السبت، 3 نوفمبر 2012

*****كارثة الدستور*****


من المعروف ان ثورة يناير قد قامت ضد اوضاع وقوانين وتشريعات وسياسات فاسدة ومستبدة,
ومعنى نجاح الثورة الحقيقى يكمن فى اسقاط كل ذلك وفرض اوضاع وقوانين وتشريعات وسياسات تعبر عن روح الثورة وتجسد اهدافها.
وليس فقط ذلك بل يجب ان نستبدل منظومة القيم الفاسدة التى روج لها النظام القديم الفاسد عبر اعلامه ومسلسلاته الفاسدة, وعبر ممارساته فى الواقع والتى نجح فيها فى تدمير كل القيم التى
تقام عليها حياة سوية وحضارة وتقدم بقيم نفعية واطية تكرس للفساد والاستبداد,
فلا مفر لنجاح الثورة من فرض قيمها وثقافتها المكرسة لروح الحرية والعدل والأبداع وتقدم الوطن.
ولكننا للأسف وجدنا صياغة الدستور قد سقطت فى ايدى اشد القوى رجعية وظلامية وجهلا بصياغة الدستور الذى يستحق وبكل جدارة لقب دستور (أم أيمن)
والحقيقة ان اخطار كتابة الدستور تتجاوز الصياغة الركيكة والأختلاف حول بعض المواد كما تحاول القوى المدنية (بتاعة الشاى بالياسمين)
التى تستخدمها الاخوان كمحلل لعملية تمكينها من دولتنا المسكينة..
فنحن بين مفترق طرق
اما دولة سيادة القانون وحقوق المواطنة واما دولة ولاية الفقيه
فأن ينص الدستور على جعل المرجعية الدينية هى المعيار للحكم على نصوص الدستور فهذا هو ولاية الفقيه بأمتياز!!
فهل نعرفون الفرق بين الحياة فى دولة ذات مواطنة وسيادة قانون وبين دولة ولاية فقيه وشرطة دينية ومفتشين داخل الاخلاق والضمائر وتهم مطاطة بالزندقة والمروق من الدين مرجعها الوحيد السيد الفقيه بلا ضمانات محاكمة عادلة؟؟؟
نحن فى مفترق طريق بين
دولة تهيمن فيها الثقافة الواحدة وبين دولة ذات تنوع ثقافى وانفتاح على الحضارات نحترم فيها الاختلاف الثقافى ..
فهل تعرفون الفرق بين ان تغذى عقولنا بمواد ثقافية محفوظة , مثلما يفعلون مع شباب الخرفان ولا يسمح لك بأى مصدر ثقافى اخر
هل تدركون كم هذا مدمر؟؟
بعد ثورة قامت ضد التعذيب الا يصبح من العار الا تقيد تلك الجريمة النكراء التى يمارسها رجال الشرطة ممارستهم للفضيلة؟؟
اليس من العار بعد جريمة ماسبيرو ان يجرم من يصدر اوامر بمواجهة الشعب بالجيش ويحصن الجندى الذى يرفض تنفيذ مثل تلك الاوامر؟؟
بعد ثورة قامت من اجل الفساد اليس من العار ان لا يوضع نص صريح
بمنع الميزانيات الموازية داخل المؤسسات والصناديق الخاصة
لغلق باب الفساد؟؟
اليس من العار بعد افلات قتلة الشهداء من المحاكمات من النص على المسئولية التسلسلية فى حالة ارتكاب مثل تلك الجرائم من
او القاتل الى كل من أضدر الامر او امتنع عن ايقاف القتل؟؟
اليس من العار بعد ثورة قامت من اجل العدالة الاجتماعية الا يحمى الدستور الجديد صراحة حقوق الفلاح من استغلال الجمعيات التعاونية
وبنوك التنمية , وحقوق العمال وحرياتهم النقابية, وحقوق اطفال الشوارع والعشوائيات؟؟
اليس من العار على دستور الثورة الا ينص على الحقوق الكاملة للشعب ويقيدها بقيود تحميها وتجرم من يخرج عنها وتحددها وتحدد الالتزام بها
بدلا من صياغة تتلتف حول الامر وتترك الباب موارباً لترزية القوانين للالتفاف والافلات والمراوغة؟؟
لا بديل عن اسقاط كامل المسار السياسى المشوه (لعسكر - اخوان)
من اول استفتاء مارس والاعلان الدستورى وما ترتب عليه
وانتخاب جمعية تأسيسة يصوت عليها المتعلمين فقط
وبدء المرحلة الانتقالية الحقيقية لثورة يناير
فحتى الان مايحدث هو مرحلة انتقالية للثورة المضادة..



مموتناش علشان الأخوان يكتبوا الدستور!!!!!!

المجد للشهداء والنصر للثورة
كتب :
عمرو سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق