاب !
القمع و مصادرة الحريات من التاريخ المظلم لكن التعليم و الصحة و العدالة إجتماعية هم الواقع شاء من شاء و أبى من أبى ..
هل الفريق السيسي مدرك لهذا الكلام ؟
الحقيقة لا أحد يعلم ذلك سوى هو و الله ..
غدا سنرى بعد أن يكون سيادته رئيس للجمهورية ويبدأ تنفيذ برنامجه الإقتصادي و الإجتماعي ..
رغم أن كل المؤشرات الواقعة تنذر بالقمع و كذلك خطاباته و تسريباته و أحلامه فالفريق السيسي أقرب لروح الرئيس الراحل أنور السادات يتمتع بأداء تمثيلي و خطابه دمه خفيف لدية بوادر ما عرف عند الرئيس السادات بسياسة "الصدمات العصبية" يستهوي الكثيرين ممن أصابهم أمراض المجتمع من جهل و فقر و مرض فحديثة عن الدعم و أحداث يناير ١٩٧٧في أحد تسريباتة مقلق ..
إجمالي تسريباتة و خطبة تنذر بأيام جميلة في عهده ..
العدل هو الحل .