الخميس، 10 مايو 2012

قصة الدكتور عبد القادر حلمى ...... البطل المجهول




 ... الذى لايعرفة غالبية الشعب المصرى ... قصة العملية ( كوندور ) ... القصة التى بسببها تم اقالة وزير الدفاع السابق ابو غزالة ؛ وتعيين الكلب العميل مشير الشيطان طنطاوى بدلا منة للقضاء تماما على طموحات مصر العسكرية وبرامجها التسليحية .

مقدمة :
في وسط المطالبات فى تلك الأيام بالافراج عن شقيق الدكتور الظواهري الذي تم احتجازة اثناء وصوله من ايران بعد رحلة هرب فاقت الثلاثين عام ... والمطالبات بالافراج عن الشيخ (الاسير) عمر عبد الرحمن المحتجز في سجون اميركا ... وايضا الندائات المطالبة بالافراج عن ضباطنا الشرفاء الذين انضموا للشعب بعد قيام ثورة 25 يناير (ضباط 8 ابريل ) ... اجد لدي الرغبة في اطلاق حملة لاسترداد سجين اخر يقبع في غياهب النسيان منذ اثنين وعشرين عاما ولا يعرف عنه احد شيئا منذ اخر ظهور له في جلسة استئناف الحكم ضدة في 1991 .

ولد عبد القادر حلمي في العاشر من فبراير 1948 في قرية الاشمونيين - مركز ملوي - محافظة المنيا

تخرج من الكلية الفنية العسكرية في عام 1970 وكان الاول علي دفعته بامتياز مع مرتبه الشرف من قسم الهندسة الكيميائية ؛ وتخصص في انظمة الدفع الصاروخي .

تم الحاقة بالاكاديمية العسكرية السوفييتيه ليحصل علي درجتي الماجستير والدكتوراه في تطوير انظمة الدفع الصاروخي ومكونات الصواريخ الباليستية في زمن كانت مصر تفتقر فيه لعالم واحد متخصص فى انظمة الدفع الصاروخى او حتى للصواريخ الباليستية .

من هنأ بدأت العملية الاستخبارية ...

تم اعفاؤه من الخدمة العسكرية والحاقة بمصنع قادر العسكري لثلاث سنوات قبل ان يتم الحاقة للعمل كخبير صواريخ بكندا في اواخر السبعينات في التوقيت الذي كان فيه اللواء ابو غزالة وقتئذ يشغل منصب مدير عام المخابرات الحربية .

بعد سته اشهر تم زرعه في شركة TELEDYNE CORPORATION المتخصصة في انتاج انظمة الدفع الصاروخي لصالح وزارة الدفاع الامريكية ؛ وانتقل للاستقرار في ولاية كاليفورنيا وطيلة الفتره منذ مغادرة مصر في السبعينات وحتي 1984 بقي الدكتور عبد القادر حلمي عميلا نائما داخل الولايات المتحدة ... وساعده ذكاؤة الفذ واتقانه للعمل علي تعديل الخلل في منظومة الدفع الصاروخي باستخدام الوقد الصلب لمكوك الفضاء ديسكفري حتي لايتعرض للانفجار مثل مكوك الفضاء تشالنجر في عام 1982 مما لفت النظر اليه وحصل علي تصريح امني من المستوي A سمح له بالولوج الي قواعد البيانات ومعامل اختبارات الدفع النفاث للصواريخ في جميع انحاء الولايات المتحدة دون اي قيود ... بل انة شارك في تطوير قنابل الدفع الغازي المعتمده علي الوقود المعروفة باسم ( FUEL AIR EXPLOSIVE / FAE BOMB ) والتي تنتمي لعائلة القنابل الارتجاجية concussion bombs

وهي بمثابة قنابل نووية تكتيكية دون تأُثير اشعاعي يصل تأُثير القنبله ذات الرأٍس الالف رطل منها الي دمار كلي في محيط 50 متر ودمار جزئي في محيط 850 متر ( لاحقا طورها الجيش المصري لتصبح قنابل محمولة علي صواريخ تكتيكية بعيدة المدي تصلي الي 1350 متر ) .

وقام الدكتور عبد القادر حلمى بتسريب التصميمات الكاملة لهذة النوعية من القنابل للجيش المصري واظهرت تقارير الاستخبارات الامريكية انه ظل يقوم بامداد دوري مستمر لاخر ابحاث هذا النوع من القنابل لصالح مصر حتي السابع من مارس 1986 بمستندات وتصميمات عالية السرية .

علي صعيد موازي كان اللواء عبد الحليم ابو غزالة قد شغل منصب وزير الدفاع وبدأ مشروعا طموحا لانتاج الصواريخ الباليستية في اوائل الثمانينيات بالتحالف مع الارجنتين والعراق عرف بأسم مشروع ( الكوندور ) ... يقوم فية العراق بتمويل ابحاث صاروخ الكوندور ؛ وتقوم الارجنتين بتوفير الخبرة التكنولوجية والاتصالات ؛ وتقوم مصر بالدور الاستخباراتي في مجال التطوير .

عند هذه المرحلة كانت مراحل التصنيع وصلت لذورتها وتوقفت عند احتياج المشروع لبرمجيات عاليه السرية وحساسة لتوجية الصورايخ وضبط اتجاهاتها ؛ عندها قام الدكتور عبد القادر حلمي بالتعاون مع اللواء عبد الرحيم الجوهري مدير مكتب تطوير الاسلحة الباليسيتيه بوزارة الدفاع المصرية والمسؤول الاول عن عملية ( الكوندور ) بتجنيد عالم اميركي اسمة جيمس هوفمان الذي سهل لهم دخول مركز قيادة متقدم في هانتسفيل - بالولايات المتحدة الامريكية تابع للقيادة الاستراتيجية المتقدمة للجيش الامريكى ؛ وكان مركز قيادة هانتسفيل مسؤول عن تطوير برمجيات توجية انظمة الصواريخ باتريوت المضادة للصواريخ الباليستية .

وكان المركز يتعاون مع مؤسسة تقنية اخري هي ( Coleman ) ويشرف عليها عالم برمجيات اميركي اخر اسمة كيث سميث ... وتم تجنيد كيث في ابريل 1986 لصالح المخابرات المصرية وتم ايضا الحصول علي نسخة كاملة ونهائية من برامج منظومة توجية الصواريخ الباليستية والانظمة المضادة لها ؛ والناتجة عن تطوير خمسين سنه كاملة فى برنامج حرب النجوم الامريكي ؛ وبذلك تم اختراق تصميمات شبكة الدفاع الصاروخي الاولي للولايات المتحدة بالكامل .

استطاع الدكتور عبد القادر اتمام المهمه بنجاح ؛ بل والقيام بالتعاون مع القسم الهندسى الفني في المخابرات المصرية من القيام بهندسة عكسية لمنظومة الرصد والتوجية فى الصاروخ باتريوت ليكتشفو ان منظومة باتريوت تستطيع رؤية ورصد صاروخ الكوندور وتدميرة في الجو .

ولحل هذه المشكلة اكتشف الدكتور عبد القادر وجود ابحاث هامة في مركز اخر تابع لقيادة
سلاح الجو الامريكي ؛ وتدور الابحاث عن صناعه ماده من اسود الكربون تقوم بتعمية انظمة
الرادار وتخفي اي بصمة رادارية للصاروخ ... لتحول الصاروخ الي شبح ينطلق في الفضاء دون رصده ؛ كما انها تقلل احتكاك رأس الصاروخ بالهواء بنسبة عشرين بالمائة وبالتالي ترفع مداه القتالي .

وبدأت عملية محمومة للحصول علي هذه المادة وشحنها الي معامل الابحاث والتطوير هي ونوع خاص من الصاج المعالج الذي يتم طلاؤة بها ليكون جسم الصاروخ .

كانت الكميات التي اشرف الدكتور عبد القادر حلمي علي الاستيلاء عليها بالشراء او باساليب اخري ملتوية ... مهولة تجاوزت الثمانية اطنان وكان يتم شحنها في صناديق دبلوماسية بالتعاون مع السفارة المصرية في واشنطن ؛ وهنا اصبحت الرائحة فواحة لايمكن احتمالها ؛ مما زاد من فرص اكتشاف الاستخبارات الامريكية للامر .

وفى احدى الايام ... قام الدكتور عبد القادر حلمي بشحن صندوقين سعتهما 420 رطلا من الكربون الاسود الخام عبر سيارة دبلوماسية تابعه للسفارة المصرية بقيادة عقيد يدعي محمد عبد الله وتحت اشراف اللواء عبد الرحيم الجوهري ؛ لنقلها الي طائرة عسكرية مصرية من طراز سي 130 رابضة في مطار بولايه ماريلاند في الثالث والعشرون من مارس 1988 ؛ وتكررت العملية في 25 يونيوا من نفس العام ؛ وفى اثناء تلك الفترة رصدت المخابرات الامريكية مكالمة هاتفيه تتحدث عن مواد لايمكن شحنها دون رقابه صادرة من الدكتور عبد القادر حلمي ؛ ثم رصدت مكالمة اخري يقال انها صادرة من مكتب المشير ابو غزاله تطالب بشحن المواد دون ابطاء مهما كان الثمن وتأمين الرجال .

فقامت الاستخبارات الامريكية بالتحرك بسرعة وقامت بالقاء القبض علي الجميع في ارض المطار اثناء عملية الشحن .

وواجهت السلطات الامريكية السلطات المصرية بالتسجيلات ؛ واتهمت السفارة المصرية بالقيام بانشطة استخبارية علي الاراضي الامريكية ؛ واستخدام سياراتها وموظفيها في اعمال اجرامية وتجسسية وتهريب مشتبه بهم خارج الحدود وغسل الاموال .

كانت سقطة مريعة للمشير ابو غزالة وظل رجلا حتي اخر لحظة في تمسكه برجاله وحمايتهم ؛ وقد سافر بنفسة الي العراق لانهاء اخر مهمه له كوزير للدفاع ؛ وقام بتدمير اي مستند يشير الي شحن اي مكونات تتعلق بمشروع الكوندور مع الحكومة العراقية ؛ وعاد ليجد قرار اعفاؤة من منصبة جاهزا ؛ و تم اعتقال الدكتور عبد القادر حلمي وجيمس هوفمان ؛ وحوكم عبد القادر حلمي ب12 تهمه منها غسل الاموال وانتهاك قانون الذخائر والاسلحة الامريكى وتصدير مواد محظورة شملت هوائيات عاليه الموجة للاستخدام العسكري ومطاط وكربون معالج للصواريخ وانظمة توجية وصاج معالج لبناء الصواريخ ؛ وتم القبض علي زوجته وتم ضم ابناؤه الي اسره امريكية للرعاية الاجتماعية ؛ وصودرت اوراقه وابحاثة وممتلكاته وحساباته المصرفية ؛
وصدر ضده الحكم بالادانة و السجن لسته واربعين شهرا والمراقبة لمده ثلاث سنوات والغرامة والمصادرة ؛ ولايزال قيد الاقامة الجبرية في الولايات المتحدة ؛ ان مصيرة هو واسرته مجهول حتى الان .

ولكن استمرت تداعيات العملية ( كوندور ) حتي وقت قريب ... فتعرض الملحق التجاري المصري في سويسرا علاء نظمي للاغتيال في جراج منزلة ؛ واستولي مجهولون علي حقيبة مستنداته السرية في 1995 ؛ كما تعرضت السفيرة المصرية في النمسا لمحاولة اغتيال حطم فيها وجهها باستخدام قنبله مزروعة في هاتفها المنزلي .

ولم تغفر اميركا للارجنتين انضمامها لمشروع الكوندور ؛ فاسقطت حكم الرئيس كارلوس منعم وحاصرته بالفضائح حتي رضخ وزير الدفاع الارجنتيني في 1993 ووقع على وثيقة انضمام بلاده الي معاهده حظر الانتشار الصاروخي ؛ وشنت الولايات المتحدة حربا علي العراق ادت الي انهيار النظام وتفكيكها بحثا عن ماتبقي من برنامج التسليح الذي تم بالتعاون مع مصر .

وقالت كوندليزا رايس مستشارة الامن القومى الامريكى في لقاء صحفي لها اثناء حرب العراق ؛ ان برنامج ( الكوندور ) المصرى الذي تم رصد ماتبقي من وثائقة لة في العراق هو كارثة لو كان قد اكتمل ؛ فبقية انظمة الصواريخ الاخرى بجوارة هي ببساطة العاب اطفال .

ان الدكتور عبد القادر حلمي ... بطل مصري مجهول لغالبية الشعب المصرى ؛ واسرته التي قاست الامريين طوال هذه المحنة هم ابطال مجهولين ... لذلك يجب بذل الغالي والنفيس لاسترداد هذا البطل وتكريمة بالنحو الذي يليق به في بلده بدلا من ظلمات السجون .

عود ثاني



وحدي و وجدي و حرماني
أقترب .... يهجرني
ينساني .. يأبي علي نسياني
خاسر أنا بأحزاني
أقول ما لايجدي
شعري أدماني
يا ليت الليل هاد
يطيبني من إدماني
النجم ذكرني عيناة
قائلا بدرك عنواني
الدمع يسبقني
لبدر يجفاني
هاتفتني وقلبي قبلها
حرك راكد أحزاني
قال تاركتي للهم والحزن يعتقلاني
قلت بل أنت قاتلي وسجاني
ويل لك إن عدت
سكيرا لبحرها
أن تنجو لبر تاني
جدف ببحرها
إكفر بكفر حبها
أنت لا تريد .. بر ثاني
عيدك حديثها
سحرك عينها
منارتك سواد هدبها
تريد أن تنسي .. بغيرها
تماثل تقارن ....
العين الشعر اللسان
تبحث عن شائك سحرها
لها تبقي أيها الفاني
يأخذك الدرب
تدور بك الدنيا
تدور مشتاق
تتنكر لعود ثاني



                                                    أحمد قاسم
                                                29-10-2008

الأربعاء، 9 مايو 2012

الجرائم الإنسانية ضد الأكراد .

كردستان الكبرى .
مصطلح سياسييستعمله القوميون الاكراد لمنطقة جغرافية كبيرة ممتدة في عدة دول. تضم الكردتشمل اربعة اجزاء رئيسية تطلق عليهاكردستان تركيا وكردستان إيران وكردستان العراق وكردستان سوريا، بالإضافة إلى اطراف صغيرة على الحدود الجنوبية لارمينيا. وهي تشمل علی الدول الأربعةتركيا وإيران والعراق وسوريا، تعترف إيرانوالعراق بمنطقة كردية على أراضيهم. اماسوريا وتركيا فالأمر غير معترف به.

وتندرج اللغة الكردية ضمن مجموعة اللغات الإيرانية التي تضم اللغات الكردية، الفارسية، البشتونية، الطاجيكية ولغات أخرى عديدة، والتي تمثل فرعا من أسرة اللغات الهندوأوروبية المنحدرة من اللغة السنسكريتية الآرية، وكلمةكوردستان مؤلفة من جزئين، الأول منها هو (كرد) نسبة إلى الشعب الكردي، والجزء الثاني منها هو (ستان) وتعني موطن أو مكان.
لقد عرفت المنطقة منذ زمن بعيد بارض الكرد، ففي عصر حضارات ما بين النهرين عُرفت المنطقة بتسميات متعددة ولكنها ذات دلالة واحدة ومعنى واحد، كان السومريون يسمون المنطقة (كورا قوتيوم) وتعني أرض كاردا، اما الأشوريون فكانوا يسمونها (كورتي)، والبابليون كانوا يسمونها (قاردو)، والاغريق سموها (قاردوتشوي)، والرومان سموها (كوردرين)، وكان العرب المسلمون يسمونها (اقليم الجبال).
و ظهرت كلمة كردستان كمصطلح جغرافي أول مرة في القرن الثاني عشر الميلادي في عهد السلاجقة، عندما فصل السلطان السلجوقيسنجر القسم الغربي من إقليم الجبال وجعله ولاية تحت حكم قريبه سليمان شاه وأطلق عليها اسم كردستان.
كانت هذه الولاية تشتمل على الأراضي الممتدة بين أذربيجان ولورستان وهي مناطق (سنا، دينور، همدان وكرمنشاه، إضافة إلى المناطق الواقعة غرب جبال زاجروس، مثل (شهرزور وكوي سنجق).
تتوزع كردستان بصورة رئيسية في اربع دول هي (العراق وإيران وتركيا وسوريا)، كما ينتشر الأكراد في بعض الدول التي نشأت على أنقاض الاتحاد السوفياتي السابق. وتشكل كردستان الكبرى ما يقارب مساحة العراق الحديث.
تختلف التقديرات بشأن عدد الاكراد بين 30 إلى 35 مليون، يتوزعون بنسبة 20% في تركيا (15 مليون)، 15% في إيران (10 مليون)، 20% في العراق (6 مليون) و 5% في سوريا (2 مليون) وفي أرمينيا.

الاديان والمذاهب في كوردستان

كان الأكراد القدماء يدينون بالمعتقدات الآرية القديمة (المثرائية)، ثم تحولوا إلى الأيمان بالأله الواحد حين أعتنقو دين زردشت الذي خرج من بينهم ونشر تعاليمه في مختلف أنحاء البلاد الأيرانية، أستمر الأكراد بأتباع الديانة الزرادشتية طياة حكم الميديين ثم الساسانيين، وحتى الفتح الإسلامي لمناطق الدولة الساسانية، حينئذ انتشر الإسلام بينهم فقد كانت الأتفاقية المنعقدة بين جيوش الإسلامية الفاتحة من جهة وبين "المزربان" والي الأمبراطورية الساسانية على المناطق الكردية من جهة أخرى تقضي بأحتفاظ الأكراد بأرواحهم وأموالهم ومعتقدهم الديني مقابل التبعية للدولة الإسلامية الجديدة ودفع الجزية، كما كانت قلة من الأكراد الخاضعين للحكم الروماني قد تحولوا للدين المسيحي نتيجة "لقمع" الرومان وأضهادهم لأتباع الديانات الأخرى، وما زال يوجد في أنحاء كردستان من هم متمسكون ببعض المعتقدات الزرادشتية ومنهم الأيزيديين.
أصبح الدين الإسلامي هو دين الأغلبية الكردية، والكرد في غالبيتهم من أهل السنة ويتبعون المذهب الشافعي، ومنهم القليل من الشيعة يتركزون في جنوب كردستان، وكان للأكراد دور فعال ومؤثر خلال التاريخ الإسلامي الممتد لأكثر من أربعة عشر قرنا، تنتشر بين الكورد الطرق الصوفية التي تختلف عن بعضها اختلافاً بسيطاً، وأكثر الطرق شيوعاً هي الطريقة القادرية والطريقةالنقشبندية.
لقد لعب علماء الدين الإسلامي الذين يدعون (ملا) في كوردستان، دوراً بارزاً وإ يجابياً في الحركة الوطنية التحريرية الكوردية من حيث الولاء لها والانخراط فيها وقيادتها.
و من الأكراد من هم تابعون لأديان أخرى كالمسيحية واليهودية والأيزيدية، ولمذاهب عدة كالعلويين (القزلباش)، والعلي الاهي (الكاكائية)، وأهل الحق والكسنزانية.
أما اليهود في كردستان العراق فقد هجروا إلى إسرائيل والولايات المتحدة بداية عام 1948 مع بقية يهود العراق، وهم معروفون الآن كجالية كوردية يهودية في إسرائيل.

الجغرافية والطبيعة

كردستان منطقة جبلية ذات حدود طبيعية، تقع بين درجتَي العرض 34° و39° ودرجتَي الطول 37° و46°. تحدها من الغرب جبال طوروس والهضبة العليا لما بين النهرين، الجزيرة وجبال ماردين السفلى.
مساحة كردستان كما يقدرها الباحثون فحوالي 500,000 كم2 تقريبًا وهي بلد جبلي تحتضن جبال وسهولاً خصبة وترويها أنهار عديدة (دجلة والفرات) حيث ينبعان من أرضها وتكثر في أرضها العيون والنهيرات والجداول.
أما في شرقيها فتقع سلسلة جبال كردستان في الرقعة المحصورة بين بحيرتَي أورمية وبحيرة وان. وفي الجنوبي الشرقي تقع جبال زاجروس.
وتبدأ حدود هذا الأقليم الجبلي الواقع جنوبي جبال آغري (أرارات) من منتصف المسافة ما بين جنوب غرب بحر قزوين وجنوب شرق البحر الأسود، ممتدة داخل آذربيجان الإيرانية وجمهورية أرمينيا، وقسم كبير من شرقي الأناضولالتركي. وتنحدر جنوباً حتى مشارف شبه الجزيرة العربية العليا فشمالي العراق وشمالي شرقه فالقسم الغربي من إيران. وتنتهي في الجنوب بخط وهمي يمتد من مندلي العراقية إلى كرمنشاه الإيرانية.
و المساحة الكلية لكردستان تقدّر بنحو 409,650 كم2. يقع منها 194,400 كم2 في تركيا، و 124950 كم2 في إيران، و 72 ألف كم2 في العراق، و 18,300 كم2 في سورية. ويبلغ طول كردستان إذا قيست من الشمال إلى الجنوب ألف كم.
أما معدل العرض فهو 200 كم في الجزء الجنوبي ثم يتزايد شمالاً حتى يبلغ 750 كم.
إن أعلى جبال كردستان هو جبل آغري الكبير (أرارات الكبير)،حيث يبلغ ارتفاعه 5,258 م عن سطح البحر، ثم جبل رَشكو في منطفة جيلو ـ داغ، ويبلغ ارتفاعه 4168 م، ثم جبل آغري الصغير (أرارات الصغير) وارتفاعه 3,925 م.
إن كردستان برمّتها مرتفعة ارتفاعاً ملحوظا ً، إذ يتراوح ارتفاعها بين ألف و 1500 م فوق مستوى سطح البحر، بل هناك مدن تقع على ارتفاع كبير مثل (بيجار) التي تعلو 1920 م، وفي المقابل ثمة مدن تقع على ارتفاع أقلّ مثل (أربيل) والبالغ ارتفاعها 430 م فوق سطح البحر، وتقع على تخوم الصحراء العراقية.
المناخ
يسود سهول كردستان مناخ شبه استوائي. ومعدل الأمطار يتراوح سنوياً بين 200 و400مم. أما الأراضي المنخفضة المنحصرة بين سلاسل الجبال فيتراوح معدل الأمطار السنوي فيها بين 700 وألفي مم، وقد يصل أحياناً إلى ثلاثة آلاف مم.
وهذه الأراضي تغطيها الغابات عادة ويجري خلالها عدد من الأنهار والجداول. أما المناخ في وديان كردستان الوسطى فهو قارّي إلى حدّ ما، وقد يكون قاحلاً، إذ يتراوح المعدل السنوي للمطر بين 300 و500مم.
ويبلغ الفرق بين درجتَي الحرارة الدنيا والقصوى 80 ْمئوية، إذ تنخفض الحرارةفي قرا كوسه الواقعة في شمالي كردستان إلى 30° ـ 35° تحت الصفر. وترتفعدرجة الحرارة في الصيف في كردستان الجنوبية إلى 35° ـ 45° في كرمنشاه، وإلى 40° ـ 45° في خانقين.
الأنهار
ينبع من جبال كردستان أربعة أنهار كبيرة:
نهر آراس: يجري في إقليم بينجول في تركيا ويصب في بحر قزوين. ويبلغ طوله 920 كم.
نهر دجلة: ينبع من بحيرة جولجوك (Golcuk) في أواسط طوروس الجنوبية الشرقية شمال مدينة ديار بكر في تركيا ويصب في الخليج العربي.
نهر الفرات: وينبع فرعه المسمى قرا صو، من دوملو تبه شمال أرضروم. وينبع فرعه المسمى نهر مراد من آلا داغ الواقعة بين بحيرة وان وجبال آغري فيتركيا. ويلتقي الفرعان في شمالي غربي مدينة ألازيغ ليكوِّنا نهر الفرات الذي يخترق الأراضي السورية والعراقية ليصب في الخليج العربي.
نهر قيزيل أوزان: ينبع من جنوب غرب مدينة ديوان دَرَه في إيران. ويجري في إقليمَي زنجان وميانه ثم في جنوب مدينة رَشت حيث يسمى سفيد رود، ليصب في بحر قزوين.
ومن أنهار كردستان كذلك الزاب الكبير الذي يجري في تركيا والعراق، والزاب الصغير، وكلاهما يصب في نهر دجلة. وعموماً فإن المناطق الكردية تمتلك مصادر وفيرة للمياه.
إن أكثر الأنهار والمياه تنبع من المرتفعات الشمالية كالفرات وفرعَيه، ودجلةوروافده. وهناك نهيرات عديدة يصب بعضها في بحيرة وان، وبعضها الآخر في بحيرة أورمية الواقعة في إيران شرق البحيرة الأولى.
البحيرات
تقع في الجزء الشمالي الغربي من إقليم كردستان بحيرتان هما: وان Van، ومساحتها 3765 كم2 وهي شديدة الملوحة، وأورمية ومساحتها ستة آلاف كم2.
وتوجد بحيرة خامزار جولجوك (Golcuk) شمال دياربكر عند منبع دجلة. وبحيرة زيفار في منطقة سِـنّا، قرب مه ريوان في إيران.
الزراعة
تحيط بكردستان الجبال الشامخة من كل الجهات سوى القسم الجنوبي الغربي. وأكثر الجهات صلاحاً للزراعة هو القسم الجنوبي والجنوب الشرقي، حيث حوضي نهر دجلة ونهر الفرات وروافدهما مثل الزاب الكبير والزاب الصغيرونهر الخابور.
وأعلى الجبال في كردستان هي تلك الواقعة في الشمال الشرقي. وهي مكسوّة بالغابات الكثيفة ومحاطة بأودية خصيبة. ولذا فهي آهلة بالسكان صيفاً وشتاءً، وحافلة بالقرى والمدن، بخلاف سلسلة الجبال الفاصلة بين الحدود التركية والإيرانية، فإنها جرداء لا غابات فيها ولا كلأ، إذ تتكون من صخور بركانية صلدة ذات أخاديد وهُوىً سحقية، مما يجعل اقتحامها مستحيلاً على أشد الجيوش بأساً.
الثروة المعدنية
النفط :
تنتشر حقول النفط على معظم الأرض الكردية، بعضها يستثمر منذ عقود، وبعضها الآخر لا يزال مهملا.
تعتبر حقول كركوك من أغزر حقول العالم أنتاجا وأقلها نضوبا، وتساهم إلى جانب حقول عين زالة بأكثر من ثلث أنتاج النفط العراقي.
و في أيران يستثمر نفط منطقة شاه آباد، وفي تركيا يستخرج من حقولباطمان.
أما في سوريا، فقد كانت حقول منطقة ديرك المالكية (قره تشوك ورميلان والسويدية) هي المزود الوحيد لأمداد سوريا بالنفط والغاز والكبريت منذ الستينيات وحتى نهاية القرن العشرين.
  • الحديد : في ديفريك في تركيا
  • النحاس : في إرجان في تركيا.
وتستمر معاناة الأكراد حيث مزقت وطنهم بين الدول العديدة القوي الإستعمارية ليعاملوا علي أنهم أقليات وتقترب حقوقه في العدل والمساواة بعيدة المنال وذلك رضوخا للقوي الإستعمارية حيث عدائهم وعنصريتهم وتعصبهم وعدائهم التاريخي للقائد الكردي المسلم صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية الذي هزم القوي الصليبة وحرر الأقصي الشريف بعد إغتصابة من العرب والمسلمين قرابة السبعين عام .



الاثنين، 7 مايو 2012

حلايب و شلاتين والنزاع المصري السوداني .


*نبذة عن حلايب وشلاتين وأهميتها للدولتين .
تقع منطقة حلايب وشلاتين على الحدود الرسمية بين مصر والسودان وتبلغ مساحتها20 ألف كيلو متر مربع على ساحل البحر الأحمر وحلايب تقطنها قبائل تمتد بجذورها التاريخية بين الجانبين كما تتنقل هذه القبائل بسهولة عبر الحدود لأن وجودها كان سابقاً على رسم الحدود وبها نقطة وطريق يربط بينها وبين السويس عبر بئر شلاتين وأبورماد وتتصل حلايب ببورتسودان بطريق بري غير مسفلت وتبلغ المسافة من السويس - لايب - بور تسودان حوالي 10485 كم تقريباً وتعد مدينة حلايب البوابة الجنوبية لمصر على ساحل البحر الأحمر وتظل الوظيفة الرائدة لها تقديم الخدمات الجمركية للعابرين إلى الحدود السودانية بالإضافة إلى الأنشطة التجارية المصاحبة لذلك .
- تتمتع منطقة حلايب بأهمية إستراتيجية لدى الجانبين المصري والسوداني حيث تعتبرها مصر عمقاً إستراتيجياً هاماً لها كونها تجعل حدودها الجنوبية على ساحل البحر الأحمر مكشوفة ومعرضة للخطر وهو الأمر الذي يهدد أمنها القومي كما تنظر السودان إلى المنطقة باعتبارها عاملاً هاماً في الحفاظ على وحدة السودان واستقراره السياسي لما تشكله المنطقة من امتداد سياسي وجغرافي لها على ساحل البحر الأحمر، بالإضافة إلى أهميتها التجارية والاقتصادية لكلا البلدين .
- أشارت الدراسات إلى أن خامات المانجنزيت تتوافر بمنطقة حلايب بإحتياطات هائلة مرتفعة الجودة وأثبتت صلاحية الخام لإنتاج كيماويات الماغنسيوم غير العضوية مثل كبريتات وكلوريد الماغنسيوم وهي ضرورية جداً لصناعة المنسوجات كما تجرى حالياً دراسات للإستفادة من هذا الخام لإنتاج حراريات الماغنسيوم بديلاً عن الإستيراد، وكذا انتاج الماغنسيوم الذي يستخدم بشكل كبير في صناعة الأسمدة .
- كما يأتي موضوع إكتشاف البترول ومعادن ثمينة أخرى في حلايب كمحرك لتصعيد النزاع بين الدولتين على هذه المنطقة .
* الجذور التاريخية للنزاع .
إن من يعود إلى التاريخ يجد أن الوجود البريطاني المتزامن في مصر والسودان هو الذي أدى إلى تعيين الخط الحدودي الفاصل بين البلدين وكان ذلك عملاً من نتاج الفكر الإستعماري البريطاني الذي كان يترقب لحظة تفكيك أملاك الدولة العثمانية حيث وقعت إتفاقية السودان بين مصر وبريطانيا في 19 يناير 1899م والتي وقعها عن مصر بطرس غالي وزير خارجيتها في ذلك الحين وعن بريطانيا اللورد كرومر المعتمد البريطاني لدى مصر ونصت المادة الأولى من الإتفاقية على أن الحد الفاصل بين مصر والسودان هو خط عرض 22 درجة شمالاً وما لبث أن أدخل على هذا الخط بعض التعديلات الإدارية بقرار من وزير الداخلية المصري بدعوى كان مضمونها منح التسهيلات الإدارية لتحركات أفراد قبائل البشارية السودانية والعبابدة المصرية على جانب الخط الحدودي وقد أفرزت التعديلات ما يسمى بمشكلة حلايب وشلاتين .
تشير المراجع التاريخية إلى أن المرة الأولى التي أثير فيها النزاع الحدودي بين مصر والسودان حول حلايب كان في يناير عام 1958م عندما أرسلت الحكومة المصرية مذكرة إلى الحكومة السودانية إعترضت فيها على قانون الإنتخابات الجديد الذي أصدره السودان في 27 فبراير 1958م  وأشارت المذكرة إلى أن القانون خالف إتفاقية 1899م بشأن الحدود المشتركة إذ أدخل المنطقة الواقعة شمال مدينة وادي حلفا والمنطقة المحيطة بحلايب وشلاتين على سواحل البحر الأحمر ضمن الدوائر الإنتخابية السودانية وطالبت حينها مصر بحقها في هذه المناطق التي يقوم السودان بإدارتها شمال خط عرض 22 درجة وكانت هذه هي المرة الأولى التي أعلن فيها نزاع على الحدود بين البلدين .
* الحجج والأسانيد التي يعتمد عليها البلدان في نزاعهما تجاه المنطقة .
أولاً : الحجج والأسانيد التي يعتمد عليها السودان في إثبات أحقيته للمنطقة .
1- أن السودان قد تمكن فعلياً من حيازة هذه المناطق إذ ظل يديرها منذ إجراء التعديلات الإدارية على خط الحدود الذي أنشأه إتفاق 19 يناير عام 1899م كما أنه قد مارس السيادة الفعلية عليها .
2- أن مصر قبلت هذا الوضع لسنوات طويلة ولم تعترض عليه طيلة الفترة التي سبقت الإستقلال الدولي في الأول من يناير 1956م وهذا الموقف وفق مصادر القانون الدولي يمثل سنداً قوياً للسودان للتمسك بالمناطق المذكورة تأسيساً على فكرة التقادم التي تقوم على مبدأ الحيازة الفعلية وغير المنقطعة من جانب وعدم وجود معارضة لهذه الحيازة من جانب آخر .
3- كما أن مبدأ المحافظة على الحدود الموروثة منذ عهد الإستعمار هو سبب آخر إعتمده السودان لإثبات أحقيته للمنطقة فقد ورث السودان حدوده الحالية ومنها حدوده الشمالية مع مصر وتشير المصادر إلى أن عدداً من المنظمات الدولية والإقليمية ومنها منظمة الوحدة الإفريقية ضمنت في مواثيقها إشارات إلى إقرار و إستمرار نفس الحدود المتعارف عليها أثناء فترة الاستعمار ووفق المصادر نفسها فإن مؤتمر الرؤساء والقادة الأفارقة الذي عقد في القاهرة عام 1964م قد أقر هذا المبدأ .
4- وأخيراً فإن وجهة النظر السودانية الخاصة بالنزاع الحدودي ومحاولة إثبات أحقية السودان في حلايب كانت تشير إلى أن إعتراف مصر بالسودان كدولة مستقلة ذات سيادة عام 1956م لم يتضمن أية تحفظات بشأن الحدود .
*الحجج والأسانيد التي تعتمد عليها مصر في إثبات أحقيتها للمنطقة .
1- تؤكد مصر بأن التعديلات الإدارية التي جرت على الحدود المشتركة بينها وبين السودان تمت من الناحية الرسمية لأغراض التيسير للقبائل التي تعيش على جانبي خط الحدود وهي لا تزيد عن كونها مجرد قرارات إدارية عادية صدرت إستجابة لرغبات المسئولين المحليين في المناطق المتنازع عليها وإقتصر أثرها على هذاالدور فقط .
2- تشير مصر إلى أنها لم تبرم أية معاهدات أو إتفاقيات دولية سواء بين مصر وبريطانيا أو بين السودان ومصر في جميع المراحل الزمنية والتاريخية لإضفاء صفة دولية على التعديلات الحدودية الإدارية .
3- ترفض مصر القول بأنها قد تنازلت بموجب التعديلات المذكورة عن سيادتها على المناطق المتنازع عليها والتي تقع شمال خط العرض 22 درجة فمصر وفق المصادر كانت خاضعة لسيادة الباب العالي وكانت ممنوعة بموجب ذلك من التنازل أو حتى من بيع أو رهن أي جزء من أراضيها إلا من خلال موافقة صريحة من الدولة العثمانية ولذلك فهي لم تستطع الإحتجاج بالنسبة للحدود مع السودان .
4- تذهب الدفوعات المصرية إلى أن فكرة التقادم التي يدفع بها السودان ليس مقطوعاً بها وبصحتها تماماً من قبل القانون الدولي وهي مرفوضة من قبل الجانب المصري فضلاً عن أن المدة الزمنية وفق نفس وجهة النظر حول التقادم هي محل إختلاف .
5- وفقاً لما سبق ترى مصر أن السودان يتمسك بتقادمه بمنطقة محدودة بينما السودان ما زال يدعي بالإقليم إذ كان تابعاً للسيادة المصرية وبهذا فهي تستخدم هذا السند ليس للإستحواذ على السودان بل لدفع حجة التقادم وإسقاطها .
* حلايب و شلاتين قضية موسمية تبرز وتختفي على خلفيات سياسية .
رغم هذا التباين في وجهات النظر بين الجانبين المصري والسوداني حول أحقية كل منهما للسيادة على هذه المنطقة فإن أي من البلدين لم يتخذ خطوة واحدة نحو محكمة العدل الدولية كما حرص البلدان على إستمرار العلاقات الأخوية والروابط التاريخية بين الشعبين الجارين وذلك من خلال اللجوء إلى الوسائل السياسية والقنوات الدبلوماسية لحل النزاع فبرغم قدم مشكلة حلايب بين مصر والسودان إلا أنها في جميع مراحلها التاريخية لم تبلغ مرحلة المواجهة العسكرية بين البلدين ولا تثار هذه المشكلة وتبرز إلى السطح إلا حين يعمد أحد البلدان إلى إثارتها على خلفية تباين سياسي بين البلدين .
يونيو 1993م عاد النزاع بين البلدين على هذه المنطقة إثر تدهور العلاقات السياسية بين القاهرة والخرطوم بعد أن إتهمت مصر الحكومة السودانية بدعم المتطرفين على أراضيها وفي الوقت نفسه إتخذت الحكومة السودانية عدداً من الإجرأت تجاه مصر تمثلت في ضم مدارس البعثة التعليمية المصرية إلى وزارة التعليم السودانية كما تم إغلاق فرع جامعة القاهرة في الخرطوم وتحويله إلى جامعة سودانية حملت إسم جامعة النيلين وتم مصادرة الإستراحات التابعة لوزارة الري المصرية في السودان وبالإضافة إلى ذلك فقد أعلنت الحكومة السودانية حالة التعبئة العامة ضد ما أسمته بالتهديدات المصرية في حلايب من خلال هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن كما نظمت عدداً من المسيرات في المدن السودانية للتنديد بالسياسة المصرية وإتهمت الحكومة السودانية مصر بإفشال مفاوضات أبوجا بين وفد الحكومة السودانية وجون قرنق في إبريل 1993م .
تصاعدت الأزمة بين البلدين عام 1995م بعد محاولة الإغتيال التي تعرض لها الرئيس المصري مبارك إثر وصوله إلى أديس أبابا لحضور القمة الإفريقية حيث أشارت بعض المصادر إلى تورط عدد من العناصر المرتبطة بالجبهة الإسلامية في السودان في هذه المحاولة ونجم عن ذلك تدهور جديد في العلاقات المصرية السودانية إستمر لعدة سنوات .
ثم ما لبثت تلك العلاقات أن شهدت تحسناً ملحوظاً بعد الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير للقاهرة يومي 22 - 23 ديسمبر 1999م تلبية لدعوة من الرئيس مبارك حيث قرر الرئيسان تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والدفع بها إلى مستويات أفضل وذلك من خلال .
1- تبادل السفراء بين القاهرة والخرطوم .
2- عودة الملاحة النهرية بين السودان ووادي حلفا .
3- تكوين لجان مشتركة بين البلدين لتسوية مشكلاتهما ودفع التعاون في المجالات الأمنية والسياسية والإقتصادية والتعليمية بالإضافة إلى تبادل الزيارات الرسمية بين مسئولي البلدين .
4- تصريحات القيادة المصرية برفض مصر أية تهديدات تمس أمن السودان ووحدته .
5- ترحيب القيادة السودانية بالدور المصري في حل مشكلة الجنوب والنزاع الدائر بين الحكومة والمعارضة .
6- في شأن مسألة حلايب إتفق الرئيسان على ضرورة حلها في إطار أخوي والعمل على إتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لتحويل منطقة حلايب إلى منطقة للتكامل بين البلدين .
وأكد الرئيس السوداني أن مشكلة حلايب لن تقف حائلاً دون عودة العلاقات مع مصر إلى مجراها الطبيعي كما علق وزير الداخلية السوداني على هذه القضية بقوله قضية حلايب تبرز إلى السطح عندما تكون العلاقات بين مصر والسودان في حالة من التوتر الشديد  وأعتقد أن هذه القضية ليست مشكلة في حد ذاتها وأنه يمكن الوصول إلى صيغة من التفاهم والمعالجة كما هو الحال بين دول الجوار ونحن في السودان على إستعداد للقبول بأية صيغة من صيغ الحل .
قد برزت الأزمة بين البلدين حول المنطقة للمرة الثالثة في أغسطس 2002م حين طالبت الخرطوم من القاهرة المشاركة في الجولة الثانية من مفاوضات ماشاكوس فرفضت مصر إحتجاجاً على الجولة الأولى وإنتظرت الخرطوم أن ترد القاهرة على خطة سودانية بشأن حلايب فتأخر الرد المصري ونتج عن ذلك إعلان السودان عن تمسكها بالمنطقة .
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد صرح لصحيفة الوطن القطرية في 17- 8- 2002م بأن منطقة حلايب وشلاتين هي أرض سودانية مشدداً على أن بلاده لن تتنازل أبداً عن المطالبة بها وأوضح أن الخرطوم جددت المطالبة بها قبل أشهر قليلة أمام مجلس الأمن الدولي .
وبعد أن قال البشير : "إن الخرطوم لن تتنازل أبداً عن حلايب وشلاتين عاد وزير خارجيته مصطفى عثمان ليؤكد على عمق العلاقات مع مصر وأن الرئيس السوداني عمر البشير عندما أعلن لصحيفة الوطن القطرية والصحافة السودانية أن حلايب سودانية كان يطرح ذلك من منطلق فكرة أن تكون حلايب منطقة تكامل بين مصر والسودان وأكد عثمان أن حلايب لن تعكر صفو العلاقات بين البلدين وأن هناك تفاهماً بين البلدين على حل هذه المشكلة من خلال الحوار كما أعلنت السفارة السودانية بالقاهرة في بيان أصدرته بتاريخ 18-8-2002م أن الخرطوم لم تجدد مطالبتها لمجلس الأمن ببحث قضية حلايب مثلما أشارت إلى ذلك بعض التقارير وجاء في البيان " إن مشكلة حلايب ليست وليدة عهد ثورة الإنقاذ وإنما ترجع لعام 1958م وأن إدراجها في مجلس الأمن تم منذ ذلك التاريخ وظلت طوال هذه الفترة تجدد تلقائياً عند مراجعة مجلس الأمن لجدول أعماله "
حول موقف السودان من الموقف المصري الغاضب بسبب تهميش وجهة النظر المصرية من إتفاق ماشاكوس الذي وقعته الحكومة السودانية مع حركة جيش تحرير السودان في 20-7-2002م قال الرئيس السوداني: " لم يحدث أي نوع من التهميش لمصر لكن مرحلة التفاوض تخصنا ونحن لا نستأذن أحداً في إتفاق يخص السودان .
* الموقف الأمريكي .
لقد جاء النزاع المصري السوداني على منطقة حلايب ليمثل نقطة ساخنة سانحة للولايات المتحدة الأمريكية في إثارة النزاع وممارسة الضغوط على السودان وذلك بهدف الضغط على مصر نتيجة لمواقفها ( الظاهرية ) الأخيرة المؤيدة للإنتفاضة الفلسطينية والمتشددة بالرفض للسياسة الأمريكية الهادفة إلى ضرب العراق هذا بالإضافة إلى قيام مصر بإصدار حكم بالسجن للناشط في مجال حقوق الإنسان سعد الدين إبراهيم والذي يحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية وهو الأمر الذي أثار غضب الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مصر وخلق لديها رغبة كبيرة في توتير النزاع بين مصر والسودان وهو ما أكده وزير الخارجية السوداني بقوله : " إن هناك قوى تدفع بقضية حلايب للإساءة إلى العلاقات بين مصر والسودان " ، ولكنه لم يحدد من هي هذه القوى !! إلا أن الملحق الإعلامي السوداني بالقاهرة الخاتم عبد الله قال " إن هذه القوى التي يقصدها وزير الخارجية هي أمريكا التي تشن حالياً حملة ضد مصر "
فالمصلحة الأمريكية أكبر من أن تترك علاقات البلدين تنمو وتزدهر وخصوصاً أن العلاقات بين مصر والسودان تتسم بقدر كبير من الحساسية .
- حساسية القاهرة من كل ما يمس أمنها القومي .
-حساسية السودان مما يعتبرونه تعالياً من مصر عليهم وتدخل مصر في كل شئونهم منذ الإستقلال بشكل يدفع أي طرف للرد بقوة على أي تصريح من الطرف الآخر لا يقبله .
ليس الحديث عن التدخل الأمريكي تخميناً فقد كشف المبعوث الأمريكي للسودان جون دانفورث عن حجم الإهتمام الأمريكي الكبير بالسودان بقوله " ان السودان لم يطلب تدخل الولايات المتحدة الأمريكية لحل مشكلة الجنوب ولكن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تدخلت دون أن يطلب أحد منها " وأشار إلى أن الرئيس بوش أكد له ان السودان لو تمكن من حل مشاكله فإن أي مكان آخر في العالم سوف يتمكن من حل مشاكله .
هل تعي مصر والسودان خطورة التدخل الأمريكي في شؤونهما وتتجهان إلى المصالحة في إطار البيت العربي بحيث تصبح حلايب منطقة تكامل بين البلدين الجارين ؟؟؟؟!!!!

من كانوا في العباسية .


حين حدث الإعتداء من البلطجية علي المعتصمين بالعباسية ذهبت للتضامن معهم في حقهم بالإعتصام والتظاهر السلمي وكذلك العديد من المستقلين و الحركات الثورية الوطنية وطالبنا بتوحيد مطالبنا وعدم رفع مطالب لأشخاص ولا هيئات .

كانت كالتالي ..

1- إلغاء المادة 28 المحصنة للجنة الإنتخابات الرئاسية .
2- حل لجنة الإنتخابات المشكوك فيها .
3- حظر ترشيح فلول الحزب الوطني وتفعيل قانون العزل السياسي .
4- الإفراج عن كل المعتقلين السياسين ووقف المحاكمات العسكرية .
5- تسليم السلطة لرئيس مدني .

هذة هي المطالب الفعلية والموضوعية لكل الشعب لذا كان في الإعتصام كل مكونات الشعب أطفال وشيوخ من كل أطياف الشعب وكان تواجده سلميا لايوجد بة سلاح سوي الحناجر والصدور العارية وكانت أثناء هذا اليوم جامعة عين شمس والمستشفي الجامعي كما أن السيارات تسير في إحدي حارات شارع الخليفة المأمون .
يوجد ملاحظة مهمة :
   - هي وفاة د. علاء فايز . أول رئيس منتخب لجامعة عين شمس بعد الثورة كما أنة هو من أمر بتشيد نصب تذكاري للشهيد علاء عبدالهادي أحد شهداء مجلس الوزراء .
كما كان د. علاء في طريقة لزيارة المصابين جراء إعتداء البلطجية علي المعتصمين فحدث لة حادث تصادم مروري أودي بحياتة كما تم إتخاذ قرار إغلاق جامعة عين شمس في نفس يوم الحادث بهذا الحادث يوجد من يريد إستغلال غلق الجامعة وتأجيل الإمتحانات إستغلالا إعلاميا لتشوية المعتصمين وهنا شبهة جنائية في وفاة د.علاء .

كنا في الإعتصام نفعل كما كان في أيام الثورة وما تبعها من فعاليات وإعتصامات حاول كل المتخازلين وعباد المذلة يشوهون ويستنكرون ويندسون برغبتهم أو يرسلهم المخابرات والتحريات والمباحث لنقل الأخبار أو إفتعال أزمات أو التشوية وتم القبض علي الكثير منهم من قبل الثوارولنا في صور مصابين المجلس العسكري الذين زارهم طنطاوي بعض التدبر في هيئتهم .


****إستعراض****

بالية وأوبرا إية يعني
                        دا لاصبحي ولا الزعيم المعني
إستعراضا النهاردة من بلفور
                              أكيد عرفتوا مين المعني
كتبة هرتزل مكانة تحت شمس
                           بيت الحسين حوالية نار تلسعني
خدوا شمسي وعطوني شمعة
                               دمي ودمعها لسوعني
وزعوا الأدواروكنت
                      لون دم الشارع المجني
هجانا وأرجنزفاي و ميركافا
                             و أباتشي و إرهاب الحجارة وجعني
بالفيتوا ولا الفينو بعاد بحق
                             وعيشتي لو في بطن أرضي تشجعني
أبويا وأخويا و زغرودة أمي
                                دا دوري أنا الجاني أنا المجني
عمري قبل الرسالة ولا بعدها
                                 ولا الدم جوا الرحم ولعني
صبرا و شاتيلا وقانا وكفر قاسم
                                 قولي يا دير ياسين فين الإرهاب يعني
و في جنيين متاريس حواجز
                             قلب صلب من طفولتي جرجرني
شاب الشعر تحت دم غطاة
                                 لطفولة ماتت ههههه إية يعني
عروسة وعريس في الفرح
                                زفتي أنا الشهيد ما ترجعني
قرود وخنازير همااااااا
                         و لا إنت بتخدعني
السلمية والحق لمفاوضاتك لبانة
                                       دابت بطل تصدعني
مستني ذكري أيامك الطويلة
                              اللي بتزيد و الموت ما بيروعني
داير أقول الصبر جاي
                          هههههههه دا الموت بيلوعني
سموني شهيد الصبر والرصاص
                                      هو يقول الطوب إرهاب بيروعني
شارون ولا شيمعون ولا عرفات
                                     حادي بادي الإرهابي مين يعني
نزل الستار جمهورنا كسالا
                                حكام وشعوب بالشفايف بتودعني .
                                        

                                      أحمد قاسم
                                         18-9-2002

الأحد، 18 مارس 2012

العنصرية داء دوائة الإسلام .

        
تأصيل الدين الإسلامي للمساواة.

{ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر  ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علىكثير ممن خلقنا تفضيلا}-الإسراء: ٧٠
هنا تحدث القرأن بصيغة جامعة لكل بني أدم دون تمييزبل فيها خلاصة المساواة والتكريم لكل خلق الله .
إني حرمت الظلم على نفسي وعلى عبادي ألا فلا تظا لموا «حديث قدسي
وهنا العبودية لله جامعة لة وحدة القدرة علي التحديد من العبد الصالح ومن غير الصالح بلا ظلم ولا تظالم .
من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد «حديث شريف»,,,,,الظلم ظلمات يوم القيامة.,,,,,,من احتكر طعاما أربعة ليال فقد بريء من الله تعالى وبريء الله تعالى منه.
كل هذة أيات نمت في نفوس المسلمين المساواة والمحبة كما نمت التعايش وقبول الأخر والرحمة وقبول الإختلاف فلنا في الرسول  صلي الله علية وسلم وصحبة الأكرمين أسوة حسنة وكان ذلك عن طريق ترسيخ بعض السلوكيات النافعة للبشر كافة مثل الصدق والأمانة والتراحم والمحبة والتعاون والبر وتجلت كل هذة الصفات في مواقف غاية في الروعة لإبراز الكمال الأخلاقي الذي ذكرة الله في كتابة بالإقرار بأنةعلي خلق عظيم . و نذكر من هذة المواقف إجمالا موقفة في الإخاء بين المهاجرين والأنصار حيث لم يفرق بين من كان عبد وسيد وبين أبيض وأسود ولم يقم بالموائمات والحسابات التي تراعي مصالح وشعور لكنة دمجهم كالبنيان المرصوص يشد بعضة بعضا ويكمل بين المهاجرين والأنصار كما يكونوا بينهم رابط دم إنة الرابط الأسمي الذي بة يتوحدوا في خندق واحد هم فية طالبين تابعين . كما نذكر موقفة من السفراء والمبعوثين للجوار الذي عن طريقهم كان يؤصل للدين بإظهار محاسنة ورحمتة ومحبتة في كل القبائل المجاورة لا ينفر فكان مثل الطرق الخفيف والنسيم الهادئ الذي يفتح القلوب ويزيل عنها غلفها .

الفرق بين الإسلام والأديان الأخري .
                        
نزلت الرسالة علي سيدنا محمد صل الله علية وسلم للناس كافة دون تفريق ولا تمييز كمانزلت اليهودية وخصت بني إسرائيل لا لأنهم شعب الله المختار كما يشيعون لكن لأنهم حادو وحرفوا فيما ترك لهم من نهج دين إبراهيم الحنيف وأبنائة ومن تبعة من النبين فنجدهم خصوا بنصيب وافر من الأنبياء والرسل لأنهم كانوا ما يلبثوا أن يخالفوا ويضطهدوا بل ويقتلوا الأنبياء في كثير من الأحيان لذا كثر عليهم المحن وتوالت حتي أنهم إستعبدوا كأمة كاملة لعقود في بابل ثم جائهم المخلص الذي ينتظرونة ونكروة لما تعارض نهجة عن مصالحهم وهو المسيح عيسي بن مريم الذي جاء لكبح جماح ماديتهم وشذوذ أخلاقهم كما كان دور الأنبياء والرسل الذين بعثوا جميعا.

الحقوق الإنسانية ضرورات فطرية للإنسان

حيث هو إنسان  والإسلام هو دين الفطرة التي فطرنا الله عليها فمن الطبيعي والبديهي أن يكون الكافل لتحقيق هذه الحقوق..ومن ثم أن يكون المصدر الطبيعي لمن يريد التماس هذة الحقوق من مساواة ونبذ للعنصرية ( لافضل لعربي علي أعجمي ولا لأبيض علي أسود )
إن الفطرو السليمة التي فطر الله عبادة عليها التي بها يتلاشى التمييز أنة لا ينظر لصور عبادة بل إلي قلوبهم .


إشكالية التهنئة بالعيد لغير المسلمين وتعزيتهم .

العلاقات الإنسانية الفطرية مبنية علي المشاركة والمشاركة والتجاور والإختلاف سنة الله في خلقة (وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا )
فزميلك وجارك إذا كان فرح فعليك أن تهنئة لفرحة كإنسان ولو مكروب عليك تعزيتة كإنسان أيضا فهذة هي الفطرة التي فطر الله عليها خلقة لكن من يتشدد ويشك ويشكك يقصر إطلاع الله علي القلوب فأنت حين تهنئ غيرك فأنت غير معتقد ولامؤمن بصحة دينة من عدمة لكنة تذكية للروابط الإنسانية كما أن الإسلام لم يقصر الإخوة في إخوة الدين بل بعدم تحديدها تخطاها للإخوة الأكبر وهي الإنسانية وهذا ما نشر الإسلام في بقاع لم يذهب إليها جيش وفتحتها القلوب والأخلاق كما أن التواد والتراحم مكرمة من مكارم الأخلاق التي بعث ليتممها الرسول المصطفي علية الصلاة والسلام .

الجيش الوهابى المصرى .. !!؟؟


 ماهو سبب القسوة الشديدة و الوحشية ؟



التى تعامل بها ضباط وجنود الجيش المصرى مع المتظاهرين من الرجال والنساء والأطفال المصريين والتى وصلت الى قتل وإصابة وتعذيب وهتك عرض الآلاف منهم ..!!؟؟هل السبب هو تنفيذ الأوامر الصادرة اليهم بتفريق المظاهرات ..!!؟؟ لا اعتقد ذلك..! ان ما فعلة ضباط وجنود الجيش المصرى تعدى مهمة تفريق المظاهرات أوتنفيذ الأوامر .. بل كان لديهم دافع داخلى قوى لقتل الثوار وتعذيبهم وسحلهم وهتك عرض الفتيات والسيدات بكل همة وحماس ووحشية .. وكأنهم فى حرب دينية مقدسة لقتل الكفار و الخوارج من رجال ونساء الثورة .. فقد قامت قوات الجيش المصرى باستخدام اقصى درجات العنف غير المبرر حتى فى الحروب بين الأعداء .. وقامت بقتل المتظاهرين والمتظاهرات العزل " بدم بارد " برصاص حى فى الرأس مباشرة , وبالضرب بالعصى والشوم حتى الموت , وبالقفز على أجساد المصابين والشهداء وضربهم بأحذية الجيش الثقيلة , وبدهس المتظاهرين والمتظاهرات بالمدرعات فى مشاهد لم نشاهدها فى أفلام الرعب .. الى جانب قتل المتظاهرين بغاز الأعصاب القاتل والفسفور الأبيض المحرم استخدامها دوليا بين الدول فى الحروب .. و قام " مغاوير " الجيش المصرى بتعذيب المتظاهرين والمتظاهرات بالصواعق الكهربائية وإطفاء السجائر فى اجسادهم .. الى جانب هتك عرض المتظاهرات وتعريتهن ولمس أجزاء حساسة من اجسادهن وتهديدهن بالإغتصاب وإجبارهن على كشف العذرية و الوقوف عرايا تماماً امام الرجال من ضباط وجنود الجيش المصرى .. وهى جرائم لم نشاهدها تُرتكب من قبل فى آى دولة من دول العالم سواء من العصابات الهمجية او الجماعات الإرهابية او حتى جيوش الإحتلال فى مصر أوخارج مصر .

فهل تم تحويل الجيش المصرى الى جيش دينى وهابى عقائدى ..!!؟؟

وهل كان ما حدث فى ميدان التحرير وماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء بالقاهرة وغيرها من المحافظات هو حرب دينية مقدسة يقوم بها " المؤمنون " فى الجيش المصرى و المجلس العسكرى " الإخوانى " وجماعة الإخوان المسلمين ضد من اعتبروهم من الكفار والخوارج من المسلمين والمسيحيين المعارضين , الذين يجب قتلهم وتعذيبهم ودهسهم بالمدرعات وهتك عرض نسائهموإغتصابهن ..!!؟؟ وهل تم تدريب فرق محددة من الجيش المصرى طوال سنوات عديدة على فض المظاهرات و قتل الشعب المصرى وإرهابة بدلاً من قتال الأعداء الخارجيين ..!!؟؟ .

الجيوش فى كل دول العالم يتم تدريبها على محاربة الأعداء الخارجين وحماية حدود البلاد من الغزاة الطامعين. 



ولكن متى و كيف تم تحويل الجيش المصرى الى جيش عقائدى وهابى متعصب يمتلئ بالحقد والشراسة والسادية ضد المصريين - المسلمين والمسيحيين - على الرغم من انهاعملية تستغرق سنوات طويل ..!!؟؟ ومتى وكيف تم تدريب الجيش المصرى على فض المظاهرات بهذة الوحشية والكراهية للشعب المصرى الذى قاموا بقتلة وسحلة وإرهابة وهتك عرضة ..!!؟
لقد تم استهداف فرق محددة فى الجيش المصرى من سنوات عديدة - ومنها فرق الشرطة العسكرية والصاعقة والمظلات والحرب الكيماوية وفرق مكافحة الإرهاب الدولى ( فرقة 777 وفرقة 999 ) - وتم عمل غسيل مخ جماعى لهذة الفرق لتحويلهم الى هذة الشخصيات السادية المتعصبة المريضة التى شاهدناها فى ضباط وجنود الجيش المصرى وهم يقتلون الرجال والنساء والأطفال المصريين بدم بارد ووحشية غريبة تفوقت على وحشية الحيوانات الضارية فى الغابات , الى الدرجة التى كان يتجمع فيها أكثر من عشرين ضابط و جندى على الضحية الواحدة سواء من الرجال او النساء او الأطفال ويستمرون فى ضربة بالعصى والشوم والأحذية الثقيلة حتى الموت .. وحتى بعد الموت ..!!؟؟ وفى احد هذة المشاهد المروعة قال جندى لزميلة بعد ان اعتقد ان احد المتظاهرين قد مات بعد الضرب الوحشى لة :{ أضربه.. ده لسة عايش}...وكان الجنود يقولون وهم يشجعون بعضهم على قتل الثوار: { ..موتوة ..موتوة .. دا لسة ماماتش ..}( جريدة البديل 24/12/2011 )

دور " الرئيس المؤمن" الأسبق .



محمد أنور السادات عام 1972 بإطلاق سراح جماعة الإخوان المسلمين من السجون وسمح لهم بإختراق كل أجهزة الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها مؤسسة الجيش المصرى والأجهزة الأمنية ..وكانت هذة الجماعة " المحظورة !؟ " هى التنظيم السياسى والدينى الوحيد فى مصر المسموح له بممارسة النشاط السياسى العلنى فى الجامعات والنقابات والمدارس والنوادى وغيرها من مؤسسات الدولة للعمل على أسلمة أو " وهبنة " كل مناحى الحياة فى مصر .. وكانت المكافأة القيمة التى قدّموها للسادات عن كل الخدمات التى قدمها للجماعة هى ذبحة على الملأ وامام شاشات التلفزيون يوم 6 اكتوبر 1981 ..وبعدها تمكنت هذة الجماعة الفاشية من استكمال إختراق كل الأجهزة والمؤسسات ومنها الجيش المصرى وتحويل فرق محددة منه الى وحوش ضارية متعصبة متعطشة الى دماء " الكفار والخوارج " من المعارضين و المخالفين لهم .. تمهيداً لإستخدام هذة " الميليشيات الإرهابية " ضد الشعب المصرى فى الوقت المناسب .. و تمهيداً " للإعلان الرسمى " عن إستيلاء الإخوان على الحكم فى مصر .
 

المجلس العسكرى أطلق هذة " الميليشيات الإرهابية ".


على الشعب المصرى لا لتفريق المتظاهرين ومنعهم من الإعتصام .. ولكن لقتلهم وإرهابهم وإرهاب بقية الشعب المصرى .. حتى لا يفتح إنسان فمة او يعترض على حكم الجماعة " الربانية " التى تدعى انها حصلت على توكيل عام من الله لحكم مصر و المصريين بالحديد والنار ..!!؟؟
اوضح دليل على نجاح جماعة الإخوان المسلمين فى إختراق الجيش المصرى إختراقاً كاملاً هو ان كل قادة الجيش المصرى فى المجلس العسكرى الحاكم هم من الإخوان المسلمين الذين عقدوا الصفقات ودفعوا الجماعة بكل الوسائل الشريفة وغير الشريفة لتولى الحكم فى مصر ..
 الغريب ان جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة فى مصر صمتت صمت القبور عما يقوم به المجلس العسكرى من جرائم ضد الإنسانية وضد الشعب المصرى و عن ما يحدث للثوار من قتل وتعذيب وهتك عرض من فبراير 2011 وحتى الآن , بل الأدهى من ذلك ان الجماعة عرضت على لسان محمود غزلان المتحدث الرسمى بأسمها منح " حصانة " للمجلس العسكرى وبقية القتلة والمجرمين الذين قتلوا المئات من الثوار وإصدار قانون يحميهم من المحاكمة والعقاب عن كل هذة الجرائم التى وصلت الى " جرائم حرب " ضد الشعب المصرى .. وعرضت الجماعة دفع " الدية " من اموال الشعب المصرى لإسكات أهالى الشهداء عن القصاص من قتلة ابناءهم وذويهم ..!!؟؟ ( جريدة البديل 2/1/2012 ) والأخطر من ذلك ان الجماعة " الربانية " - وأثناء هذة المذبحة للشعب المصرى - حرضت الجيش على مزيد من القتل وطالبت الجيش " بالضرب بيد من حديد " على من يعبث بالأمن ..!!؟؟( بوابة الأهرام الإليكترونية 22/12/2011 )
والغريب ان هذة الجرائم الدنيئة قد اُرتكبت فى حق الثوار الذين سرق هؤلاء القتلة ثورتهم وصعدوا على اكتافهم ودمائهم الى حكم مصر ..
لقد شاهد الشعب المصرى والعالم كلة مئات الصور وأفلام الفيديو التى وثقت جرائم المجلس العسكرى و الجيش المصرى التى لم نشاهدها من قبل فى مصر او فى آى دولة أخرى فى العالم ..!!؟؟
 

اللواء عبد المنعم كاطو مستشار ادارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة.


عن ضرب ضباط وجنود الجيش للفتاة المنقبة وتعريتها وسحلها فى ميدان التحرير , أيد ما فعله الجيش المصرى من جرائم القتل وهتك العرض وسحل وتعرية المتظاهرات فى الشوارع .. وقال : إتفاقية جنيف للأسرى تعطينا حق الضرب بالنار.. بل وطالب بوضع المتظاهرين فى أفران هتلر ..!!؟؟ ( جريدة الشرق الوسط اللندنية و جريدة الدستور المصرية 22/12/2011 وجريدة الشروق المصرية 25/12/2011)... وهكذا اصبح الشعب المصرى أسير فى وطنة يحق للمجلس العسكرى ضربة بالنار ووضعة فى افران هتلر إذا اعترض او تظاهر او طالب بمحاكمة قتلة أكثر من الفى شهيد ..!!؟؟


منهجيةالنساء والفتيات المتظاهرات والناشطات السياسيات.


وتعمد ضربهن بالعصى والشوم حتى الموت .. وتعمد تعذيبهن بالكهرباء و هتك عرضهن وإذلالهن واجبارهن على كشف العذرية والوقوف عرايا تماماً امام الرجال من ضباط وجنود الجيش المصرى , كما جاء فى شهادة سميرة محمد فى قضيتها التى رفعتها ضد الجيش المصرى ( جريدة البديل 26/9/2011 ) كما تقدمت الدكتورة غادة كمال ببلاغ ضد المشيرمحمد حسين طنطاوى واللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية والرائد حسام الدين مصطفى تتهمهم بالإعتداء عليها بالضرب المبرح وسحلها وتهديدها بالإغتصاب وقالت فى شهادتها الموثقة لمركز النديم لمناهضة التعذيب والعنف : الجنود حطموا رؤوسنا .. والضابط الملثم خطط لإغتصابى ( جريدة الفجر 23/12/2011 ) 


منهجية الخطف والتعذيب .

لم تسلم حتى الناشطات المسنات من الخطف والإعتقال والتعذيب .. فقد تم اختطاف الناشطة السياسية السيدة / خديجة الحناوى التى يلقبها المتظاهرون ب "أم الثوار " فى سيارة من امام محكمة استئناف القاهرة وتم تقييد يديها وعصب عينيها وتعذيبها وتهديدها للإبتعاد عن ميدان التحرير والمتظاهرين .. !!؟؟ ( جريدة البديل 12/1/2012 )
كما روى الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء تفاصيل إختطافة وتعذيبة مرتين بواسطة الجيش والشرطة لإشتراكة فى علاج المصابين فى ميدان التحرير وجمع وتوثيق التقارير الطبية لمصابى وشهداء شارع محمد محمود , وقال : تم الإعتداء عليا بالضرب والسب وانا مقيد من الخلف .. وتم حرق وإطفاء السجائر فى جسدى وكنت بسمع أصوات تعذيب بحجرة بجوارى .. وتم تهديدى إذا لم أكف عن جمع التقارير الشرعية لمصابى وشهداء شارع محمد محمود بإيذائى وتشويه مقربين منى بماء النار . ( جريدة البديل 24/12/2011 ) 



إستخدام الأسلحة الكيماوية والغازات المحرمة دوليا .

كشف تقرير دولى صادر عن اللجنة التى شكلتها المفوضية الأوروبية من 100 عالم وطبيب متخصص من علماء الكيمياء والحرب الكيماوية الذى وثقوا فيه جرائم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المتظاهرين فى مصر فى مناطق محمد محمود بالتحرير وميدان الممر بالإسماعيلية وسموحة بالإسكندرية فى الفترة من 19 وحتى 24 نوفمبر 2011 , وأكد تقرير الحالة التشريحية لجثث الضحايا استخدام الفسفور الأبيض القاتل وغاز الأعصاب القاتل وغيرة من الأسلحة الكيماوية ضد المتظاهرين .. وجاء فى التقرير ان الشرطة والجيش المصرى استخدما نفس الأسلحة المحرمة التى استخدمتها إسرائيل ضد قطاع غزة عام 2008 , وقال التقرير الدولى ان قوانين المحكمة الجنائية الدولية تدين من أصدر الأوامر بإستخدام هذة الاسلحة وتعتبرة " مجرم حرب " . ( جريدة الدستور 26/12/2011 )


 الجيش فى - أى دولة -


 هو أهم مؤسسة يجب الإبتعاد بها عن الخلافات العقائدية و " الأدلجة " وعن تحويل الدين الى عقيدة سياسية للجيش لخدمة فئة معينة ومساعدتها على السيطرة على الوطن و الشعب .. بل يجب غرس مبدأ المواطنة التى تساوى بين كل أفراد الشعب وطوائفة فى كل المؤسسات - واهمها المؤسسة العسكرية - حتى لا ننزلق الى تحويل الجيش المصرى الى جيش عقائدى مثل جيش هتلر النازى الذى حارب العالم كلة , أو " ميليشيات الباسيج" فى أيران التى تُقمع الشعب وتقتلة , أو جيش السودان- التى يحكمها الإخوان المسلمين – والذى قتل وأغتصب أكثر من 400 ألف من المسلمين والمسلمات فى دارفور بغرب السودان .. وكل هذة الجرائم ضد الإنسانية تحدث خدمة للحكام الذين يدّعون انهم يتحدثون بإسم الله و الذين يستخدمون الدين كمطية للوصول الى الحكم واستعباد شعوبهم وقتلهم وتعذيبهم وهتك عرضهم وسرقة اموالهم .. بإسم الله