الثلاثاء، 16 أبريل 2013

كاد أن يسلبني أعز ما أملك ..


أحاول جاهدا من قبل الثورة بزمن طويل حيث كنت طالب بالمدرسة الثانوية حيث جمعت أمري علي ترك مجموعة الشباب المنتمين للإخوان بعدما سومت علي إنسانيتي و كان لهذا الحدث الذي كنت أعتبرة جلل في هذة الأثناء قصة .
كنا مجموعة من الأشبال نتدارس القرأن و نحفظ بعد صلاة عشاء يوم ربيعي رائع النسيم حيث قرب منا رجل إختلطت شعيراتة البيضاء مع دبيب التجاعيد بثوبة الأبيض النظيف و سأل عن إمام المسجد في صلاة العشاء و كنا نعرفة حيث أنة أحد أعضاء الجماعة البارزين في قريتنا الريفية الصغيرة كما طلب منا أن نذهب إلية و نخبرة بأن الرجل في المنزل ينتظر الأمانة .
بحثنا عنة كأنة إبرة ساقطة في بيتة و لم نجدة و بيت عمة و أصدقائة فلم نجدة و بعد ما أعيانا البحث رجعنا إلي المسجد و الرجل نخبرة بنبأ الفشل .
كان رد فعلة ساخطا شاحبا و كان يصلي بجوار المحراب و صدر منة سباب من تقطعت بة السبل و أردفة بأنة لم يرحم و لم يترك لة فرصة ليرحم من غيرة و بادرت و هدأتة حتي حكي لنا ماحدث بينة و بين أستاذنا من حديث عن أنة عابر سبيل تقطعت بة السبل حتي وصل قريتنا بعد فقد مالة .
قال طلبت من هذا الشخص أن يخبر المصلون بحالي حتي يسمعوا و يساعدوني فما كان منة إلا أن طمئنني و أخبرني بمساعدتي بعد الصلاة و ما كان منة إلا أن هرب فماذا سأفعل .
هونت علية و تعاهدنا نحن الأشبال علي مساعدتة كل منا يحضر لة ما يستطيع من مال .
خرجنا كل إلي هدفة فمنا من كسر حاصلة نقودة و شجع إخوتة الصغار علي مقاسمتة الأجر لكن المبلغ لم يكفي فوقفنا في ميدان أمام المسجد و طلبنا المساعدة من معارفنا المارة و كذلك بعض المحلات منهم من أعطاك و منهم من نهرك .
تجمع لدينا المال و عرضنا عل عابر السبيل المهندم أن نستضيفة في أحد بيوتنا ليتناول طعام العشاء لكنة شكرنا و ألح علي المغادرة ليتسني لة اللحاق بوسيلة مواصلات تخرجة من معبرة .
توالت الأيام و لم ألتقي بأستاذنا بعد عدة أسابيع و كأنة يتحاشي مواجهتنا فواجهتة بما حدث لكن ردة كان شديد الغرابة حيث قال غدا ستذهب للجامعة و ستقابل مثل هذا النصاب كثيرين فقلت لة هو أخبرك بكونة عابر سبيل فهل إتطلعت علي سريرتة و ذكرتة بأحد الصحابة كان يعتق كل عبد يراة يحسن الصلاة فقال لة أحد أصحابة هم يتعمدون الصلاة أمامك فقال لة هم يفعلونها لي و أنا أفعلها لله .
كما ذكرتة بأن إذا شك في أحد فلا يمنع عنة خير نوايا من يفرجون عنة أي إرحم و لا تمنع رحمة الله عنة .
أري في الكثيرين من شباب اليمين المتطرف من كنت سأكون مثلة يوما من الأيام إذا خدرت بمشروبهم الأصفر لينتزعوا أعز ما أملك و هو إنسانيتي العزيزة .
لكنني رفضت فور شعوري بتغير طعم المبادئ و القيم التي ترعرعت علي طعمها الصافي من نبعها النقي .
كن إنسان و كفي فهي أعز مايملك خلق الله فهذا يجعلة أهلا للأمانة و التميز و الرحمة و العطف و الإصلاح ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق