الجمعة، 11 يناير 2013

سعيد رمضان ... نهج الخيانة !!


من التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين :-
نجح عبدالناصر فى التوصل لإتفاقية جلاء كامل مع البريطانيين..
إلا أن المخابرات البريطانية لم يهدأ لها بال حيث أخذت فى استعراض القوى التى يمكن أن تناوئ عبدالناصر و تشكل خطرا حقيقيا ينقلب عليه و يتخلص منه فى النهاية.. وجدت المخابرات البريطانية أن الإخوان المسلمين هم أفضل قوة لتنفيذ هذا المخطط و خصوصا بعد إنقلاب عبدالناصر عليهم .
و وجدت المخابرات البريطانية فرصتها السانحة فى المدعو سعيد رمضان الذى كان قد إنضم للإخوان المسلمين فى 1940 و تتلمذ على يد حسن البنا و تزوج إبنته فى 1949 و بعد مقتل رئيس الوزراء النقراشي و القبض على عدد كبير من الإخوان المسلمين هرب سعيد رمضان إلى باكستان و قام بتأسيس محطتين إذاعيتين موجهتين للبلاد العربية .
و يقول الكتاب إن سعيد رمضان أصبح متعاملا فيما بعد مع المخابرات البريطانية و الأمريكية و حتى السويسرية و خصوصا بعد أن إستقر به المقام فيما بعد فى جنيف.. و فى جنيف و بالتعاون مع سعيد رمضان قام ضابطا المخابرات البريطانية نيل ماكلين و جوليان آمري بتنظيم حركة مضادة لعبد الناصر من الإخوان المسلمين و مستغلة فى ذلك تدهور العلاقة بين عبدالناصر و الإخوان و خصوصا بعد أن عارضوا خططه فى الإصلاح الزراعى.. علاوة على ذلك كان هناك تنسيق مع عدد آخر من جماعة الإخوان ممن لجأوا للسعودية لتنظيم خطة المخابرات البريطانية الإنقلابية ضد عبدالناصر.. و قد علم عبدالناصر ببعض ما يفعله سعيد رمضان - كما يقول الكتاب - فقام بسحب الجنسية المصرية منه و كان أن قامت ألمانيا الغربية - التى كانت غاضبة من عبدالناصر فى ذاك الوقت لإعترافه بألمانيا الشرقية - بإعطاء جواز سفر ألمانى لسعيد رمضان .
و قد إتجه سعيد رمضان بالجواز الألمانى إلى ميونخ بألمانيا ثم عاد لسويسرا و إستقر به المقام فى جنيف حتى توفى عام 1995.. و فى جنيف - يقول الكتاب - أسس رمضان المركز الإسلامى و قام بالتنسيق مع المدعو يوسف ندا لتأسيس بنك التقوى .
كانت سويسرا عندما إنتقل سعيد رمضان إليها تعرف أنه عميل للمخابرات البريطانية و الأمريكية و إنه أصبح يقوم بنشاط موجه بالتنسيق معهما ضد عبدالناصر، و لكن - و كما يقول الكتاب مستندا للأرشيف المخابراتى السويسرى - أن أجهزة المخابرات السويسرية تركته على أساس أن جماعته لا تعكس إتجاهات معادية للغرب و فيما بعد إستخدمته لصالحها.. قام سعيد رمضان بالتنسيق مع حسن الهضيبى من خلال تريفور إيفانز المستشارالشرقى للسفارة البريطانية للتخطيط لعملية إغتيال عبدالناصر.. و أخيرا فى 26 أكتوبر و أثناء قيام عبدالناصر بإلقاء خطاب فى الاسكندرية أطلق أحد أعضاء الإخوان 8 رصاصات عليه و لم تصبه و فشلت محاولة الإغتيال التى دبرها سعيد رمضان فشلا ذريعا و ليزداد بعدها حنق المخابرات البريطانية على عبدالناصر و نظامه .
و فى 1955 كان التفكير فى إنشاء حلف بغداد و ضم مصر إليه.. فقام إيدن فى محاولة أخيرة لإخضاع عبدالناصر بزيارة لمصر فى نوفمبر 1955 و كان لقاء إيدن مع عبدالناصر بمثابة فشل ذريع و خصوصا بسبب الأسلوب المتعالى الذى تعامل به إيدن مع عبدالناصر.. فى 4 أبريل 1955 - و قبل أن يصبح إيدن رئيسا للوزراء بيوم واحد - تم توقيع حلف بغداد بدون إنضمام مصر إليه ، لم يعد لدى البريطانيين ورق كثير للعب مع عبدالناصر بعد توقيع إتفاق الجلاء سوى الأسلحة التى كانوا هم و الفرنسيون يوردونها إليه .
فى مايو 1955 و بعد نصيحة من الرئيس اليوغوسلافى تيتو قام ناصر بعقد صفقة أسلحة سرية مع الروس من خلال تشيكوسلوفاكيا..
لم تعلم المخابرات البريطانية بهذه الصفقة السرية سوى فى 26 سبتمبر و عندما علمت بها جن جنون أنتونى إيدن و خصوصا أن الأمريكان كانوا على علم بها..
وفى 27 سبتمبر بدأت أجهزة التجسس البريطانية تلتقط سيل المراسلات بين القاهرة و براج حول الصفقة التى إتضح أن قيمتها 400 مليون دولار و كانت تشمل توريد 80 طائرة ميج مقاتلة، و45 مقاتلة قاذفة قنابل أليشون و150 دبابة..
كما حصلت المخابرات البريطانية على تفاصيل أكثر عن هذه الصفقة عن طريق عميل مصرى إسمه محمد حمدي كان يعمل فى القسم التجارى للسفارة المصرية فى براج..
وكما يقول الكتاب كان محمد حمدي فى الستين من العمر و كان يهوى النساء بشدة و لذلك نجحت عميلة للمخابرات البريطانية جاءت خصيصا من فيينا لإصطياده فى شهر عسل و تجنيده..
و بسرعة و بنجاح بالغ - كما يقول الكتاب - وقع محمد حمدي فى الفخ ..
و من خلال هذا المحمد حمدي نجحت المخابرات البريطانية فى الإلمام بجزء كبير من خبايا صفقة الأسلحة المصرية التشيكية أو بالأحرى صفقة الأسلحة المصرية السوفيتية ..
على أية حال كان لابد من تحرك بريطانى طلب إيدن من وزارة الخارجية و المخابرات البريطانية تدبير خطط جديدة للخلاص من عبدالناصر، و تراوحت هذه الخطط بين محاولات لتدبير تفجيرات فى عدد من المدن المصرية لإرهاب عبدالناصر أو رشوته بصورة مباشرة و حتى تدبير إنقلاب ضده..
كان هناك تفكير لدى المخابرات البريطانية أن يقود على ماهر رئيس الوزراء السابق هذا الإنقلاب و لكن كان ذلك شبه مستحيل ليس فقط لعدم شعبية على ماهر و لكن لكبره فى السن..
كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأن التقديرات داخل الأجهزة البريطانية كانت متضاربة علاوة على أنها كانت تجمع على أن ناصر لن يصبح متحالفا مع السوفييت و الشيوعيين..
و يقول أحد تقارير المخابرات البريطانية فى 28 نوفمبر 1955 إنه لو تبين أن عبدالناصر سيصبح دمية شيوعية فإن الإسلوب الأمثل للتعامل معه هو قلب نظام حكمه و ليس تقديم رشوة هائلة له و لم يعد بعد كل هذا أية أوراق لإغراء ناصر سوى تمويل السد العالى الذى كان يطمع عبدالناصر فى أن يحقق به جزءا كبيرا من أحلام المصريين فى التنمية .
فى 14 ديسمبر 1955 قرر البريطانيون و الأمريكان تقديم عرض لعبدالناصر بتمويل السد العالى من خلال البنك الدولى..
و فى يناير 1956 كانت تقديرات المخابرات البريطانية أن الشرق الأوسط قد يصبح على حافة إنفجار فى هذا العام، تم تعيين سلوين لويد وزيرا للخارجية البريطانية..
عمل لويد كل ما فى وسعه منذ بدء تعيينه على التنسيق مع الأمريكان فى كل ما يخص عبدالناصر، كان هناك إقتناع فى هذه الفترة بين أجهزة الحكم و المخابرات فى بريطانيا و أمريكا بأنه لابد من عمل شيء تجاه عبدالناصر و لكن التناقض فى الشخصيات و السياسات و سوء التحليلات لم يؤد إلى سياسة فعالة ،
و لكن بحلول فبراير 1956 كان هناك تنسيق بين المخابرات البريطانية و الأمريكية لإغتيال عبدالناصر.. كانت خطة الإغتيال - التى أعدتها أساسا المخابرات البريطانية - أشبه بأفلام جيمس بوند و لذلك لم يوافق عليها الأمريكان و بالتالى فشلت، ثم تطورت الأمور للأسوأ بقيام الملك حسين فى 1 مارس بإقالة جلوب باشا القائد البريطانى للفيلق العربى فى الأردن و إعلانه الإنحياز لعبدالناصر، هذا القرار أصاب إيدن بحالة جنون و جعله يفكر من جديد فى خطة إغتيال عبدالناصر..
فى 15 مارس 1956 كتب إيدن مذكرة للرئيس الأمريكى أيزنهاور يقول فيها إن لديه معلومات مؤكدة أن عبدالناصر يسعى لتأسيس ولايات عربية متحدة بعد العمل على إسقاط الملكيات الحاكمة فى العالم العربى
و خصوصا فى ليبيا و العراق و الأردن، علاوة على تدمير إسرائيل و كل هذا يصب فى صالح الإتحاد السوفيتى فى النهاية .
كان إيدن يسعى من خلال هذا الخطاب لكسب التوجه الأمريكى من جديد ضد العمل على إسقاط عبدالناصر أو إغتياله.. ثم تطورت الأمور على النحو المعروف بعد قرار البنك الدولى بسحب عرضة لتمويل السد العالى ثم الرد من جمال عبدالناصر فى 26 يوليو فى الإسكندرية بتأميم شركة قناة السويس..
و يحكى الكتاب جهود المخابرات البريطانية ضد عبدالناصر فى هذه الفترة من خلال القيام بعملية دعاية ضخمة موجهة من راديو القاهرة الذى كان يبث من قبرص و ليبيا و عدن فى اليمن..  
و أخيرا طرحت فكرة إغتيال عبدالناصر من جديد..
قام إيدن بإستدعاء جورج يانج مدير الإم آى سكس و وقع طلبا مكتوبا بإغتيال عبدالناصر!
و لم يكن هناك مفر من تحقيق هذا الطلب و كان الإتجاه هذه المرة أمام المخابرات البريطانية هو التنسيق مع الموساد الإسرائيلى و المخابرات الفرنسية..
الأكثر من هذا قام إيدن بالإتصال تليفونيا مع ديفيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل و حتى مع مدير الموساد أيسر هاريل و علاوة على ذلك الإتصال بالفرنسيين للتنسيق..
و أصبح ضابط المخابرات البريطانية الشهير جوليان آمري هو المنسق العام للخطة و المسئول عن الإتصال مع المعارضة المصرية المؤيدة لإسقاط ناصر و أغلبهم من الأسرة الملكية أو مصريين ساخطين على عبدالناصر .
و بدءا من 27 أغسطس 1956 عقد آمري و معه ضابط مخابرات بريطانية سلسلة لقاءات مع شخصيات مصرية ضمت ممثلين عن حزب الوفد و مقربين من رئيس الوزراء الوفدى السابق مصطفى النحاس باشا، كما قاموا بتنشيط إتصالاتهم من جديد بسعيد رمضان فى جنيف ، و كانت هناك خطة تقوم على أنه أثناء عملية ضرب و غزو مصر تقوم المخابرات البريطانية بإخراج اللواء محمد نجيب من محبسه المنزلى
و توليته الرئاسة و تعيين صلاح الدين وزير الخارجية المصرى فى الفترة من 1950 الى 1952 رئيسا للوزراء، كما طرح إسم على ماهر و طرحت مجموعة أخرى من المتآمرين يقودها - حسب زعم الكتاب - اللواء حسن صيام قائد سلاح المدفعية فى ذلك الوقت و معه مجموعة من ضباط الجيش المتقاعدين ممن كانوا ساخطين على عبدالناصر ، كما عاد آمري للخطة المحبوبة لدى المخابرات البريطانية و هى أنه بعد الغزو و الخلاص من عبدالناصر يتم تعيين الأمير محمد عبدالمنعم - إبن الخديو عباس حلمى الثانى - ملكا على مصر و تعيين أحمد مرتضى المراغى رئيسا للوزراء و الذى كان قد غادر مصر فى يونيو و إستقر فى بيروت..
و يدعى الكتاب أن آمري نجح فى جذب عدد من العناصر المصرية وراء خطة المخابرات البريطانية للإطاحة بعبدالناصر و إغتياله و من هؤلاء ضابط مخابرات مصرى يدعى عصام الدين محمود خليل
و كان نائب رئيس المخابرات الجوية..
و قد تم الإلتقاء به أثناء زيارة قام بها إلى روما من قبل محمد حسين خيرى حفيد السلطان حسين كامل الذى حكم مصر فى الفترة من 1914 الى 1917، و قد وافق خليل على الإنضمام للخطة البريطانية و سافر بعد أسابيع فعلا إلى بيروت..
و يقول الكتاب إن خيري حفيد السلطان حسين كان يعمل نائب رئيس المخابرات الحربية قبل ثورة يوليو
و بعد الثورة تم عزله وإحالته للإستيداع فسافر للخارج حانقا على عبدالناصر و نظامه ..
طوال هذه الفترة لم يكن لدى المصريين علم بما يفعله خليل و كان التخطيط أن تقوم المخابرات البريطانية بتقديم بعض المعلومات له فى بيروت عن إسرائيل لتقديمها للقيادة فى مصرمبررا بها سفره الدائم إلى بيروت .
كان المطلوب من خليل أن يعمل على تكوين خلية سرية من ضباط الجيش للعمل ضد عبدالناصر و كانت شروط خليل أن يكون هو القناة الوحيدة بين البريطانيين و الخلية و أن يحصل على كميات هائلة من المال لتغطية مصاريفه و خدماته ..
 ثم قامت المخابرات البريطانية بعد ذلك بإصطحاب مرتضى المراغى و ترتيب مقابلة له مع وزير الخارجية البريطانى سلوين لويد لزيادة طمأنته من أن هذه الخطة برعاية الحكومة البريطانية ..
كان هدف المخابرات ليس فقط الإطاحة بعبد الناصر على يد الخلية العسكرية و لكن أن تقوم هذه الخلية بقتل عبدالناصر لأن ذلك هدف أساسى لأنتونى إيدن إلا أن هذه الخطة إنضمت للخطط الفاشلة السابقة عندما تأكد للمخابرات و الخارجية البريطانية أنها لن تؤدى إلى شيء لأنه ببساطة - كما يقول الكتاب - كان عبدالناصر يتمتع بشعبية جارفة داخل الجيش و بين شعبه .
و لم يتوقف الفشل عند هذا الحد..
ففى آخر أغسطس 1956 قامت المخابرات المصرية بإقتحام مكتب و كالة الأنباء العربية التى كانت واجهة للمخابرات البريطانية، و فى مؤتمر صحفى فى 27 أغسطس أعلن عن القبض على خلية تجسس بريطانية فى مصر يقودها جيمس سوينبرن و هو مدرس إنجليزى قضى فى مصر 25 عاما ثم أصبح مديرا للمكتب و قد اعترف بخلية التجسس، كما تم القبض على تشارلز بتسويك أحد عمال شركة ماركونى و جيمس زارب و هو مالطى يمتلك مصنع بورسلين و كانا يشكلان جزءا من خلية التجسس كما تم القبض على المدير الحقيقى للمكتب و هو توم ليتل الذى كان مراسلا لمجلة الإيكونوميست و جريدة التايمز و لكنه كان فى نفس الوقت عميلا رئيسيا لجهاز المخابرات البريطانية ..
الغريب - كما يقول الكتاب - أن المخابرات المصرية كانت تعرف بالنشاط التجسسى لتوم ليتل منذ البداية
و لكنها تركته حرا و تعمدت تغذيته بمعلومات خاطئة و مضللة عن الرئيس عبدالناصر، و قد كشفت عمليات القبض على الخلية - و حسب إعترافات أعضائها التى تمت فى سجن القناطر - أنها أوصلت معلومات للمخابرات البريطانية عن تطورات سياسية سرية كانت تجرى فى مصر و عن بعثات الشراء التى توجهت لبعض دول الكتلة الشرقية لشراء أسلحة وعن بعض المعدات العسكرية السوفيتية التى كان قد تم البدء فى توريدها بموجب الصفقة التشيكية و منها تركيب محطة رادار جديدة خارج القاهرة و معدات مضادة للدبابات لزوم الحرس الوطنى علاوة على معلومات عن أماكن تمركز القوات المسلحة المصرية، أكثر من هذا قامت المخابرات المصرية بإعتقال عملاء مصريين عملوا لصالح هذه الشبكة بلغ عددهم 11 عميلا منهم سيد أمين محمود و إبنه الضابط بحرى أحمد أمين محمود الذى عمل لفترة ملحقا بحريا للرئيس محمد نجيب ..
و قد قام سيد و إبنه أحمد بتقديم معلومات للبريطانيين عن التحصينات العسكرية البحرية لميناء الإسكندرية
و معلومات عن السفينة عكا و السفينة سودان مفادها أن الرئيس عبدالناصر كان ينوى ملء هاتين السفينتين بالمتفجرات و سد القناة بهما فى حالة أى غزو بريطانى و قد تبين أن كل هذه المعلومات كاذبة ، كما تم القبض على المدعو يوسف مجلى حنا الذى قام بتقديم معلومات عن قيام خبراء من ألمانيا الشرقية بمساعدة مصر فى برنامج تصنيع صواريخ .
و قد وردت إشارات فى القضية أن الرئيس محمد نجيب قدم بعض المعلومات و لكن تم حذفها بطلب من عبدالناصر، و يقول الكتاب إنه تمت مفاتحة نجيب فى تولى الحكم بعد القيام بإنقلاب على نمط الإنقلاب ضد مصدق فى إيران و الذى قامت به المخابرات البريطانية .
و قبل العدوان الثلاثى فى 29 أكتوبر 1956 قامت بريطانيا بمحاولة أخيرة لقتل عبدالناصر..
و تلخصت العملية فى قيام المخابرات البريطانية بتجنيد جيمس موسمان مراسل البى بى سي و الديلى تليجراف فى القاهرة و كانت مهمته تجنيد طبيب عبدالناصر لكى يضع له السم فى القهوة أو يقدم شيكولاتة سامة له من النوع الشعبى فى ذلك الوقت كروبجي مقابل رشوة 20.000 جنيه استرلينى ، و يحكى الكتاب التفاصيل الكاملة لهذه العملية التى إنتهت بالفشل، كما يحكى بالتفصيل محاولة أخرى من جانب المخابرات البريطانية لضخ غاز أعصاب سام فى أحد أجهزة التكييف الخاصة بأحد مقرات عبدالناصر إلا أنه تم العدول عن هذه الخطة من قبل إيدن شخصيا لأنه كان قد إستقر عزمه على أن الأسلوب الوحيد لقتل عبدالناصر هو من خلال العدوان الثلاثى ، ثم يتحدث الكتاب بتفاصيل جديدة بالغة الإثارة عن دور المخابرات البريطانية أثناء العدوان الثلاثى و تنسيقها مع المخابرات الأمريكية و الفرنسية و الإسرائيلية كما يكشف الكتاب عن دور المخابرات البريطانية فى مساعدة سعيد رمضان لترتيب إنقلاب ضد الرئيس عبدالناصر فى 1965
و هى العملية التى إنتهت بالقبض على أغلب عناصرها .



بعد أن إعترف "مؤرخ الإخوان" أحمد رائف بأن حادث المنشية "حقيقي" و"غير مفبرك"

مجدى عبد الرسول
فريد عبدالخالق:
خطة إغتيال عبد الناصر و ضعت عام 1953 .. 
ناجح إبراهيم: الإخوان لقنونا كراهية زعيم الأمة .
مفاجآت جديدة و مدوية بدأت تتكشف فى قصة إدعاءات الإخوان على مدى أكثر من نصف قرن بأن حادث محاولة إغتيال الرئيس جمال عبدالناصر فى المنشية عام (1954) مفبرك وغير حقيقى .
الآن .. يعترفون بأن الحادث حقيقى ..
و الكلام على لسان أحمد رائف "مؤرخ الإخوان" فى حوار معه بثه موقع "الجماعات الإسلامية"..
و أهمية الإعتراف أن صاحبه ردد لحقب طويلة إتهامات لـ "عبدالناصر" بأنه "فبرك" هذا الحادث للتنكيل بالإخوان.
الآن .. يقول و يؤكد بنفسه أن تلك الإدعاءات ذاتها "مفبركة". و من جانبه كشف فريد عبدالخالق من كبار قادة جماعة الإخوان وأحد مؤسسيها، أسرارًا جديدة حول العملية الفاشلة التى إستهدفت إغتيال الرئيس جمال عبدالناصر بـ "الإسكندرية" عندما كان يلقى خطابًا جماهيريا فى مناسبة إحتفالات 26 يوليو 1954 .
أكد فريد عبدالخالق لـ "العربي" أنه علم بهذه الخطة فى 1953 بوجود تحرك فردى من بعض رجال الإخوان، و أن هذه التحركات تهدف لإغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، و أكد "فريد" أنه فور علمه بهذه الأقاويل التى كانت سائدة فى أوساط ليست بقليلة بصفوف الإخوان، نقلها على الفور إلى المستشار حسن الهضيبى المرشد فى ذلك الوقت و أخبره بهذه المعلومات ..
و أن الأخير إستنكر هذا المخطط و إعتبره ضد مبادئ الجماعة و سياستها الدعوية . و طلب من "فريد" الكشف عن أسماء أصحاب المخطط ..
و إستكمل عبدالخالق، بأنه إلتقى "هنداوي" فى إمبابة و طالبه بوقف العملية فورًا لأن "الهضيبي" أعلن رفضه لها و معارضته للقائمين عليها، و بأنهم لن يكونوا من الإخوان المسلمين، لأن مبادئ الجماعة دعوية و ليست سياسية و لا تهدف إلى الإغتيالات كما قال ! و أضاف الأستاذ فريد عبدالخالق فى شهادته التى رواها لـ "العربي" أنه فشل فى مقابلة محمود عبداللطيف و لكنه إلتقى "هنداوي" الذى كان رئيس إتحاد الطلاب و نبه عليه عدم تنفيذ "العملية"  لأن الإخوان و على رأسهم المرشد رافضون و أخطره أنه إذا كان من الإخوان فعليه الطاعة و تنفيذ الأوامر الصادرة إليه بوقف العملية ..
 و إذا كان من خارج الجماعة فعليه التوقف عن القتل ..
لأنه فى الحالتين سوف تعلن جماعة الإخوان رفضها الحوار بطلقات الرصاص .
و إستكمل "فريد" بقوله إنه لم يبلغ الرئيس جمال عبدالناصر بهذه العملية رغم الصداقة التى جمعتهما معًا، لأنه لم يكن على يقين أن هناك عملية بالفعل تستهدف عبدالناصر فى ميدان المنشية بـ  "الإسكندرية"  أثناء إحتفالات الثورة لعام 1954 .
 و كشف فريد أن الرئيس عبدالناصر عرض على الإخوان الدخول فى هيئة التحرير، و لكن الجماعة رفضت على إعتبار أنها جماعة دعوية و دينية و ليست سياسية أو حزبية و هو الرفض الذى فجر الصدام مع عبدالناصر إلى جانب رفض الإخوان إلغاء الأحزاب و قانون الإصلاح الزراعى و هى القرارات التى أصدرتها الثورة فى سنواتها الأولى ..
و إعترف أن الهضيبى أبلغ الرئيس عبدالناصر عن إستعداده لتسليمه مفتاح المركز العام للإخوان منعًا للصدام مع النظام الشرعى للبلاد. كما أكد د. ناجح إبراهيم ـ القيادى التاريخى بالجماعة الإسلامية ـ أن الزعيم جمال عبدالناصر كان مخلصًا لوطنه و يكفى أنه "حرر" الإرادة الوطنية و جعلها مصرية خالصة
و قطع و غل الأيادى الأجنبية، و قطع الطريق عليها فى التدخل بالشأن المصرى .
و قال ناجح لـ "العربي":
إن هذه الأيام التى نعيشها جميعًا و تشهد فيها البلاد حالة من البطالة و غيرها من الأزمات الاجتماعية
و الاقتصادية ، تجعلنا نعترف بأن حكم عبدالناصر شهدت فيه البلاد خيرًا عظيمًا، كان على رأسه الضمان الإجتماعى و إيجاد و سائل الرزق للجميع و العمل لكل شاب و هو ما نفتقده هذه الفترة . و أضاف أن الرئيس جمال عبدالناصر كان فى إمكانه أثناء فترة حكمه أن يكون شديد الثراء هو و أسرته لأن ممتلكات البلاد حينذاك تقع فى قبضة يده و لكنه لم يفعل لأنه كان عفيفًا و شريفًا و طاهر اليد ..
فى الوقت الذى كان الملك فاروق يمتلك هو و أسرته ربع الأراضى الزراعية فى مصر..
و لو أراد عبدالناصر أن يمتلك هذه الأراضى و الثروات لفعل ..
فى الوقت الذى نرى فيه اليوم أشخاصًا من متوسطى الثراء يملكون ما كان يمكن أن يملكه عبدالناصر وقتها و كانت ملك يديه و لو أراد الحصول عليها لفعل .
و إعترف ناجح إبراهيم بسيطرة الفكر الناصرى على كل و معظم أعضاء الجماعة الإسلامية ، لأن هذه الفترة كانت فيها مصر ذات مكانة عالية بين الأمم و لم تخضع لقوى إقليمية أو دولية و لهذا كان عبدالناصر فى ذلك الوقت معشوقًا جماهيريا .
و أضاف أن أعضاء الجماعة من الجيل القديم كانوا يؤمنون بفكر عبدالناصر و هذه الفترة هى البداية لما يعرف بمرحلة الحب الشديد و التى جاءت للمكانة العالية لـ "مصر" بين الأمم ..  
ثم جاءت مرحلة الكراهية الشديدة و هى التى نقلها لنا الإخوان بالسجون و المعتقلات ..
و أخيرًا جاءت مرحلة التقييم إستنادًا إلى فكر العلامة إبن تيمية الذى قال :
 إن العبد فيه خير و شر و طاعة و معصية فيوالى من حيث طاعته و يعادى من معصيته ..
وهذه القاعدة هى أساس التعامل مع الزعيم عبدالناصر ..
لأننا كنا نتعامل معه فى الأول بأنه خير لا سواد فيه و خلال المرحلة الثانية تعاملنا بأنه شر لا بياض فيه .. و لكن جاءت مرحلة التمحيص و التدقيق و وجدنا و إعترفنا فى النهاية ..
بأن جمال عبدالناصر كان رجلاً مخلصًا و المشكلة الرئيسية فى فترة حكمه هى سوء علاقته بالإخوان المسلمين و تعامله معهم بالقسوة و الدولة هى المنوط بها إحترام القانون ، و كان السبب الرئيسى وراء ذلك هو وجود مجموعة من الأشخاص بجوار الرئيس عبدالناصر أساءت الفهم و نقلت معلومات مغلوطة عن الإخوان .

هناك 3 تعليقات:

  1. ولكن الإخوان ماكانوش رافضين حل الأحزاب بل بالعكس فهم كانوا من أوائل المحرضين على حلها

    ردحذف
  2. ثم إن تعامل عبدالناصر مع الإخوان لم يكن بالقسوة اللى بيتكلموا بيها بل هم قومٌ بُهت http://www.ahram.org.eg/NewsQ/273199.aspx

    ردحذف